تحويل جبل نفايات بلبنان لحديقة يقلق عشرات العمال

 

يتخوّف أكثر من 40 عاملاً في مجال جمع النفايات من انقطاع مورد رزقهم، عند انتهاء بلدية صيدا بجنوب لبنان من تحويل جبل النفايات إلى حديقة عامة.

 فهؤلاء العمال يقصدون يوميًا الجبل؛ حيث يجمعون الحديد والبلاستيك، ويبحثون عن القطع الأثرية والنادرة، وحتى عن بعض قطع المجوهرات ليتقاسموا مردودها المادي.

وجبل أبو معروف، أو جبل الريحان أو السلسلة البحرية لصيدا، كلها تسميات متعارف عليها في المنطقة وتعود لجبل النفايات الذي كان يشكّل كابوسًا حقيقيًا لأهالي صيدا منذ 40 عامًا بكل ما يحمله من روائح وأمراض، ولم تفلح جهودهم في إقناع السلطات بإزالته إلا مؤخرًا.

فليس مستغربًا أن ترى صيداويًّا يسير في الشارع والكمامة على وجهه، كما أن طرق الوقاية من الغازات السامة التي يفرزها الجبل من حين إلى آخر ويحملها الهواء إلى منازل المنطقة كلها بات متعارفًا عليها ومتقنة من الصغير والكبير.

في المقابل، يرى آلاف آخرون من سكان صيدا في هذا الجبل موردًا لرزقهم، فهنا عائلة بأكملها تمضي أيامها في جمع خيرات الجبل، بين أفرادها شاب يعمل بعد الظهر في مجال الكمبيوتر، وعند سؤاله عن سبب استمراره في العمل على الجبل فيجيب: “هي مهنة الوالد وبالتالي مهنة متوارثة يصعب التخلي عنها بسهولة”.

والكثيرون، وكما يؤكد أحدهم، يحصلون على ملابسهم التي تأتي بها أكثر من 20 شاحنة يوميًا إلى الجبل، وهي حمولة من النفايات لا تقتصر على مدينة صيدا بل تشمل مناطق الجوار أيضا التي رفضت إقامة مكبات للنفايات في أرجائها، ولم تمانع بإرسال مخلفاتها إلى صيدا.

وبخلاف كونه مصدر رزق يراه آخرون، رغم ما يحمله من قمامة، مكانًا للراحة بعيدا عن ضجيج المدينة، فهذا عمّار يقضي أيامه بين عشرات الكلاب المشردة في الجبل وآلاف الجرذان التي يصل حجمها أحيانا لحجم أرنب.. وهنا نصبت خيمة من الكرتون والبلاستيك لاستراحة ما بعد الظهر، وهناك ركن ذو إطلالة ساحرة على بحر صيدا عند الغروب.

 هو، وكما يقول أحد سكان صيدا لـ”الأناضول”، “مجتمع قائم بحد ذاته على الجبل، فللسياسة متتبعيها هناك، وكم شهد جبل النفايات على نقاشات طالت لتخرق صفو جلسة القهوة بعد الغداء”.

ويسرد قاطنو الجبل بعضًا من غرائبه، فهم أكثر من مرة عثروا على جثث أبلغوا عنها، كما أن أحدهم أصابته جرثومة في عينه أفقدته البصر؛ فاختار أن يضع نظارة ابتكرها هو من مخلفات الجبل.

في المقابل، يقول محمد السعودي، رئيس بلدية صيدا والقائم الفعلي بمشروع تحويل الجبل إلى حديقة عامة، إنه لا صعوبات تواجه البلدية بعكس ما يشاع عن جهود سياسية للإطاحة بالمشروع.

 وأضاف لـ”الأناضول”: “بدأنا العمل منذ أكثر من عام، ويمكن الاطلاع على النتائج النهائية خلال 30 شهرًا”، موضحًا أن “العمل سيستمر على 3 مراحل، تنتهي بإزالة الجبل بالكامل والذي ستباشر به إحدى الشركات خلال فترة قصيرة ليتسنى للزائر مشاهدة الفرق مطلع العام المقبل.

المصدر | وكالة الاناضول