معتوق: لا يمكن تحقيق تنمية ومواجهة للبطالة «فى حالة عدم الاستقرار»

أنقرة: «معتوق» خلال كلمته أمام المؤتمر الدولى الذى نظمه «حقش»: لا يمكن تحقيق تنمية ومواجهة البطالة في حالة عدم الاستقرار. وأدعو البرلمان التركي لمبادرات في الاتجاه الاخر حول سوريا . . و نناضل من اجل تعزيز العمل بالمعايير الدولية ..ونرفض التدخل فى شئوننا.

ألقى السيد رجب معتوق الأميــن العــام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للاحتفال المركزي لاتحاد عمال تركيا «حقش» بمناسبة الذكري السابعة والثلاثين لتاسيسه والذي يقام حالياً في انقرا – تركيا خلال الفترة من 19 إلى 22 تشرين اول / أكتوبر 2012، حيث أكد في كلمته  أنه لا يمكن تحقيق نمو ولا تنمية مستدامة ولا يمكن القضاء علي الفقر والبطالة والإقصاء والتهميش والفساد في حالة عدم الاستقرار وفقدان الأمن. مؤكدا أن الحركة النقابية في العالم أجمع ليس منها  من هو مع الحرب والصراع المسلح كسياسة لحل المشكلات بين الشعوب، وقد شجب معتوق التغير السلبي في سياسة حزب العدالة والتنمية في تركيا التي كانت تعتمد مبدأ (صفر مشكلات) مع دول الجوار إلا أن “أصبنا بخيبة امل كبيرة لتغير تلك السياسة بالاتجاه السلبي الحاد وانتقد بشدة  قرار البرلمان التركي بإعلان الحرب علي سوريا . وناشد معتوق المشاركين أن يضموا صوتهم لمطالبة الحكومتين التركية والسورية الي ضرورة الجلوس على طاولة الحوار، محذرا من مغبة الوقوع في فتنة الحرب حيث إن العمال سيكونوا من أول الضحايا .
 وأكد معتوق أن الانتفاضات والثورات العربية  الجماهيرية خلقت حالة من الحراك النقابي الذي لم تتبلور نتائجه بعد، محذراً  مما يقوم به بعض موظفي منظمة العمل الدولية من تدخل في الشئوون الداخلية لبعض المنظمات العمالية القائمة في المنطة العربية. مؤكدا ان ذلك يخالف رسالة المنظمة وأهدافها.
 كما شجب معتوق القادة النقابيين الدوليين الذين ينعتون  الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بالتواطؤ مع الأنظمة بناءا علي تقارير كيدية تردهم من بعض المنتفعين «فهم  يمارسون فعل العداء السافر ضدنا، واننا خرجنا من رحم النضال العمالي، ولا يمكن ان ننحاز الا للعمال في مطالبهم وحقوقهم»، ونرفض الاستكبار الذي لا علاقة له بالقيم النقابية التي نؤمن بها، ونذكرهم بان الحاكم العسكري ذهب الي مزبلة التاريخ «وبقينا نحن على ارضنا. ونحن لا ناخد الشرعية من اي منظمة دولية»، وأعلن استعداد الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب للتعاون  بدون حدود مع اتحاد عمال حقش في جهوده لتأسيس  منتدي نقابي غير رسمي لنقابات المنطقة من اجل استتباب الامن والسلام والاستقرار وتطوير التعاون المشترك والدفاع عن العمال وحقوقهم.
 
وفيما يلي نص الكلمة:
 
كلمة السيد/ رجب معتوق (الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب). امام . .
الاحتفال المركزي لاتحاد عمال تركيا «حقش» بمناسبة الذكري السابعة والثلاثين لتاسيسه.
انقرا – تركيا 19 – 22 تشرين اول / اكتوبر 2012
 
–        السيد/ محمود أصلان رئيس اتحاد عمال حقش ، رئيس المؤتمر.
–        السيدات والسادة الحضور جميعا 
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
 
يطيب لي بداية ان انقل إلي حضراتكم تحيات الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وتمنياتها لكم جميعا بكل التوفيق، وان أتقدم بالتهنئة الحارة للاتحاد العام لعمال حقش ولكل منتسبيه ولكل العمال الاتراك بمناسبة احياء الذكري السابعة والثلاثين لتأسيس هذه المنظمة النقابية العتيدة، احدي مكونات الحركة النقابية التركية الهامة التي تحظي بالاحترام والتقدير لنضالاتها المشهودة، ليس علي المستوي الوطني فحسب ولكن علي المستوي الإقليمي والدولي أيضاً. واغتنم هذه المناسبة لاعرب عن تمنياتنا الحارة لاتحاد عمال حقش بتحقيق مزيد من الانجازات لصالح كافة منتسبيه ولكل العمال الاتراك، وان يحقق الحضور الذي ينشده علي المستوي الوطني والإقليمي والدولي .
 
اننا نلتقي اليوم هنا لنشارك أصدقائنا باتحاد عمال حقش فرحتهم بتأسيس منظمتهم، وما تعنيه هذه المناسبة من دلالات، وأننا نتقدم اليهم بجزيل الشكر لدعوتهم لنا لنلتقي مع هذا الجمع النقابي الدولي في مشاركتهم احياء هذه المناسبة العزيزة على نفوسهم. 
لقد كنا نأمل لو جئنا هنا ومنطقتنا وبلداننا تعيش حالة من الامن والاستقرار وحسن الجوار. لأننا في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب نؤمن إيمانا قطعيا بان الامن والاستقرار هو مفتاح النمو والتقدم، وهو طريق الرخاء والأزدهار، حيت لا يمكن تحقيق نمو ولا تنمية مستدامة ولا يمكن القضاء علي الفقر والبطالة والإقصاء والتهميش والفساد في حالة عدم الاستقرار وفقدان الامن. 
ان النزاعات المسلحة لن تجلب الا الدمار والخراب والقتل والدماء, وليس منا في الحركة النقابية في العالم اجمع من هو مع الحرب والصراع المسلح كسياسة لحل المشكلات بين الشعوب. 
لقد استبشرنا خيرا وتفائلنا كثيرا بسياسة حزب العدالة والتنمية في تركيا التي اعتمدت مبدأ (صفر مشكلات) مع دول الجوار وعلي اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، ولاحظنا كيف عمقت هذه السياسة العلاقة بين شعوب المنطقة؟ وكيف ازدهرت تلك العلاقات خلال السنوات الماضية؟ وكيف ارتفع مؤشر التبادل التجاري، وازدادت معدلات التجارة البينية بين كل دول المنطقة، وارتفعت عائدات قطاع الخدمات، ونما قطاع السياحة وارتفعت وثيرة المجموعات السياحية المتبادلة، ولاحظنا حجم التسهيلات الواسعة التي قدمت لذلك. 
ان تلك السياسة هي التي تنشدها شعوب المنطقة وهي التي تعزز العلاقات الثنائية بين الدول وهي التي تسهم في النمو والبناء والتقدم .. ولكننا أصبنا بخيبة امل كبيرة لتغير تلك السياسة بالاتجاه السلبي الحاد وبسرعة فائقة  لم تكن متوقعة. 
 
السيد الرئيس
السيدات والسادة
 
ليس من منطق العصر، ولا من سياسة العقل، ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين، ان نسمع بقرار البرلمان التركي اعلان الحرب علي سوريا .. ان هذا القرار احدث صدمة كبيرة لدي الشارع العربي. 
حيث كنا نتوق الي ان يتخد البرلمان التركي عدداً من المبادرات في الاتجاه الاخر والتي يمكن ان تسهم في نزع فتيل المواجهات التي نجزم ان هناك من يغذيها لاجنداته الخاصة. وان يسعي للاتصال بالقوي السياسية المختلفة في البلدين لراب الصدع الذي استجد على العلاقات الثنائية بين تركيا وسوريا، وان يساهم في انهاء حالة التوتر التي تتم تغديتها على الحدود بين البلدين.
 
اننا في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب نؤمن إيمانا تاما بان الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشكلات بين كل القوي المتنازعة في المنطقة، وان يكون احترام سيادة الدول والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئوون الداخلية هو الأساس الذي يستند عليه ذلك الحوار. ونجزم بانه اذا حسنت النيات فإن كل المشاكل تتوفر لها حلول .
 
وأننا من على هذا المنبر نناشدكم ان تضموا صوتكم معنا لمطالبة الحكومة التركية وكذلك الحكومة السورية الي ضرورة الجلوس على طاولة الحوار المباشر بينهما وإيجاد الحلول اللازمة لأية مشاكل بين البلدين بالطرق السلمية . ونحذر  من مغبة الوقوع في فتنة الحرب لانها اذا اندلعت لا قدر الله فلن يعلم الا هو المدي الذي يمكن ان تصل اليه، وان هذه الحرب لن تحقق الا مزيدا من الدمار والهلاك والأحقاد بين شعوب المنطقة وأننا نحن العمال سنكون من اول ضحاياها. لهذا نرجوكم ان ترفعوا معنا الصوت عاليا للحيلولة دون وقوع مثل هذه الحرب القذرة .
 
السيد الرئيس
السيدات والسادة
 
لعلكم تابعتم الانتفاضات والثورات الجماهيرية الواسعة التي قامت في عدد من بلداننا العربية خلال السنة الماضية والتي أسقطت أنظمة دكتاتورية فاسدة، وما احدث ذلك من حراك سياسي واسع الطيف، وتنفست الجماهير اجواء الحرية، كما خلق هذا المناخ الجديد حالة من الحراك النقابي الذي لم تتبلور نتائجه بعد. ونحن هنا نود ان نغتنم هذه المناسبة لنقدم الشكر لكل من قدم لنا يد العون والمساعدة ولحركتنا النقابية العربية بمختلف مكوناتها طيلة المرحلة الماضية، وساعدها علي اعادة تنظيم نفسها لتتمكن من مواجهة استحقاقات المرحلة. 
 
ونقول اننا لا زلنا نحتاج ان نغترف من الخبرات والتجارب النقابية ممن سبقونا، ومن تجارب وخبرات الاتحادات العمالية الصديقة، والمنظمات الاقليمية والدولية. 
 
ولكننا بالوقت نفسه نرفض التدخل الفض في الشئوون النقابية الداخلية للاتحادات العمالية في المنطقة، لان ذلك لن يؤسس الي تضامن نقابي ولن يعزز التعاون المشترك بل سوف يحدث آثارا سلبية نحن جميعا في غني عنها .
ان ما يقوم به بعض موظفي منظمة العمل الدولية من تدخل في الشئوون الداخلية لبعض المنظمات العمالية القائمة في منطقتنا نعتقد انه يخالف رسالة المنظمة وأهدافها ونحذر من المضي فيه.. كما ان القادة النقابيين الدوليين الذين ينعتوننا في الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بالتواطؤ مع الأنظمة بناءا علي تقارير كيدية تردهم من بعض المنتفعين هنا او هناك، فانهم يمارسون فعل العداء السافر ضدنا .. اننا خرجنا من رحم النضال العمالي، ولا يمكن ان ننحاز الا للعمال في مطالبهم وحقوقهم. ونقول لهم من علي هذا المنبر.. أنكم لو كلفتم انفسكم بالاطلاع علي قراراتنا وتوصياتنا وكل مراسلاتنا وادبياتنا خلال العقدين الماضيين فقط لاكتشفتم كم انتم ظالمون في نعتكم لنا بذلك؟
 
 وفي المقلب  الاخر أيها السيدات والسادة نحن في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب نؤمن بالقيم والمثل النقابية العليا ونناضل من اجل تعزيز ها وتعزيز العمل بمعايير العمل الدولية واحترام الحقوق الاساسية في العمل والحق في التنظيم والتعبير والإضراب والتظاهر وكل الحقوق والحريات النقابية.
 ونؤمن بحق الجماهير في مكافحة الفقر والفساد والاقصاء والتهميش، كما نؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها ورسم مستقبلها بالصورة التي ترتأيها دون تدخل من احد.
 وعلى اساس هذه القواعد نحن نسعى لتعزيز علاقتنا الدولية وتعاوننا مع كافة المراكز النقابية بقلب مفتوح ومستعدون للحوار والنقاش وتقبل النقد والنصح من الجميع .
نحن بشر وفي مدرسة الحياة نتعلم كل يوم من بعضنا البعض، يمكن ان نخطئ في معالجة بعض الملفات.. ولكن هذا لن يعطي الحق لأي احد بان يقف في محفل دولي ويعلن انه سينهينا او يشير باصبعه اننا انتهينا … هذا استكبار مرفوض بالنسبة لنا ولا علاقة له بالقيم النقابية التي نؤمن بها.. هذا يذكرنا بالحاكم العسكري الذي كان يستعمر بلادنا وكيف كان يتعامل مع عمالنا بعنجهية وتعال. ونذكرهم بان الحاكم العسكري ذهب الي مزبلة التاريخ. وبقينا نحن على ارضنا.
نحن لا ننتظر ولا ناخد الشرعية من اي منظمة دولية، نحن منظمة مستقلة لها أهدافها وقانونها وادبياتها فالشرعية تأتي من أعضائها فقط .. وواهم من يعتقد انه يملك القدرة دوليا بان يوزع الشرعية كيفما شاء وان يسحبها وقتما شاء.
 
هذا الكلام يقودني الي مباركة الجهود التي يعتزم اتحاد عمال حقش القيام بها في الاعلان عن إشهار منتدي نقابي غير رسمي لنقابات المنطقة يعمل بروح من التآخي والمحبة والصداقة والتضامن والاحترام المتبادل ويهدف الي تعزيز التعاون المشترك والارتقاء بالحوار فيما بيننا اولا كمراكز نقابية وبيننا وبين حكومات المنطقة  كما بيننا وبين اصحاب العمل من اجل استتباب الامن والسلام والاستقرار وتطوير التعاون المشترك والدفاع عن عمالنا وحقوقهم وعن مستقبلنا المشترك ومستقبل أولادنا . ونحن في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب مستعدون للتعاون في هذا المجال بدون حدود .
 
 
السيد الرئيس
السيدات والسادة
 
اسمحوا لي قبل ان اختتم ان اجدد التهنئة لكل العمال المنتسبين لاتحاد حقش. وان أشكرهم علي حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. وان اجدد حرص اتحادنا وكل أعضائه ورغبتنا جميعا في تطوير وتعزيز علاقاتنا مع النقابات التركية ومع كل النقابات التي شاركت في هذا اللقاء … وندعو الله ان يحقق الامن والسلام لهذه المنطقة وان يبعد عنها شبح الحرب.
 
دمتم جميعا … ودام التضامن النقابي الدولي
وشكرا لحسن استماعكم