لليوم الثامن على التوالى، واصل العاملون بهيئة النقل العام إضرابهم، بالتزامن مع المفاوضات الجارية بين النقابة المستقلة للعاملين بالهيئة من جانب ورئيس الهيئة ومحافظ القاهرة من جانب آخر.
رئيس النقابة المستقلة عادل الشاذلى كشف لـ«التحرير» عن مبادرة تحت الدراسة والتفاوض مع محافظ القاهرة للوصول إلى حل نهائى للأزمة، يتضمن تسوية أيام الإضراب للعمال وتوحيد بدل الوجبة ليصل إلى 300 جنيه عن 25 يوم عمل، كما يتم التفاوض حول مستقبل وضع الهيئة والجهة التى سوف تكون تابعة لها، وطريقة إدارتها.
المتحدث باسم النقابة المستقلة، طارق البحيرى، قال من جانبه إن العاملين بجراج إمبابة قرروا العودة إلى العمل بشكل جزئى، تخفيفا على المواطنين وإلى حين وصول حل يرضى عمال الهيئة، مشيرا إلى أن باقى الجراجات سوف يظل على موقفه من الإضراب الكامل فى جراجات الترعة والمظلات، وبشكل جزئى فى طيب والبساتين وبدر وفتح والمستقبل والنصر.
البحيرى أبدى استياءه من الملاحقات الأمنية التى تعرض لها مؤخرا نتيجة دعمه للإضراب، مؤكدا أنه لم يتوقع أن يحدث له ذلك فى ظل حكم الإخوان المسلمين خصوصا أنه أحد الداعمين لرئيس الجمهورية محمد مرسى، متسائلا: «هو الإضراب أيام مبارك والعسكرى كان حلال.. وفى زمن الإخوان حرام؟».
بينما قال أحد العاملين بجراج الفتح، ويدعى أسامة المنوفى، إن العمال رفضوا بشكل مطلق المكافأة التى روّج لها البعض والمتمثلة فى أجر 10 أيام لكل من يرفض الالتزام بالإضراب، مؤكدا أن العمال طالبوا رئيس الهيئة أن تكون هذه المكافأة شاملة لجميع العمال، وأن يستفيد منها المضربون قبل العاملين.
وتعليقا على موجة الإضرابات والاعتصامات الأخيرة التى تشهدها البلاد، أكد وزير القوى العاملة والهجرة خالد الازهرى لـ«التحرير» أنه يجب التفريق بين نوعين من الإضرابات من حيث الهدف والطريقة، موضحا أن «هناك إضرابات يدفعها تحسين ظروف الحياة والمعيشة للعمال، وهذه مشروعة، ونحن نقف بجانبها ونساندها، لكن هناك إضرابات أخرى مُبالَغ فيها من حيث الهدف والمضمون ولها أهداف سياسية، مثل التى تطالب برحيل مجلس الإدارة أو تطالب بزيادة فى الأجر دون النظر إلى قدرة صاحب العمل أو قدرة المنشأة الاقتصادية على تحقيق مطالب العمال، وهى تعوق المستثمر وتعمل على هروبه نتيجة المبالغة فى طلبات العمال، وكلها لا تراعى الظرف الاقتصادى الذى تمر به مصر، مضيفا «لو فتحت الباب لمثل هذه المطالب مش هنخلص، ولو فيه فساد أو غيره على العمال أن يثبتوا ده بالمستندات بعدها نأخذ الإجراءات القانونية».
تصريحات الأزهرى جاءت فى وقت تشهد فيه البلاد عشرات الإضرابات والاعتصامات التى تطالب بتحسين مستوى المعيشة، فى مقدمتها إضراب هيئة النقل العام والشركة العربية للصلب المخصوص بمدينة السادات بمحافظة المنوفية، والشركة المتحدة للمسابك «المسبوكات المعدنية» بمدينة العاشر من رمضان، وإضراب مجموعة «إنيرجيا لحلول الصناعات الحديدية السويدى استيل» بالعاشر من رمضان، فضلا عن تقرير المرصد العمالى بوزارة القوى العاملة حول الاحتجاجات والإضرابات العمالية على مستوى الجمهورية خلال الفترة من 16/9 إلى 18/9 2012، الذى أوضح أن عدد الإضرابات بلغ 16 إضرابا فى 7 محافظات، تم تسوية 7 إضرابات منها.
Leave a Reply