أجبر المئات من عمال مصنع سيراميكا كليوباترا، رجل الأعمال محمد أبو العينين، على الاستجابة لمطالبهم، بعد احتجازه، ومعه الدكتور فتحى فكري، ووزير القوى العاملة، داخل الديوان العام للوزارة، حتى السادسة من صباح الجمعة.
وحضر اللواء حمدي بدين، قائد الشرطة العسكرية، فى تمام الساعة الواحدة صباحًا، بعد فشل مفاوضات عمال سيراميكا كليوباترا بالعين السخنة مع «أبو العينين» ووزير القوى العاملة، بعد إصرار رجل الأعمال على عدم صرف أرباح للعمال بأثر رجعي 5 سنوات، التي تصل لنحو 47 مليون جنيه.
وحاصر نحو 2000 عامل مقر الوزارة، رافضين مغادرتها إلا باصطحاب «أبو العينين» بالقوة لمقر الشركة بالسويس، معلنين اعتصامهم المفتوح أمام مقر الوزارة، واستولوا على حقائب محامي «أبو العينين»، فيما استمر الأخير محتجزًا مع الوزير في مكتبه حتى الساعات الأولى من الصباح، في الوقت الذي كان فيه اللواء بدين يتفاوض مع الطرفين حول إخلاء سبيل أبو العنيين، إلا أن العمال أصروا على الاستجابة لمطالبهم وتوقيع «أبو العنيين» عليها قبل خروجه.
وردد العمال هتافات أمام مقر الوزارة، منها: «لو هربت من الجمال مش حتهرب م العمال»، و«يا طارق قول لأبوك.. الساويسة حيدبحوك»، و«لا إله إلا الله.. أبو العينين عدو الله»، و«قالوا علينا بلطجية.. وإحنا حقوقنا دي شرعية».
وفي تمام الساعة 6 صباحًا وقع «أبو العنيين» على مطالب العمال، ووافق على أن يكون بدل الوجبة للعمال 10 جنيهات، وبدل المخاطر ما بين 300 و200 و150 جنيهًا، بحسب الترتيب الوظيفي، كما وقع على صرف الأرباح المتأخرة للعمال، بواقع أرباح سنوية تتراوح ما بين 3 و5 آلاف للعامل الواحد، على أن يتم الصرف خلال أسبوع.
وعثر العمال في الحقائب التي استولوا عليها من محامي رجل الأعمال، عددًا من البلاغات المقدمة ضدهم، كذلك شكاوى ضدهم إلى مكتب رئيس الوزراء ومحافظ السويس والمجلس العسكري، واتهم العمال رجل الأعمال بتنفيذ مخطط طرة على عمال السويس الذين كانوا الشرارة الأولى لثورة يناير، حسب تعبيرهم.
في سياق مختلف، تواصل اللجنة التى تم تشيكلها من نواب بمجلس الشعب بالسويس، وممثلين عن العمال ورؤساء مجالس الإدارات بالشركات الـ8 التي أضرب العمال فيها عن العمل، فى السويس، مباحثاتها لحل أزمة العمال، وفشل الوزير فى إقناع عمال الشركات والمصانع التى تمثل قرابة 40% من إنتاج السماد والصلب، فى العودة للعمل وفض الإضراب.
كان مصنع سيراميكا كليوباترا، الذي يملكه رجل الأعمال محمد أبو العينين، صاحب النصيب الأكبر من الإضرابات، بعد أن تراجع رجل الأعمال عن اتفاقه مع العمال وقيادات الجيش الثالث الميدانى، وامتدت الاحتجاجات إلى ميناء بورسعيد، و«سوميد للبترول» التي شهدت تحويل عدد من عمالها للمحاكمة العسكرية، فيما لايزال الوضع مشتعلًا فى مواقع أخرى مثل محطات الصرف الصحي، و«الوطنية للصلب» و«السويس للنترات» و«النخلتين» و«السويس للأسمدة» و«الشحن والتفريغ» و«كهرباء العين السخنة– سو جاز»، وهي شركات في أغلبها تعتمد على إنتاج الصناعات الثقيلة، وتعتبر من القطاعات الحيوية في البلاد.
Leave a Reply