نبذة تاريخية عن الاتحادات العمالية الدولية

مقدمه:

فى منتصف القرن التاسع عشر ومع تعاظم حركة العمال لاستخلاص حقهم فى ظروف عمل أفضل أخذ الرأسماليين يبحثون عن وسائل لمواجهة هذه الحركة وكان مما لجئوا إليه جلب عمال أجانب للعمل فى مصانعهم مقابل أجور أقل وساعات عمل أطول مما يقبل به العمال الوطنيين.

ولفت هذا الأسلوب نظر قيادات العمل النقابى فى بريطانيا وفرنسا إلى أهمية توحيد الحركة العمالية الدولية وفى عام 1862 وأثناء حضور وفد عمالى فرنسى للمعرض الصناعى فى لندن، عرضوا على قادة الحركة العمالية البريطانية فكرة تكوين تجمع عمالى دولى ولقيت هذه الفكرة ترحيباً شديدا لديهم وفى عام 28 سبتمبر 1864 تم تكوين “الدولية الأولى” ى اجتماع عقد فى لندن حضره 2000 شخص من نقابى بريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وسويسرا ومما يذكر أن كارل ماركس قام بدور كبير فى إعداد لدستور هذه المنظمة وبرامجها واختيرت لندن مقرا للدولية وتم انتخاب مجلس عام لها ولم تكن العضوية فى الدولية عضوية نقابات وإنما عضوية مباشرة للعمال الراغبين حيث انتشرت فروع الدولية فى كثير من العواصم ومناطق التجمعات العمالية الكبرى فى كثير من الدول الأوربية.. وقد وصل حجم عضويتها 1867 إلى حوالى 300 ألف عضو على أن الانقسامات ما لبثت أن دبت فى الدولية بعد تسع سنوات من عمره وفى عام 191872 قرر كارل ماركس نقل مقرها إلى أمريكا حيث ماتت فى صمت بعد فترة قليلة.

نشأة الاتحادات المهنية الدولية:

وقد شجع قيام الدولية الأولى على تكوين عدد من الاتحادات العمالية المهنية الدولية أى اتحادات عمالية دولية لعمال مهنة واحدة أو مجموعة مهن متشابهة وفى الفترة من 1889 حتى 1916 تأسس 27 اتحاد وكان أولها اتحاد عمال صناعة القبعات إلى تأسس فى باريس عام 1889 وقد تأسس فى نفس العام اتحادان آخران هما اتحاد عمال التبغ (أنتورب – هولندا واتحاد عمال صناعة الأحذية – باريس وفى عام 1890 تأسس فى مانشستر اتحاد عمال المناجم وفى العام التالى تأسس فى بروكسل اتحاد عمال المعادن وفى عام 1892 تأسس اتحاد عمال الزجاج واتحاد عمال الطباعة وفى العام التالى تأسس فى زيورخ اتحاد عمال الخياطة واتحاد عمال السكك الحديدية وفى عام 1894 تأسس فى مانشستر اتحاد لعمال النسيج وفى عام 1896 تأسس فى لندن اتحاد عمال الليثوجراف (الطباعة الحجرية) كما تأسس فى برلين فى العام نفسه اتحاد عمال صناعة البيرة وفى عام 1897 تأسس اتحاد عمال النقل وفى عام 1898 تأسس اتحاد عمال سبك المعادن وفى عام 1902 تأسس فى زيورخ اتحاد عمال الصخور وفى العام التالى تأسس فى زيورخ اتحاد عمال الصخور وفى العام التالى تأسس اتحاد عمال البناء فى برلين واتحاد عمال النجارة فى هامبورج وفى عام 1904 تأسس فى أمستردام اتحاد عمال الأخشاب وفى العالم التالى تأسس اتحاد عمال الخزف كما تأسس فى انتورب اتحاد عمال الماس وفى عام 1907 تأسس فى نورمبرج اتحاد عمال لجلد الكتب وتأسس فى شتوتجارت اتحاد عمال تصفيف الشعر وتأسس فى برلين اتحاد عمال الخدمات العام وفى عام 1908 تأسس اتحاد عمال المصانع وفى عام 1911 تأسس فى أمستردام اتحاد عمال الفنادق والمطاعم وتأسس فى هامبورج اتحاد عمال البياض وفى عام 1916 تأسس فى باريس اتحاد عمال البريد ومع مطلع الحرب العالمية الأولى كان عدد الاتحادات المهنية الدولية قد وصل إلى 33.

الاتحاد الدولى لنقابات العمال:

كانت هذه الاتحادات المهنية تحت سيطرة الاتجاهات الاشتراكية.. وشجع نجاحها على أحياء فكرة تكوين اتحاد دولى عام لنقابات العمال وفى الفترة من 1877 حتى 1900 جرت عدة محاولات فى بلجيكا وفرنسا وسويسرا وبريطانيا لتحقيق هذه الفكرة وأن كان لم يصادفها النجاح.. وفى 1901 وأثناء انعقاد مؤتمرا لعمال الاسكندنافى فى كوبنهاجن، والذى حضره إلى جانب أعضائه الأصليين (الدانمارك، فنلندا، النرويج، السويد) ممثلون عن المنظمات النقابية فى بلجيكا وألمانيا وبريطانيا وقرر المجتمعون ضرورة العمل على تكوين اتحاد دولى للنقابات على أن يتم ذلك من خلال عقد عدة مؤتمرات دولية وقد عقد أول هذه المؤتمرات فى التالى فى مدينة شتوتجارت الألمانية وتقرر فيه تكوين سكرتارية دائمة للمؤتمر ملحقة باتحاد النقابات الالمانى وفى عام 1903 عقد المؤتمر الثانى فى دبلن وتقرر فيه أنشاء السكرتارية النقابية الدولية على أن يكون مقرها برلين.. وكان العمل الاساسى للسكرتارية نشر المعلومات والتقارير عن المنظمات الوطنية الأعضاء بينما قاوم جانب كبير من أعضائها قيام السكرتارية بأى عمل أخر حتى ولو كان يتعلق بتنظيم نشاط نقابى دولى من اجل المطالب العمالية الدولية مثل حق الإضراب أو العمل ثمانى ساعات فقط فى اليوم وفى عام 1913 عقدت السكرتارية مؤتمرا فى زيوريخ تقرر فيه أن تتحول إلى الاتحاد الدولى لنقابات العمال.

وان كان هذا الاتحاد قد صادف متاعب فى بداية عمره اذ أن نشوب الحرب العالمية الأولى مع وجود مقر الاتحاد فى برلين جعل من الصعب عليه أن يمارس نشاطاً دولياً فعليا على انه ما أن وضعت الحرب أوزارها حتى عقد الاتحاد مؤتمره الأول فى أمستردام فى يوليو 1919 وحضره ممثلو 14 اتحادا عماليا من النمسا وبلجيكا وتشيكوسلوفاكيا والدنمرك وفرنسا وألمانيا وبريطانيا ولوكسمبورج وهولندا والنرويج وأسبانيا والسويد وسويسرا أمريكا (كانت هذه المنظمات تضم 1766) عضواً وتقرر فى هذا المؤتمر اختيار أمستردام كمقر دائم للاتحاد وحدد المؤتمر أهداف الاتحاد فيما يلى:

* تحقيق وحدة الطبقة العاملة العالمية بتنمية الروابط بين المنظمات النقابية فى كل أنحاء العالم.

* تنظيم السكرتاريات النقابية الدولية (الاتحادات المهنية) وربطها بالاتحاد.

* تعزيز الثقافة العمالية.

* الدفاع عن مصالح الحركة النقابية فى كل الدول.

وأتخذ المؤتمر موقفاً سياسيا اشتراكيا واضحا مؤكد أن جهود البروليتاريا يجب أن توجه نحو جعل وسائل الإنتاج اشتراكية مؤكدا ضرورة قيام عصبة الأمم على أساس من الإرادة الحرة لشعوب العالم والتعاون فيما بينهم وفى عام 1913 تقرر نقل المقر الدائم إلى برلين إلا أن هذا الانتقال لم يستمر لأكثر من عامين فبعد استيلاء الحزب النازى على الحكم انتقل المقر إلى باريس.

وخلال هذا السنوات حاول الاتحاد توسيع قاعدته خارج أوربا لكى تشمل منظمات نقابية فى أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأفريقيا ونجح بالفعل فى ضم بعض المنظمات النقابية فى أمريكا ونيوزلندا والصين ومصر وجنوب غرب أفريقيا وموزنبيق وفى عشية الحرب العالمية الثانية كانت عضوية الاتحاد قد ارتفعت إلى عشرين مليون عامل تقريباً وخلال الحرب أنتقل مقر الاتحاد من باريس إلى لندن.

الدولية النقابية الحمراء:

قبيل نجاح ثورة أكتوبر السوفيتية كانت فكرة تأسيس اتحاد دولى للمنظمات النقابية اليسارية تنتشر بين العديد من هذه المنظمات وقد طرحت الفكرة فى مؤتمرين عقدا فى سويسرا عامى 1915، 1916 ثم أخذت تقوى بعد نجاح الثورة الاشتراكية فى روسيا عام 1917 وفى يوليو 1921 اجتمع ممثلوا اتحادات العمال الاشتراكية من روسيا وايطاليا وفرنسا واسبانيا وبلغاريا ويوغوسلافيا وجورجيا فى موسكو حيث أعلنوا قيام الدولة النقابية الحمراء هدفها قلب نظام الحكم البورجوازية الرأسمالية وأقامه دكتاتورية البروليتاريا والنضال ضد الإصلاحية النقابية ومنظمة العمل الدولية والاتحاد الدولى لنقابات العمال وبدء أنشطة ثورية على أن الدولية حاولت فى منتصف الثلاثينات ومع وضوح نية النازيين لشن حرب عالمية جديدة إلى توحيد الحركة العمالية الدولية فدعت فى مارس 1935 إلى عقد مؤتمر نقابى دولى لهذا الغرض إلا أن الاتحاد الدولى لم يبد استجابة لهده الدعوة.وقد كان قيام الحرب العالمية الثانية نهاية فعلية لكلا الاتحادين الاتحاد الدولى والدولية الحمراء.

الاتحاد العالمى للعمل (سابقاً: الاتحاد الدولى لنقابات العمال المسيحية):

من الاتجاهات النقابية التى سادت أوربا فى أواخر القرن التاسع عشر ما يسمى بالنقابية المسيحية والتى قامت على أساس من المبادئ البابوية التى نشرت عام 1891 محددة السياسة الاجتماعية والاقتصادية للكنيسة الكاثوليكية، وكانت هذه المبادئ تؤكد على التعاون فيما بين كل أفراد البشر رافضه العنف والصراع الطبقى سواء من جانب أصحاب الأعمال أو العمال.

وقد تبلورت هذه المبادئ فى مقولة مشهورة للبابا ليف الثالث عشر الذى قال أنه لمن الخطأ الكبير التأكيد على وقوف أحدى الطبقات ضد الأخرى ووجود نزاع ما بين الأغنياء والشغيلة ..فالطبقتين تحتاج أحداهما للأخرى ولا يمكن لرأسمالى أن يعيش بدون العمال ولا أن يعيش العمال بدون رأسمالى وعلى أساس من هذه المبادئ انتشرت فى كثير من الدول الأوربية ما عرف بنقابات العمال المسيحية.

ومنذ مطلع القرن العشرين وهذه النقابات تعمل على وهذه النقابات تعمل على تخطى الحدود القومية وحاول بعضها الانضمام إلى التنظيمات الدولية التى قامت حينئذ ولكن الخلافات المبدئية عاقت ذلك وفى عام 1908 تكونت سكرتارية دولية ولجنة دولية للنقابات المسيحية ولكن الطريق لم يكن ممهدا فقد كانت هناك متاعب وحساسيات قومية مثل الشك فى السيطرة الألمانية على هذه الجهود الا انه مع نهاية الحرب العالمية الأولى بدأت محاولات تطوير هذا التنظيم الدولى تتضاعف وفى عام 1902 عقد فى لاهاى (هولندا) مؤتمرا تقرر فيه تأسيس الاتحاد الدولى لنقابات عمال المسيحية وكان الاتحاد حينئذ يضم اتحادات من عشرة دول أوربية تمثل ثلاثة ملايين ونصف مليون عامل.

أهتم الاتحاد فى بداية عمره بتأسيس اتحادات مهنية دولية أسس منها حتى عام 1922، 13 اتحادا قامت على نفس الأسس التى قام عليها الاتحاد الأم التمسك بالمبادئ المسيحية ومثلها فى العدالة والخير والأخوة وعلى هديها فأن الاتحاد يدين كل الأنظمة الليبيرية أو الاشتراكية أو الشيوعية ويقف معضداً التعاون المنهجى بين الطبقات.

وامتدت عضوية الاتحاد فى أعقاب الحرب العالمية الثانية لتشمل عدد من الاتحادات العمالية فى أمريكا اللاتينية مستفيدا من الاتجاهات الكاثوليكية المحافظة لدى بعض قيادات العمل النقابى فى هذه القارة وكان الاتحاد قد استفاد من الأوضاع الاستعمارية فى أفريقيا والتى كانت تسمح للمنظمات النقابية فى الدولة المستعمرة أن تنظيم العمال فى المستعمرات الأفريقية لكى يمد عضويته إلى القارة.

وفى عام 1950 تقرر نقل مقر الاتحاد الى بروكسل ليكون قريباً من الاتحاد الدولى لنقابات العمال الحرة وسنرى فيما بعد كيف تطورت العلاقة بين الاتحادين.

5/1 العضوية:

وقد أستطاع الاتحاد فى الفترة من 1945 إلى 1968 أن يوسع عضويته من 55 إلف عامل يمثلون ست اتحادات عمالية أوربية فقط إلى 12.805.000 عامل يمثلون 7 اتحادا من 74 دولة ثم إلى 14.5 مليون عضو يمثلون 86 اتحادا من 81 دولة فى عام 1973

وهذه العضوية موزعة كما يلى: أوربا الغربية: أكثر من أربعة ملايين عضوا من 29 منظمة نقابية – أمريكا اللايتينة: 5.1 مليون عضوا من 29 منظمة نقابية ، كندا: 200 ألف عضو من منظمة واحدة ، أفريقيا : 1.3 مليون عضو من 20 منظمة ، أسيا 2.4 مليون عضو من 10 منظمات وفى المؤتمر السادس عشر للاتحاد والذى عقد فى بروكسل فى الفترة من 1 إلى 4 أكتوبر 1968 تقرر تغيير أسمه إلى الاتحاد العالمى للعمل ربما كوسيلة جذب لتوسيع قاعدة عضويته.

5/2 بنيان الاتحاد:

يتكون الهيكل التنظيمى للاتحاد من المؤتمر العام والذى يجتمع مرة كل أربع سنوات والذى يعتبر شأنه فى ذلك شأن كل المؤتمرات المماثلة السلطة العليا للاتحاد يتولى وضع المبادئ الأساسية له ووضع الدستور واللوائح وتعديلها والموافقة على برنامج العمل المقترح للدورة التالية وانتخاب الرئيس والآمين العام وآمين الصندوق والأمناء المساعدين واللجنة الاتحادية على أنه يجئ بين المؤتمر واللجنة الاتحادية ما يسمى المجلس العام وهو يتكون من أعضاء اللجنة الاتحادية ومندوبون عن الاتحادات الوطنية الأعضاء عن الاتحادات المهنية والمنظمات الإقليمية للاتحاد ويجتمع المجلس مرة على الأقل كل سنة للنظر فى الموضوعات التالية:

* توجيه أنشطة الاتحاد على ضوء قرارات المؤتمر.

* تحديد موقف الاتحاد بالنسبة للمسائل الهامة التى لا يمكن تأجيلها لحين انعقاد المؤتمر.

* استعراض نشاط اللجنة الاتحادية والأمانة العامة وأمانة الصندوق.

* وضع الميزانية السنوية.

* تحديد موعد ومكان انعقاد المؤتمر العام.

* انتخاب الآمين العام بناء على اقتراح اللجنة الاتحادية والأمناء العامون المساعدون وذلك أذا ما خلى مكان احدهم بشرط اعتماد هذه الانتخاب من المؤتمر العام.

وتتكون اللجنة الاتحادية التى ينتخبها المؤتمر العام من 22 عضوا يراعى فيهم تمثيل المناطق الجغرافية المختلفة ويرأس اللجنة رئيس الاتحاد الذى ينتخبه المؤتمر أما نواب الرئيس الخمسة فتقوم اللجنة فى أول اجتماع لها بانتخابهم ممثلين للمناطق الجغرافية الممثلة فى الاتحاد (أوربا- أمريكا الشمالية- أمريكا اللاتينية – أفريقيا – آسيا) وتدير اللجنة أعمال الاتحاد فيما بن فترات انعقاد مجلس الإدارة .

إلا أن الهيئة التى تباشر العمل اليومى للاتحاد هى المكتب التنفيذى الذى يتكون من رئيس الاتحاد والآمين العام وأمين الصندوق والأمناء المساعدين.

5/3 المنظمات الإقليمية والاتحادات المهنية:

وقد أسس الاتحاد العالمى للعمل خمس منظمات إقليمية تابعة له لتنظيم حركات الاتحادات الأعضاء على المستوى القارى وهذه المنظمات هى:

* المنظمة الأوربية للاتحاد العالمى للعمل ومقرها بروكسل (وقد انجلت هذه المنظمة فى 31 مايو 1974 نتيجة لقيام اتحاد النقابات الأوربية.

* اتحاد النقابات الوطنية ومقره بمونتريال كندا.

* اتحاد النقابات المسيحية لامركيا اللايتينة ومقره بكاركاس فنزويلا.

* اتحاد الأخوة النقابيين الاسيويين ومقره فى مانيلا الفلبين.

* مؤتمر العمال الأفريقيين ومقره فى باثورست جامبيا.

كما أسس الاتحاد 12 اتحادا مهنيا هى:

* الاتحاد الدولى لنقابات الموظفين والفنيين والإداريين 350 ألف عضو – بروكسل.

* الاتحاد الدولى لنقابات عمال الصناعات الخشبية والبناء 350 ألف عضو – اوترشيت – هولندا.

* الاتحاد الدولى لنقابات عمال الصناعات المختلفة 133 ألف عضو – بروكسل.

* الاتحاد الدولى لنقابات مستخدمى الخدمات العامة والبريد والبرق والهاتف 900 ألف عضو – بروكسل.

* الاتحاد الدولى لنقابات عمال النقل 500 ألف عضو – بروكسل.

* الاتحاد الدولى لنقابات عمال النسيج والملابس 300 ألف عضو – ألبرت – فرنسا.

* الاتحاد الدولى لنقابات عمال صناعة الطباعة والورق 70 ألف عضو – أمستردام.

* الاتحاد الدولى لنقابات عمال الزراعة 320 ألف عضو – بروكسل.

* الاتحاد الدولى لنقابات عمال المعادن 350 ألف عضو – بروكسل.

* الاتحاد الدولى لنقابات عمال المناجم 160 ألف عضو – بروكسل.

* الاتحاد الدولى لنقابات عمال الأغذية والدخان والفنادق 94 ألف عضو – بروكسل.

* الاتحاد الدولى لنقابات مهن التعليم – بروكسل.

5/4 مواقف الاتحاد:

وبعد انتقال الاتحاد إلى بروكسل أتخذ سياسة تقارب وتعاون مع الاتحاد الدولى لنقابات العمال الحرة ونسقا سياستهما لسنوات طويلة فى أفريقيا على أنه ما لبث أن بدأ يقلل من هذا التعاون بعد لمس طويلاً أن الاتحاد الحر يحرص على أم يكون المستفيد الأكبر من هذا العلاقة خاصة فى توزيع مقاعد مجلس إدارة مكتب العمل الدولى ولذا ما لبث فى أواخر الستينات أن بدأ يعيد النظر فى سياسته وغير أسم وأخذ يتقرب من المنظمات النقابية غير المرتبطة بكل من الاتحاد الحر والاتحاد العالمى للنقابات فكون لجنة للتنسيق مع الاتحاد الدولى لنقابات عمال العرب ثم اشترك فى عام 1972 فى جبهة دوبروفنيك – يوغسلافيا التى ضمت ممثلين عنه واتحاد العمال العرب واتحاد نقابات جميع عمال أفريقيا واتحاد عمال يوغوسلافيا وبعض المنظمات الأخرى والتى كانت تهدف إلى التقدم لانتخابات مجلس إدارة مكتب العمل الدولى فى ذلك العام بقائمة موحدة.

إلا أن الاتحاد الحر تمكن فى هذا العام بالذات من اكتساح انتخابات مجلس الإدارة رغم تكتل تلك الجبهة والاتحاد العالمى للنقابات ضده مما جعل الاتحاد العالمى للعمل يتراجع عن سياسته الجديدة ويعود إلى سابق عهده فى التعاون مع الاتحاد الحر وشكل الاتحادان لجنة مشتركة تضع أسس توحيدهما فى منظمة واحدة اتخذت بالفعل عددا من القارات لضمان تحقيق هذه الوحدة فى القريب على أن القيادة الجديدة للاتحاد العالمى تعمل على التأكيد أن الغرض من هذه العملية هو التنسيق فى النشاط وليس اندماج المنظمتين.

وقد حاول الاتحاد فى الفترة التى أبتعد فيها عن خط الاتحاد الحر أن يتقرب إلى القضايا الأساسية للشعوب النامية وكون لجنة تنسيق مشتركة مع الاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب إلا أن هذه المحاولات لم تفرز أى مواقف ايجابية من هذه القضايا وأن كانت مواقف العديد من منظماته الأعضاء خاصة الاتحاد الديمقراطى الفرنسى للعمل الذى يعتبر من أهم هذه المنظمات أكثر اقترابا وايجابية.

الاتحاد العالمى لنقابات العمال:

فى عام 1943 طرح اقترح على المجلس العام لمؤتمر نقابات عمال بريطانيا بالدعوة لعقد مؤتمر نقابى عمالمى حينما تسمح بذلك ظروف الحرب العالمية الثانية يشترك فيه ممثلو كل التنظيمات النقابية فى العالم وتم بالفعل تكوين لجنة تحضيرية تضم نقابيين من بريطانيا والاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة الأمريكية عقدت أول اجتماع لها فى لندن فى ديسمبر 1944.

وفى فبراير 1945 وقبل أن تضع الحرب أوزارها عقد فى لندن المؤتمر العالمى لنقابات العمال اشترك فيه ممثلو 53 تنظيميا نقابيا وكان واضحا أن المؤتمر يضم ثلاثة اتجاهات رئيسية: جناح شيوعى، مجموعة ما تبقى من أنصار الاتحاد الدولى للنقابات، تحالف بين الاتحاد العام الفرنسى للعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية الامريكى وكان أهم بند على جدول أعمال المؤتمر هو أعادة تكوين الحركة النقابية الدولية وشكلت لجنة خاصة لدراسة هذا البند.

وبناء على مقترحات اللجنة عقد فى باريس من 25 سبتمبر إلى 3 أكتوبر 1945 المؤتمر التأسيسى للاتحاد العالمى لنقابات العمال وحضر المؤتمر 346 مندوبا من 56 دولة يمثلون 67 مليون عامل وتقرر أن يكون مقره فى باريس.

على ان قيام الاتحاد لم يعنى اختفاء الانقسامات أو الاختلافات بين الكتل المختلفة التى شاركت فى مؤتمر لندن كان قيامه يمثل تلك الهدنة السياسية المؤقتة التى شهدها العالم فى أعقاب الحرب العالمية الثانية بين الحلفاء الذين خاضوا الحرب رغم الاختلافات العقائدية وما أن بدأت هذه الهدنة تقترب من نهايتها بسبب مشروع مارشال الامريكى لإعادة بناء الاقتصاد الأوربى الذى دمرته الحرب العالمية الثانية حتى أنعكس هذا التوتر على الاتحاد نفسه ففى نوفمبر 1947 طلب ممثل مؤتمر المنظمات الصناعية الامريكية من المجلس التنفيذى للاتحاد أن يدرج فى جدول أعماله دراسة مشروع مارشال ورغم معارضة المجلس لإدراج الموضوع كبند جديد فى أعماله فقد سمح للمندوب الامريكى بإلقاء البيان عنه وتضامن المندوب البريطانى مع زميله الامريكى وأتفق على بحث الموضوع بأستفاضه فى الاجتماع المقبل للمجلس.

وكان البريطانيون يريدون عقد هذا الاجتماع فى أسرع وقت ممكن ولما تأخر انعقاد المجلس أرسلوا للأمانة العامة للاتحاد أنذارا فى 28 يناير 1948 بأنه ما لم يعقد الاجتماع فى فبراير التالى فإنهم سيدعون لعقد اجتماع مستقل ولم ينتظر البريطانيون طويلا خاصة وقد ضمنوا تأييد ممثلى

هولندا وبلجيكا ولكسمبورج فدعوا ممثلى نقابات 18 دولة أوربية مستفيدة من مشروع مارشال إلى عقد اجتماع فى لندن فى مارس 1948 وتقرر فى هذا الاجتماع تكوين لجنة استشارية نقابية لتأييد مشروع مارشال وكان من الواضح أن البريطانيين الذين كانوا أصلا من أنصار النقابية الخالصة وقد ضايقهم غلبة الاتجاهات الاشتراكية اليسارية داخل الاتحاد العالمى يعملون بهمه مع الامريكيين وغيرهم من أعداء الماركسية لتقويض الاتحاد العالمى.

وضح هذا الاتجاه فى اجتماع المجلس التنفيذى الذى عقد فى ميلانو فى 30 أبريل 1948 حيث كان الرأى الغالب يميل إلى رفض المشروع وفى مواجهة هذا الاتجاه هدد البريطانيون والأمريكيون بالانسحاب فأقترح المندوب السوفيتى كحل وسط يحفظ للاتحاد العالمى وحدته أن يترك كل منظمة عضو اتخاذ موقفها الذى يناسبها من مشروع مارشال ولكن هذا الاقتراح لم ينل رضاء البريطانيين.

وأقترح البريطانيون تجميد أنشطة الاتحاد العالمى لمدة سنة لأتاحة الفرصة للتوفيق بين الاتجاهات المختلفة أو أعادة النظر بشأن الاتحاد وكان يؤيد هذا الاقتراح كل من الأمريكيين والكثيرين وفى عام 19 يناير 1949 عقد المجلس التنفيذى اجتماعا فى باريس أعيد فيه مناقشة موضوع مارشال فأقترح السوفيت عرضه على مؤتمر عام يعقده الاتحاد العالمى لهذا الغرض فعارض البريطانيون وأنصارهم فى ذلك وطرحوا اقتراحهم بالتجميد وعارض السوفيت والفرنسيون والايطاليون والصينيون الاقتراح البريطانى فما كان من المندوب البريطانى الذى كان يرأس الجلسة إلا أن أعلن رفعها وغادر القاعة منسحباً، وتبعه مندوبا هولندا وأمريكا وخلال الفترة من يناير حتى يونيو التالى كان قد تبع المنظمات الثلاثة فى الانسحاب من الاتحاد العالمى 2المنظمات النقابية الأعضاء من أيرلندا والنرويج ونيوزلندا والدنمرك وبلجيكا واستراليا والسويد وسويسرا عقب هذا الانشقاق أنتقل مقر الاتحاد إلى فيينا وظل بها حتى توقيع دول الحلفاء الأربع لمعاهدة الصلح مع النمسا عام 1955 فأنتقل المقر إلى براج وما يزال بها.

6/1 العضوية:

يبلغ حجم عضوية الاتحاد فى الوقت الحالى حوالى 154 مليون عامل ينتمون لى 62 اتحادا عماليا وفى المؤتمر الثامن للاتحاد (فارنا- أكتوبر 1973) أقر مبدأ “العضوية المرتبطة” والتى كان يمكن بها لبعض المنظمات الصديقة غير المنتمي للاتحاد العالمى والتى تتخذ خطا مبدئياً مماثلا لخط الاتحاد العالمى أن ترتبط معه بروابط أوثق أقل قليلا من روابط العضوية التنظيمية وأن كان شكل هذه العضوية لم يحدد بعد.

كما أن عضوية الاتحاد العالمى غير قاصرة على الاتحادات الوطنية الأعضاء وإنما تضم أيضا عضوية 11 اتحادا مهنياً عالميا (على خلاف المعمول به فى الاتحاد الحر) ويضم الاتحاد فى عضويته من المنطقة العربية اتحادات عمال: العراق – سوريا – فلسطين – الكويت – اليمن – الصومال – لبنان.

6/2 بنيان الاتحاد:

يتكون بنيان الاتحاد من أربعة مستويات تنظيمية هى:

* المؤتمر وهو السلطة العليا للاتحاد، وينعقد مرة كل أربع سنوات وقد عقد الاتحاد العالمى حتى الان ثمانية مؤتمرات: باريس 1945 – ميلانو 1949 – فيينا 1953 – ليبرزخ 1957 – موسكو 1961 – وارسو 1965 – بودابست 1969 – فارنا 1973.

* المجلس العام ويشكل من مندوب أصلى وأخر أحتياطى عن كل اتحاد وطنى أو مهنى عضو ويقوم المؤتمر بانتخاب أعضاء المجلس العام الذين تسميهم منظماتهم التى يمثلونها وإذا ما كان هناك أكثر اتحاد وطنى من دولة واحدة فإن الاتحاد الأكبر يمثل العضو الأصلى ويمثل الآخرون بأعضاء احتياطيين ويتكون المجلس حالياً من 146 عضوا يمثلون 62 اتحادا وطنيا و11 اتحادا مهنيا.

ويعقد المجلس اجتماعا مرة كل سنة على الأقل ومن مهام المجلس وضع خطط عمل الاتحاد والإجراءات التنفيذية لقرارات المؤتمر وكذلك انتخاب رئيس الاتحاد ونوابه وأعضاء الأمانة العامة وكذلك أعضاء مكتب الاتحاد.

* مكتب للاتحاد ويتكون من رئيس الاتحاد ونوابه الأربعة والآمين العام ومعهم 56 عضوا يمثلون 38 منظمة عضو موزعين جغرافيا ويحضر اجتماعات المكتب أعضاء الأمانة العامة ويعقد المكتب ثلاث دورات عادية كل عام وهو السلطة التى تباشر كافة الصلاحيات فيما بين دورات انعقاد المجلس العام.

* الأمانة العامة وهى تتكون من الرئيس وأربع نواب للرئيس وأمين عام وخمس أمناء عامون مساعدون وهى الجهاز الذى يتولى مباشرة العمل اليومى للاتحاد.

6/3 مواقف الاتحاد:

منذ نشأته وخاصة بعد انشقاق عام 1949 يتخذ الاتحاد موقفاً ايجابيا إلى جانب حركة التحرر العالمية ومناهضة الرأسمالية والاحتكارات العالمية ويعمل الاتحاد على تنمية علاقات طيبة مع الاتحادات العمالية الوطنية والإقليمية التى تنتهج خطا تحريرياً حتى ولم ترتبط معه بعلاقات عضوية.

وفى مؤتمره الأخير فارنا 1973 حددت الوثيقة السياسية للمؤتمر الخط الاساسى للاتحاد تجاه العالم الثالث. يجب أن يبذل نشاط أقوى وأكثف من أجل تقديم المساعدة بصفة خاصة إلى العمال والشعوب التى تعانى بشكل أشد من الاستغلال الرأسمالى والاضطهاد الامبريالى.

ويجب ممارسة نشاط ومساعدة أكثر كثافة وفاعلية ووضوحا لمساندة الشعوب التى تناضل من أجل الإجهاز على الاستعمار والفاشية والتى تناضل من أجل الإجهاز على الاستعمار والفاشية والتى تناضل من أجل استقلال وسيادة بلادها ضد الاستعمار الجديد ومن أجل التخلص من التخلف.

وحدد هذا المؤتمر موقف الاتحاد العالمى من قضية الشرق الأوسط فى عدة مواضع فى الوثيقة السياسية:

أن إسرائيل على العكس بتشجيع وتأييد الولايات المتحدة عسكرياً وسياسياً تزيد من حدة النزاع وتوسعه بالمعارك المسلحة وبمضاعفة الاعتداءات الجوية والاستفزازات ضد الجمهورية العربية السورية وفى جمهورية مصر العربية ولبنان من البلاد العربية.

ومازالت أهداف التوسعيين الإسرائيليين الذين تتفق مصالحهم مع مصالح الامبريالية الأمريكية مثلما كانت خلال عدوان 1967 وهى منع نمو حركات التحرر فى البلاد العربية ووقف المسيرة الثورية المعادية للامبريالية فى المنطقة وبقاء السيطرة الإسرائيلية على الاراضى المحتلة بصفة نهائية وترفض إسرائيل بعناد تطبيق القرارات الإدارة من هيئة الأمم المتحدة بانسحاب قواتها من هذه الاراضى واحترام الحقوق القومية لشعب فلسطين العربى.

وفى مكان أخر من فنس الوثيقة تحدد واجبات الاتحاد العالمى فى هذه القضية المطالبة بوقف الأعمال الحربية فورا فى الشرق الأوسط وفرض جلاء القوات الإسرائيلية فورا عن الاراضى المحتلة ومساندة العمال العرب والشعوب العربية وتنمية التضامن معهم فى نضالهم ضد الامبريالية والصهيونية وفرض تطبيق قرارات الامم المتحدة ومساندة النضال العادل للعمال الفلسطينيين والشعب الفلسطينى من اجل الاعتراف بالحقوق القومية المشروعة لشعب فلسطين العربى وحقه فى تقرير مصيره بنفسه وبحق كل شعوب تلك المنطقة فى الاستقلال والسيادة.

وأصدر المؤتمر نداء إلى نقابات وعمال العالم جاء فيه بشأن نفس القضية:”ويتوجه المؤتمر النقابى العالمى إلى مجموع الحركة النقابية والمراكز النقابية العالمية الاتحاد الدولى لنقابات العمال الحرة والاتحاد العالمى للعمل مقترحاً عليها أجراء حوار محدد حول أقمة التعاون بين النقابات ويتعلق الأمر خصوصاً بتنظيم التعاون صعيد التعاون من أجل إنهاء العدوان الاسرائيلى وانسحاب القوات من الشرق الأوسط على أساس الاعتراف بالحقوق المشروعة لجميع الدول وجميع الشعوب فى هذه المنطقة وخاصة الشعب الفلسطينى”.

كما أصدر المؤتمر “بيان حول الشرق الأوسط النتائج المترتبة على سياسة إسرائيل العدوانية” حرب جديدة تنشب فى الشرق الأوسط نصه كما يلى “ينعقد المؤتمر النقابى العالمى الثامن فى الوقت الذى تندلع فيه الحرب من جديد فى الشرق الأوسط وبالنسبة للاتحاد العالمى للنقابات فأن أسباب هذا النزاع ومسئولية وقوعه تظل هى ذات الأسباب والمسئولية التى شجبها عند ما شنت إسرائيل عدوانها فى 1967 وعليه فإن تضامننا نحو الشعوب العربية شعوب مصر وسوريا وفلسطين.

أننا ندين بحزم المعتدين الإسرائيليين الذين يواصلون من عام 1967 أعمالهم العدوانية بمساندة الامبريالية الأمريكية ويشنون غارات وحشية على الاهالى والأهداف المدنية ويواصلون احتلالهم لا أراضى عربية لا يملكونها منتهكين بذلك القواعد الدولية وقرارات الأمم المتحدة وهذه الحروب الجديدة التى أدت بالفعل إلى خسائر مادية ضخمة وخسائر كبيرة فى الأرواح تشكل تهديدا مباشر للأمن العالمى مما يمكن أن يؤدى إلى تسميم وإفساد العلاقات الدولية وعرقلة عملية الانفراج”.

ومع ذلك فإن قادة إسرائيل سيرغمون على أقرار الواقع لقد مضى زمن استعباد الشعوب بقوة السلاح كما أن سياسة ضم الاراضى مضى عليها العهد وفى الوقت الراهن لم تشهد الشعوب تتحمل ذلك فقد اكتسبت الشعوب العربية ما يلقى من النضج والتماسك والوسائل لغرض احترام حقوقها.

ويطالب المؤتمر النقابى العالمى الثامن لوقف العدوان فورا وانسحاب كل القوات الإسرائيلية من الاراضى العربية.

ولا يمكن أعادة السلم فى هذه المنطقة الا على أساس الاعتراف بالحقوق الشرعية لكل دول وشعوب تلك المنطقة بما فى ذلك الشعب العربى الفلسطينى.

ولذا فإن المؤتمر النقابى العالمى الثامن يدعو العمال ومنظماتهم فى كل أنحاء العالم إلى التعبير أكثر من أى وقت مضى عن مساندتهم وتضامنهم فى كل أنحاء العالم إلى التعبير أكثر من أى وقت مضى عن مساندتهم وتضامنهم النشط مع عمال ونقابات وشعوب البلاد العربية مع كل ضحايا العدوان كما ندعو أيضاً الحركة النقابية الدولية إلى العمل بشكل موحد لأقامه السلامة بسرعة فى الشرق الأوسط.

وتتفق قرارات المؤتمر هذه مع مواقف الاتحاد العالمى عموماً من القضايا العربية فقد سبق له أن شارك فى الاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب فى تكوين كل من اللجنة الدولية للتضامن مع عمال وشعب الجزائر وعدن وفلسطين.

ويأخذ الاتحاد موقفاً مماثلا من كل قضايا الشعوب المناضلة فى أفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية.

ويبدى الاتحاد اهتماما متزايدا بالقضايا المهنية العمالية مثل الثقافة العمالية والتدريب المهنى والمفاوضة الجماعية وفضلاً عن اهتمام بقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومناهضة الرأسمالية والشركات الاحتكارية المتعددة الجنسية.

الاتحادات المهنية العالمية:

لم يستطع الاتحاد عند تأسيسه السيطرة على الاتحادات المهنية الدولية وضمها إلى عضويته ومن ثم فقد عمل على تأسيس اتحادات مهنية عالمية تؤدى نفس الغرض الذى قامت من أجله مجموعة الاتحادات الأولى واتحاداته العالمية يبلغ عددها حاليا 11 اتحادا وهى:

1- الاتحاد العالمى لنقابات عمال الزراعة والغابات والمزارع (تأسيس 1949) ومقره براغ ومجموع عضويته 35 مليون عامل.

2- الاتحاد العالمى لنقابات عمال البناء والأخشاب ومواد البناء (تأسيس عام 1949) ومقره هلسنكى ومجموع عضويته 14.5 مليون.

3- الاتحاد العالمى لنقابات عمال الكيماويات والبترول والمهن المرتبطة (تأسس عام 1949) ومقره بودابست ومجموع عضويته 7 مليون.

4- الاتحاد العالمى لنقابات عمال التجارة والبنوك (تأسيس 1949) ومقر براغ ومجموع عضويته 15 مليون عامل.

5- الاتحاد العالمى لنقابات عمال الأغذية والتبغ والمهن المرتبطة (تأسيس 1949) ومقره صوفيا ومجموع عضويته 14 مليون عامل.

6- الاتحاد العالمى لنقابات عمال الصناعات الهندسية والمعدنية (تأسيس 1949) ومقره براغ ومجموع عضويته 24 مليون عامل.

7- الاتحاد العالمى لنقابات عمال الصناعات المناجم (تأسيس 1949) ومقره براغ ومجموع عضويته 6.5 مليون عامل.

8- الاتحاد العالمى لنقابات عمال الموظفين العموميين والمهن المرتبطة (تأسيس 1949) ومقره برلين ومجموع عضويته 21 مليون عامل.

9- الاتحاد العالمى للمدرسين وهو الاتحاد الوحيد من الاتحادات المهنية القديمة القذى قبل الارتباط بالاتحاد العالمى (تأسيس 1928) ومقره براغ ومجموع عضويته 12 مليون عامل.

10- الاتحاد العالمى لنقابات عمال النسيج والملابس والجلود والفراء (تأسيس 1958) ومقره براغ ومجموع عضويته 10 مليون عامل.

11- الاتحاد العالمى لنقابات عمال النقل والموانئ والصيد (تأسيس 1953) ومقره براغ ومجموع عضويته 16.5 مليون عامل.

الاتحاد الدولى لنقابات العمال الحرة:

نتيجة للانقسام الذى أوضحناه فى الحديث عن الاتحاد العالمى للنقابات أقترح البريطانيون عقد مؤتمر دولى فى جنيف فى يونيو 1949 فى أعقاب المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية وأشترك فى المؤتمر 127 مندوبا يمثلون اتحادات عمالية من 35 دولة مجموع عضويتها 43 مليون عامل تقريباً وأتفق فى هذا الاجتماع على تأسيس اتحاد عمالى دولى جديد وفى 28 نوفمبر 1949 عقد فى لندن مؤتمرا أستمر حتى 7 ديسمبر أعلن فيه قيام الاتحاد الدولى لنقابات العمال الحرة واشترك فى المؤتمر ممثلو 67 منظمة عمالية تمثل 48 عامل من 51 دولة وقد تمكن الاتحاد بسرعة من زيادة عدد أعضائه مستغلا فى ذلك موافقة الواضحة والمعلنة ضد المبادئ الشيوعية والتأييد الذى كانت تقدمه له لذلك الغرض الدولى والمصالح الغربية الرأسمالية ، ولذا فقد كانت حركته فى أفريقيا وأسا سهلة وميسرة وتبلغ عضويته فى الوقت الحاضر 114 منظمة تمثل 48.427.076 عامل من 89 دولة ومقر الاتحاد منذ نشأته فى بروكسل.

7/1 بنيان الاتحاد:

يتكون هيكل الاتحاد من:

*المؤتمر: وهو السلطة العليا للاتحاد وكان يعقد مرة كل سنتين ثم تغير ذلك بعد المؤتمر السادس ليعقد مرة كل ثلاث سنوات، وقد عقد الاتحاد 11 مؤتمرا حتى الان، فى لندن (1949) وميلانو (1951) وأستكهولم (1953) وفيينا (1955) وتونس (1957) وبروكسل (1959) وبرلين (1962) وأمستردام (1965) وبروكسل (1969) ولندن (1972) ومسيكوسيتى (1975). وينتخب المؤتمر أعضاء المجلس التنفيذى والآمين العام للاتحاد.

*المجلس التنفيذى: ويتولى إدارة شئون الاتحاد فيما بين دورات انعقاد المؤتمر ويتكون من 29 عضوا بتوزيع جغرافى معين يراعى فيه أهمية المناطق المختلفة قبل وزنها العددى (لأمريكا الشمالية 6 مندوبين ولبريطانيا 2 ولأفريقيا 3) وينتخب المجلس من بين أعضائه رئيسا وسبعة نواب للرئيس، ويجتمع المجلس مرتين على الأقل كل عام.

*اللجنة الفرعية: وتتشكل من الرئيس ونوابه الآمين العام وتجتمع اللجنة على فترات متقاربة لمتايعة نشاط الاتحاد فيما بين اجتماعات المجلس ويحضر اجتماعاتها ممثلون عن الاتحادات المهنية الدولية بصفة مراقبين.

7/2 المنظمات الإقليمية:

وبالإضافة إلى ذلك فقد شكل الاتحاد منظمات إقليمية له لتنظيم نشاط أعضائه على المستوى القارى وهى: المنظمات الإقليمية الأوربية (بروكسل 1950) – المنظمة الإقليمية الأمريكية (مكسيكوستى 1951 ) المنظمة الإقليمية الأسيوية (نيودلهى 1951) المنظمة الإقليمية الأفريقية (لاجوس 1960).

وذلك بالإضافة إلى عدد من المكاتب الإقليمية فى أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا.

7/3 مواقف الاتحاد:

حدد الميثاق الذى أقره المؤتمر التأسيسى الأهداف الأساسية للاتحاد بأنه يعمل من أجل :”الخبز والحرية والسلام” وتوضيحاً لذلك يقول الميثاق “الخبز: الأمن الاقتصادى والعدالة الاجتماعية للجميع.. الحرية: من خلال الديمقراطية السياسية والاقتصادية.. السلام: من الحرية والعدالة والكرامة للجميع” وهى أهداف وشعارات توضح تماما الخط الذى أتبعه الاتحاد منذ نشأته وهو يتفق مع الأسس الحديثة لما يسمى بالنقابية البحتة.

ومن الانشقاق الذى كانت نتيجته قيام الاتحاد الحر يمكننا أن نستشف هويته السياسة الأولى وهى معادلة كافة الاتجاهات الماركسية، سياسياً ونقابيا (عندما أنسحب جورج مينى باتحاد عمال أمريكا من الاتحاد الحر فى 22 فبراير 1969 كان من بين الاسباب التى ساقها لتبرير هذا الانسحاب ضعف مواف الاتحاد الحر المناهضة للاتجاهات الشيوعية المتزايدة خاصة فى أفريقيا).

ورغم أن الاتحاد الحر كان يعمل على الوقوف إلى جانب نضال الشعوب الطامحة إلى الاستقلال والحرية إذا لم يتعارض ذلك مع مواقف أحدى المنظمات الأعضاء القوية داخلة إلا أنه ما يكاد يشتم أن الحركة السياسية المتزعمة للمطالبة بالاستقلال فى أحدى المستعمرات حركة شيوعية حتى يتضاءل تأييده لمطالبها.

وللاتحاد إلى جانب رفضه للنظم الشيوعية موقفاً ثابتاً فى رفض كافة النظم الديكتاتورية بما فى ذلك النظم الفاشية التى حكمت أسبانيا واليونان وقتاً ما.

[divider]

إعداد | محمد جمال إمام عام 1978