حوار | أحمد حبيب
ليست امرأة عاملة لديها خبرات مهنية، وليست قيادة نقابية أو حزبية مارست العمل العام سنوات طويلة، إنها سيدة شرقاوية شابة وربة منزل امتلكت من قوة الشخصية وسماحة الوجه ورفعة الأخلاق بجانب الانتماء إلى عائلة عريقة ما مكنها من حشد الأهالى حولها وتحدى بعض العادات والتقاليد الريفية البالية التى لا يقرها الدين بمنع تولى المرأة المناصب القيادية والتنفيذية.
السيدة ناهد لاشين التى أعلن عن فوزها بمنصب عمدة قرية حانوت التابعة لمركز كفر صقر بمحافظة الشرقية أضافت للمرأة المصرية رصيدا جديدا من النجاح والقدرة على خدمة الوطن فى كافة المجالات واستطاعت أيضا أن تنهى هيمنة الرجال على أحد أهم الوظائف القيادية وهى “العمدة” لتفتح الباب واسعا أمام نساء مصر لخوض الانتخابات البرلمانية والعمالية القادمة لذلك كان لجريدة العمال هذا الحوار معها.
ناهد عبد الحميد مصطفى لاشين، 36 عاما، خريجة معهد الخطوط بكفر صقر، متزوجة ولديها 4 أبناء. هم: محمود وأحمد ورنا ومحمد وزوجها الأستاذ محمد على مصطفى لاشين مدير مدرسة أحمد إسماعيل لاشين وهى ربة منزل ولم يسبق لها العمل فى أى وظيفة وهى رغم انتمائها لأكبر عائلات كفر حانوت لكنها لم تشارك فى أى نشاط سياسى أو حزبى سوى المشاركة فى الانتخابات بالتصويت، ولكن بعد إعلان الرئيس السيسى ترشحه للرئاسة استجابة لنداء الشعب انضمت لحملته وحصلت على توكيل منه وحشدت النساء للمشاركة فى الانتخابات والاستفتاء على الدستور وحصلت على تكريم الوحدة المحلية بالقرية على هذه الجهود وبعد تولى الرئيس مسئولية البلاد انضمت لحزب الحركة الوطنية المصرية لثقتها فى حرص الرئيس على تمكين المرأة والسماح لها بالمشاركة الفعالة فى الحياة السياسية.
أكدت لاشين أنها لم تواجه أية صعوبات فى عملية التقديم من الأجهزة الامنية خاصة مديرية الامن ومركز شرطة كفر صقر، ولكن تمثلت الصعوبات فى وجود حالة من الجدل بشأن ظاهرة ترشح سيدة لهذا المنصب الذى يحتكره الرجال وترى أن هذا أمر طبيعى ومتوقع، وزادها إصرارا على خوض التجربة ومن الصعوبات أيضا وجود إساءات ومهاترات على مواقع التواصل الاجتماعى، ولكنها كانت مصرة على استكمال المشوار لإفساح المجال للمرأة الشرقاوية والريفية بشكل عام للمشاركة السياسية والمجتمعية وتولى وظائف قيادية خاصة وأن علماء الدين أجازوا للمرأة تولى هذه الوظائف فى حالة توفر القدرة والكفاءة لديها.
ترى لاشين أن المرأة الريفية لم تخوض عالم السياسة بالقدر الذى يتناسب مع قدراتها لذلك قررت خوض هذه التجربة لتنمية فكرها وتشجيعها على تكرار هذا النجاح واستغلال المناخ السياسى الملائم بعد ثورتى 25 و30 لتنال المرأة حقها ليس فقط فى المشاركة بالانتخاب ولكن بالترشح وتولى المناصب القيادية ونصحت المرأة المصرية بشكل عام والريفية والشرقاوية بشكل خاص بالسعى لتولى أى منصب بالدولة طالما أن الدستور والقانون يجيز لها ذلك، كما أن الشرع لا يمنع وبالعكس فإن الدين أعطى للمرأة مكانة كبيرة، وطالبت عمدة كفر حانوت المسئولين بمزيد من الاهتمام بدور المرأة وتأهيلها لشغل المناصب العامة واختيار قيادات نسائية معروفة للتدريب على القيادة.
كما طالبت المجلس القومى للمرأة بدعم المرأة المصرية خاصة المرأة الريفية البسيطه والنزول من البرج العاجى والتعامل مع كل الطبقات والشرائح الاجتماعية بدلا من التركيز على السيدات أصحاب الثقل والنفوذ.
أوضحت لاشين أنها ستبرز الدور الاجتماعى والإنسانى لوظيفة العمدة الذى لم يكن فى بؤرة اهتمام الرجال خاصة المرأة المعيلة ودعم الفقراء والأيتام وحل مشكلات العنوسة ومواجهة زواج القاصرات وأغلب المشكلات الاجتماعية والأخلاقية ونوهت أن دور العمدة لا يتطلب القوة البدنية ولكن يحتاج إلى الشعبية والحكمة ورجاحة العقل والقدرة على استغلال محبة الناس فى فض النزاعات بينهم وقالت إننى من عائلة توارثت العمودية أبا عن جد ولذلك لدى خبرة فى التعامل مع الخفراء وحتى مع كبار العائلات والأعيان بالقرية التى يتبع لها 14 عزبة كل عزبة لها شيخ يتبع للإشراف المباشر للعمدة.
أضافت: يتضمن برامج عملى تشكيل مجلس إدارة للقرية برئاسة العمدة وعضوية كبار العائلات بحيث يصبح كل كبير عائلة مسئول عن عائلته وممثلها بمجلس الإدارة ويشكل هذا المجلس لجان متخصصة ومنها لجنة فض المنازعات ولجنة الصحة والمرأة والشباب والتعليم وغيرها، وهو عمل تطوعى ويقوم العمدة بتنفيذ توصيات هذه اللجنة، وأؤكد أن وظيفة العمدة هو عمل تطوعى لا أتقاضى عليه أجر وكذلك لا أفكر حاليا فى استغلال كل ما لدى من شعبية وثقل عائلى ونفوذ فى الترشح للبرلمان القادم رغم المطالبات المتكررة من أبناء الدائرة وليس أهل القرية فحسب وإرسالهم خطابات لرئيس الوزراء فى هذا الأمر ولكنى مصرة على التفرغ للقيام برسالتى كأول سيدة تشغل منصب العمدة وإنجاح هذه التجربة هو أهم أهدافى.
المصدر | جريدة العمال الورقية العدد (2399)
Leave a Reply