الغطاء الشعبى

بقلم | محمد رزق

من يريد كرسى فى البرلمان القادم عليه أن يدرك أن تغييرا كبيرا قد حدث على الأرض بعد ثورتى 25، و30، وأن يعى أن المواطن المصرى قد أصبح بوعيه رقما حاسما فى العملية السياسية وأن يبحث بالضرورة عن غطاء شعبى بالعمل فى الشارع والحارة والميدان وأن يخضع لانتخابات حرة نزيهة فى إطار منظومة ديمقراطية فرضتها الثورة وأقرها الدستور وأن ينظر بإمعان إلى أهمية الغطاء الشعبى غير المسبوق الذى حصل عليه الرئيس السيسى فى انتخابات حرة نزيهة لكى يصبح رئيسا قويا على المستوى المحلى والعربى والأفريقى والدولى.

أقول قولى هذا وأنا أعلم تمام العلم أن هذه الأمور ما زالت تمثل مشكلة عند الحالمين بدولة الخلافة كما يصعب تقبلها عند من يعيشون فى الماضى وفطموا على أن الوصول إلى كرسى البرلمان بتقرير أمنى يعدد مزاياهم ولا داعى لوجع الدماغ فالمواطنين لن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع كعادتهم قبل ثورتى 25 و30 لذلك لا داعى للعمل فى الشارع أو البحث عن أنصار ليكونوا غطاءا شعبيا والأسهل من ذلك هو تسويق أنفسهم عند المسئولين وأجهزة الأمن والبحث عن أحمد عز جديد يضمن كرسى البرلمان بالطرق المعتادة.

ولا شك أن هؤلاء يعيشون فى الماضى ولا يقبلون بالأهداف التى طرحتها الثورة، وصاروا أشبه بالآلة التى تسير فى اتجاه واحد مستبد مارسته فى السابق وتعودت عليه وتراكمت فيه خبراتها.

ومن المؤكد أنها تحمل فى رأسها عقلا عقيما غير قادر على الفهم والعطاء وفقدت الرؤية وتاهت بوصلتها وسط أمواج المتغيرات السريعة التى تدور من حولها ويعيشها ويتنفسها المجتمع المصرى كله وأبشرهم بأنهم راسبون حتى قبل أن يقدموا أوراق ترشيحهم، وأهمس فى أذن أصدقائنا النقابيين الذين ينتوون خوض المعركة الانتخابية مهما كانت قوة التحالفات التى ينضمون إليها.

أنه لا بديل عن العمل فى الشارع لكسب الأنصار وضرورة أن يظلكم غطاء شعبى مناسب.

المصدر | جريدة العمال الورقية العدد (2398)