ترجمة | محمد جادو
شيماء.. تسير فى معرض الحرف اليدوية بالقاهرة، تحمل إبرة طويلة وقطعة قماش سوداء، جلست، ثم قامت بلضم الابرة بخيط فضى ورسمت بابداع على قماش اسود لتصنع شالا رائع الجمال، لتعكس بذلك نمطا مصريا اصيلا، شيماء عبده النجار، ذات الثلاثين عاما، واحدة من أفضل صاحبات المواهب فى صعيد مصر، والتى عملت لسنوات فى هذا المجال من خلال مصادر وتدريبات محدودة، والتى كافحت طويلا فى تثقيف وتدريب نفسها، واكتسب مهارات جديدة فى استخدام الخيط والابره، والتغلب على العديد من الحواجز التجارة والترويج لمنتجاتها داخل المجتمع المحلى.
وكما هو الحال للكثيرين فى مصر، تعتبر الحرف اليدوية هى المصدر الاساسى للدخل، شيماء، مثلها مثل الاخرين فى حاجة الى دخل ثابت لإعالة نفسها وأسرتها وتأمين حياة كريمة، تعيش فى محافظة قنا، وهى تعد من المحافظات الفقيرة فى مصر، ذات الدخل المنخفض، وضعف البنية التحتية ونقص الخدمات الاجتماعية، ومع ذلك، فكانت شيماء مساهما نشيطا، تلعب دورا هاما فى العمل والحياة الأسرية، ومع ذلك، فإنها تحتاج الى مزيد من الدعم والتدريب لمنتجاتها كى تدر عليها ربحا يضمن لها حياة كريمة.
من خلال مشروع الشبكة المصرية للتنمية المتكاملة (ENID) وهي مبادرة مدتها خمس سنوات لتطوير فرص العمل والتنمية المستدامة في جنوب صعيد مصر، تلقت العديد من السيدات والفتيات التدريب لتنمية مهاراتهن المهنية لتحسين منتجات الحرف اليدوية وتحسين خطوط الانتاج. شيماء، من بين النساء والفتيات الأخريات، شاركوا في برنامج تدريبي للحرف اليدوية للنساء المعيلة. من خلال هذه المبادرة، أدخلت سبعة خطوط إنتاج جديدة بما في ذلك الرسم، الخيط، والخرز والزجاج الصب. بالإضافة إلى ذلك، قدمت الشبكة المصرية للتنمية المتكاملة دورات تدريبية في مختلف مهارات العمل بما في ذلك الزراعة، وتربية الأسماك والحرف اليدوية لنحو 240 شخص، فضلا عن تدريب إضافي لـ89 من المنظمات الحكومية وغير الحكومية (NGO) من الموظفين على جمع البيانات، والبرمجة التشاركية والزراعة المستدامة.
وكجزء من هذا البرنامج، تم اختيار شيماء باعتبارها واحدة من 10 من المصريات الحرفيات للذهاب في مهمة الى الهند لتعزيز مهاراتهم وتعزيز العمل على الصعيد العالمي. ومنذ تلك الرحلة تغيرت حياتها تماما.
“اعتقدت حين ذهبت الى الهند، أننى سأبيع وأسوق لمنتجاتى، ولكنى أدركت كم من فرص للتعلم فقدتها طوال حياتى. رأيت مهارات جديدة، وتقنيات مختلفة، وتعرضت لعدد هائل من الأفكار التي الآن أستطيع إدراجها فى أعمالى القادمة”. هكذا قالت شيماء.
ومن المتوقع فى المرحلة القادمة زيادة آفاق التسويق من خلال التسوق عبر الانترنت، محليا وعالميا، والمضى قدما فى المبادرة، لتوسيع المشروع لتغطية قرى فقيرة اخرى فى محافظة سوهاج، والسماح لهذا النموذج ان يتكرر فى مناطق اخرى من صعيد مصر.
ويتم تنفيذ مشروع الشبكة المصرية للتنمية المتكاملة من خلال التبرعات القادمة من إدارة المملكة المتحدة للتنمية الدولية (DFID)، والوكالة السويدية للتنمية الدولية (سيدا)، ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، مؤسسة روكفلر براذرز، وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (الأمم المتحدة للمرأة) ويتم تنفيذه على الصعيد الوطني بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي.
وتنفذ هذه المبادرة على نهج التنمية المتكاملة لزيادة الدخل، وتعزيز الأمن الغذائي وتحسين الخدمات الأساسية / العامة للمجتمعات والأشخاص المهمشين في صعيد مصر.
المصدر | موقع برنامج الامم المتحدة الانمائى
Leave a Reply