إلى صناع الحياة فى بر مصر المحروسة

لو عايز حضرتك تبقى نقابى شاطر وناجح في الظروف الحالية لازم يا سيدى يكون عندك معلومات كافية عن كل ما يتعلق بعملك كقائد نقابى مسئول ولازم تبقى عارف كويس إن المعلومات تساوى قوة تدعم موقفك ومهارة فى الحديث مع الآخرين وعلى الأخص فى التفاوض، ودى مهارة مهمة لأى نقابى جديد أو قديم لازم يتسلح بها.

يعنى لو حضرتك قاعد فى جلسة تفاوض مع مدير الشركة وسألك أسئلة تتعلق بالموضوع المطروح وطلعت مش عارف مش حينفع أبدا تقوله عن إذنك أروح أسأل وأجيلك.

هيبتك حتروح على طول وحتخسر القضية وحتبقى مضحكة فى وسط زمايلك وضعيف قدام إدارة الشركة.

الكلام ده كان ينفع…. زمااااااااان

لما النقابة كانت بتدار زى أسرة صغيرة وكل حاجة فيها كانت صغيرة

والعمل النقابى كان زى ماتش كورة على ملعب فى حارة صغيرة واللعيبة مش محترفين بس ظروفهم كانت صعبة، والجمهور كان يدوب سكان الحارة بس همومهم كانت كبيرة وتقيلة، والحكم ما كانش معاه لا صفارة ولا كرت أصفر ولا كرت أحمر وما يعرفش القوانين والقواعد واللوائح التى تحكم اللعبة، والنقابى كان فى منزلة الوالد اللى بيرعى أبنائه، والنقابة كانت فى منزلة الأم اللى بتحضن ولادها، يعنى ما كانش فيه قانون واضح ولا قواعد ولا لوائح مستقرة، بس الخبرة كانت بتتراكم شوية شوية.

ده كان زمان

لما كان العمل النقابى بسيط وواضح وغير معقد النهاردة الأمر اختلف، كل حاجة اتغيرت الملعب قدامك بقى قانونى.

واللعيبة محترفين

والمتفرجين أصحاب الحقوق بقوا عمال مصر كلها وباقى الشعب بيراقب، والحكم معاه صفارة وعارف القانون والقواعد واللوائح وأصول التحكيم ومعاه كرت أصفر (قف) وكارت أحمر (بره) والحكاية بقت أشبه بمباراة بين الأهلى والزمالك ودول محترفين طبعا يعنى المسألة دخلت فى العلم وبقت جد وما عادش ينفع تدار النقابات بشكل عشوائى وحضرتك بقيت مطالب إنك تعرف حاجات كتيرة قوى، منها التنظيم النقابى – حجمه – وبنائه – وأهدافه.

وتتعرف على تاريخه النضالى والقوانين اللى بتحكم عمله ونشاطه خاصة اللوائح المالية عشان الحكم ميطلعش الكارت الأحمر ويطردك من الملعب.

ويلزمك كمان معلومات عن اقتصاديات شركتك وظروفها وتعرف كمان اقتصاد بلدك وإيه اللى بيحصل من حواليك فى العالم.

الأهم من ده كله، تعرف دورك النقابى اللى اتغيرت طبيعة علاقات العمل فيه بنسبة 180 درجة فى ظل الاقتصاد الحر.

يعنى النقابات اللى كانت بتقدم المطالب للحكومة والحكومة تلبى مطالبها بقرارات سيادية أصبحت مطالبة اليوم إنها تفاوض صاحب عمل حول هذه المطالب حتى لو كان صاحب العمل الحكومة.

ومع هذا التغير الحاد بلغت النقابات سن الرشد وأصبح عليها أن تدير أمورها بنفسها دون انتظار للمساعدة.

وعمال مصر ونقاباتهم فى ظل هذه الظروف الجديدة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، أصبحوا بين أمرين إما جنى المكاسب أو حصد الخسائر يعنى لو متغيرتش النقابات بالقدر الكافى خسرت.

إنما لو تحركت وتفاعلت مع المتغيرات الجديدة وشاركت بجدية حمت نفسها ونالت مكاسبها وأصبحت قوة مصالح قادرة على التأثير.

بس ده محتاج فكر جديد يتناسب مع المتغيرات اللى حصلت، والأفكار الجديدة ما زالت تمثل مشكلة معقدة يصعب تقبلها بسهولة بسبب عدم نضج الحوار الاجتماعى بين أطراف العمل والمناخ المحيط وده بيحتم علينا إننا نطرح أسئلة كثيرة، ونناقش الأفكار والقضايا الجديدة اللى فرضتها ظروف ما بعد الثورة.