بين ضفاف الجبال وأصوات المعدات الثقيلة يعملون أشخاص ليل نهار من أجل الحصول على لقمة عيش تدير لهم دخلاً بعد إهمال المسئولين لهم، يتحدون مخاطر تلك الأعمال منتظرين الموت فى أى لحظة هؤلأء هم «عمال المحاجر».
«بوابة الفجر» عاشت يوماً كاملاً مع هؤلأء الأشخاص والتقت مع بعض منهم وفى البداية قال رضوان سعيد “يعمل على ماكينة تقطيع الأحجار “، أعمل هنا منذ 12 عاماً بين الجبال تاركاً أسرتى كل صباح من أجل الحصول على أموال تساعد فى إحتياجات المعيشة.
و أضاف رضوان منذ أن أستقل تلك المكينة فى الصباح و أنا أنتظر الموت فى أى لحظة، حيث أن مخاطر تلك المهنة تؤدى إلى الموت أو العاهة المستديمة، ولكن الذى يجبرنى على ذلك هو ضيق المعيشة والحاجة إلى الأموال التى تساعدنى أنا وأسرتى المكونة من 6 أفراد منهم 4 أولاد فى مراحل مختلفة من التعليم.
الأمر لا يتغير كثيراً مع رياض عبد الواحد، الذى يقوم بتحميل الأحجار فقال : التراب الذى يخرج من الأحجار يستقبلة فمى وأستنشقة بإستمرار مما تسبب لى فى كثير من الأمراض، ولكن الذى دفعنى إلى العمل هنا هو الديون التى تراكمت بشكل كبير على أسرتى، حيث أنه ليس لنا أى دخل يساعدنا فى سداد تلك الديون.
و أضاف العمل هنا خطير جداً و العائد ضئيل جداً “ولكن أكل العيش مر” و إحتياجاتنا إلى الأموال تجبرنا على العمل، حيث لا بديل غير ذلك بعد أن همشنا من قبل المسئولين الذين حرمونا من الوظائف الحكومية.
التراب يتصاعد و أصوات المكينات عالية و مع كل هذا أراد يونس فضل، الذى يعمل على مكينة تحميل ماكينة الرمال، أن يروى لنا المشكلات التى تواجة فى المحجر قائلاً : أنا حصلت على ليسانس أدآب منذ عام 2009 على أمل أن أعمل بذلك المؤهل فى أى وظيفة حكومية و لكن فى النهاية كان مصيرى هنا على تلك الماكينة وسط الرمال والتراب “الذى كبرنى بدرى”.
و أضاف أن هذا العمل يدير علينا أموال قليلة لأتكفى لسد إحتياجات المعيشة رغم صعوبة وخطورة الأعمال التى نقوم بها، ولكن إحتياجات المعيشة تتطلب أكثر من ذلك ” ومحدش هيموت ناقص عمر”.
اللافت للنظر أننا شهدنا شخص يدعى محى عبد التواب يعمل بذراع واحد فأردنا الحديث معة فقال : أعمل هنا منذ 12 عاماً تقريباً وكنت فى البداية أعمل على “لودر ” من الساعة السابعة صباحاً حتى الثانية عشر ليلاً مقابل جنيهات قليلة لا تتعدى الـ 50 جنيهاً يومياً، مضيفاً أن الذى يجبرنى على ذلك الأحتياج إلى المال لسد إحتياجات المنزل و المصاريف الدراسية لأولادى.
وعن الإصابة التى أودت بفقدان أحد زراعية قال : كنت فى يوم من الأيام فى أشد احاجة إلى مائة جنية فبذلت كل جهدى ليل نهار من أجل الحصول عليها حيث أن العمل هنا بلإنتاج، وفجاءة إنهال جزء من تل الرمال فحاولت أن أدفادى ذلك إلا أن “سكينة الودر ” أصابتنى إصابة أدت إلى بتر ذراعى.
و أوضح محى أنى قررت أن أمارس عملى بعد شفائى لأنى فى أشد الحاجة إلى المال، حيثص لا دخل لى أنا و أسرتى سوى هذة المهنة، مضيفاً أن العائد أصبح قليل جداً لأنى أعمل بذراع واحد.
وفى هذا السياق إلتقينا مع المسئولين، حيث أكد الدكتور يحيى عبد العظيم “محافظ سوهاج ” أن تم مناقشة ذلك مع رؤساء الوحدات المحلية مؤكداً علي العمل من أجل المواطنين ورفع المعاناه عنهم، مشيراً إلي قراره بعودة إنشاء الاكشاك لمساعدة الفقراء والمحتاجين من أبناء المحافظة الذين هم في حاجه إلي عمل يكفل لهم حياة كريمة ويعينهم علي الظروف المعيشية الصعبة خاصة مع تلقيه عرضا من جمعية مصر الخير لإنشاء 400 كشك كمنحة من الجمعية للمحتاجين من أبناء المحافظة بتكلفة 17 ألف جنيها للكشك الواحد .
وقال أحد أصحاب المحاجر أن هناك غياب للحماية التي يكفلها قانون العمل وكذا غياب معايير العمل الأجر وعدد ساعات العمل والغياب التام للآمان لهؤلأء العمال.
وأضاف أن البداية لعمالة هذا القطاع تكمن في تحقيق التنظيم والضمان الإجتماعي وكشف عن أن هناك نص قانوني في القانون 12 لسنة 2003 يلزم الحكومة بتنظيم القطاع وهو ما لم يحدث ، موضحاً أنه يجب أن يكون هناك تامين قومي لكل العاملين بالمحاجر.
و على صعيد أخر قال أحد المسئولين الذى رفض ذكر إسمة أن العمالة فى المحاجر توفر دخل ثابت للعمال حيث أنهم يتقاضون أموال كثيرة مقابل عملهم، ومن يقول أن هناك مشكلات فى المحاجر وبين العمال فهذا ليس مجبوراً على العمل فلأعمال كثيرة «ومحدش جابرهم على كدة».
وفى النهاية خرجنا ونحن نحمل الكثير من الرسائل للمسئولين منها ما يطالب بتوفير حياة كريمة لعمال المحاجر والتأمين عليهم، ومنها ما يطالب المسئولين بتوفير وحدة صحية قريبة من المحاجر لإنقاذ الإصابات اليومية، و رسايل أخرى تطالب بتوفير وحدة إسعاف قريبة لإنقاذ العمال الذين يتعرضون للإصابات بصفة مستمرة نظراً لخطورة العمل بالمحاجر.
Leave a Reply