كتبت-سامية الفقى
يواصل مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، على تطوير “مركز الإبداع”، وإدماج الأطفال مرضى السرطان فيه، كما يعمل دائما منذ إنشاء ورشة العلاج بالفن، ويتم فيه اكتشاف المواهب والابتكارات والعقول المتميزة، من خلال الرسومات الفنية التي يعبرون بها عما بداخلهم من خلالها، والمشاركات الفنية التي ينظمونها خارج المستشفى، في تحدي واضح للأمل ولهذا المرض اللعين.
وتستقبل الورشة الأطفال من الأعمار المختلفة، والذين يتسارعون لحجز الأماكن فيها، مع مراعاة الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا، حيث يتحدون بعضهم، ويتنافسون لتنمية عقولهم ومهاراتهم، ويعمل ذلك على تطور الأطفال من جوانب عدة، عاطفياً وفكرياً وإبداعياَ واجتماعياً وبدنياً، وهذا بهدف تحفيز عقولهم على إعادة اكتشاف قواهم الداخلية، ما يجعلهم أكثر صمودا أمام السرطان، وتحدي الواقع الذي يعيشونه.
وقالت أماني إبراهيم، مدير المركز الإبداعي، أن المركز يهدف إلى بناء الذات والثقة بالنفس، والنظر للعالم بإيجابية من خلال مناخ آمن وملائم، ونمو السلام الداخلي، مما يمكنهم من القدرة على تحمل مسئوليات حياتهم، بحيث يكون لديهم حرية في التعبير، والتعامل بواقعية بعيدا عن الخيال، وتحمل مسئولية العمل الجاد المنضبط، ومعالجة سلوكياتهم وتقويمها، لكي يعيشوا حياة متوازنة ومستقرة.
وعن الأنشطة داخل ورشة العلاج بالفن، أو المركز الإبداعي، فتتنوع بين تعليم أساسيات الرسم والتصوير، والتصوير التعبيري، وكافة أنواع الرسم مثل الرسم على القماش والمج، والجلد، ورش الاكسسوار، ورش الرسم بالألوان الزيتية، والأكريلك، والهاند كرافت، وورش لفن الكاريكاتير، والأورجامي، والتلوين، والتلوين التعبيري “الكوالج، والرمال، والمكعبات، وغيرها”، وتعليم الموسيقى، وفن الجلود، وتصميم المنتجات، والإكسسوارات.
ويحرص غالبية من يزور مستشفى 57357 على زيارة ورشة العلاج بالفن، والتقاط الصور التذكارية مع الأطفال، والعلم على رسم البهجة على وجوههم، ومشاركتهم في الرسم والأعمال الفنية، وتحفيزهم، وإهداءهم أدوات أو كراسات الرسم.
وتشكل هذه الأعمال الفنية، الحالة النفسية والفكرية للطفل، وتنتج منه نبتة صالحة في المجتمع، تعتمد بالأساس على الأحاسيس والمشاعر والعاطفة، وفي نفس الوقت القدرة على اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب، والتعاون مع الجميع في العمل الواحد، لإنتاج أفضل عمل، ويتم دعم ذلك أيضا بنقلهم ومشاركتهم في أعمال إبداعية خارج سور المستشفى، لتنمية المهارات والتفاعلات مع المجتمع، من خلال عبورهم خارج حدود المستشفى.
كما يعمل مركز الإبداع أيضا على تدريب الآباء والأمهات على التنمية البشرية، دعمهم في التعامل مع أطفالهم من مرضى السرطان، ومساعدتهم على تقوية التواصل معهم، حيث يسيرون معهم في رحلة العلاج والشفاء.
ويتم إدماج الأطفال مع أقرانهم، في إلقاء الضوء على موضوع أو فكرة كل شهر مثلا، بحيث يمثل هذا التكثيف المعلوماتي بمثابة غرس الموضوع بداخل هؤلاء الأطفال، وتنميتها، ودعمها، بحيث ترفع لديهم روح الانتماء للفكرة، وفي إطار إدماجهم في عالم أفضل، ومن المفاهيم التي يتم غرسها في الأطفال الصبر، والأمل، والطاقة الإيجابية، والانتماء، والولاء، والوطنية، وحب الوطن.