كتبت-سامية الفقى
علي الرغم من اهمية الحيوانات ودورها الهام في حياة الإنسان وصحته، حيث تمده بالمصادر الغذائية وصولا بالرفاهية، إلا أنها وبنفس الوقت تنقل له العديد من الأمراض الخطيرة والمميتة أحيانا،وتسمى هذه الأمراض بالأمراض المشتركة ويزيد عددها عن 800 مرض بالعالم ومن أهم هذه الأمراض وأشدها خطرا على الإنسان والحيوان مرض داء الكلب أو السعار والذي يتسبب سنويا في وفاة ما يقارب من 55000 – 70000 شخص اغلبهم بالدول الفقيرة في كل من اسيا و افريقيا.
أن تعداد الكلاب في مصر تقدر حاليا بحوالي 15 ألى 20 مليون فاصبحت نسبة حوالي 1 كلب لكل 5 انسان وهذة نسبة عالية مقارنة مع الدول الاوربية و التي تقدر بحوالي 1 كلب لكل 25 أنسان.
في كل عام يتلقى نحو 10 مليون نسمة العلاجات اللازمة بعد تعرضهم لحيوانات يُشتبه في إصابتها بداء الكلب. حيث توجد حالة وفاة بشرية كل 10 دقائق علي مستوي العالم و تمثل الحالات الناتجة عن العقر من الكلاب ما يقارب 99% من هذة الحالات. لذلك سعت المنظمات الدولية (WHO &OIE &FAO &GARC) لتنسيق حملات دولية لمحاولة القضاء علي هذه الظاهرة بحلول عام 2030م لحماية البشرية وبالتالي الاقتصاد العالمي حيث ثبت أن هذا المرض يكلف العالم أجمع مليارات الدولارات.
في مصر نسعي جميعاً للقضاء علي هذا المرض القاتل ولذلك تفاعلنا بتنظيم المؤتمرات والفعاليات والندوات الارشادية واللقاءات التلفزيونية واهمها هذا “المؤتمر البيطري المجتمعي الدولي لرعاية الحيوان” تحت نشاطات حملة “معاً ضد مرض السعار” التي تشمل نقاط ثلاثة هي:
– توعية - تطعيم - تعقيم.
ونسعي للتعاون و التنسيق بين كافة الجهات المعنية بمكافحة هذا المرض القاتل و التي تشمل:
– وزارة الزراعة ممثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية.
– وزارة الصحة إدارة الامراض المشتركة.- وزارة التربية و التعليم.
– وزارة الداخلية.- وزارة الدفاع.- وزارة البيئة و الحياة البرية.
– مجلس النواب.- كليات الطب البيطري- معاهد البحوث البيطرية.
– جمعيات المجتمع المدني (الجمعيات الغير حكومية NGOS)، وزارة الاعلام.
جاء هذا فى المؤتمر البيطرى المجتمعى الثالث (معا ضد السعار)
و الذي أقيمً بالقاعة الكبرى لاتحاد المهن الطبية (دار الحكمة)
وبحضور كلا من:
الرئيس الشرفى للمؤتمر د.خالد سليم (نقيب عام أطباء بيطريين مصر)
ورئيسا المؤتمر:
أ.د. عبد الحكيم محمود رئيس الهيئة العامه للخدمات البيطرية أ.د. ممتاز شاهين مدير معهد بحوث الصحة الحيواني
أ.د. محمد غانم أمين عام المؤتمر.
عميد كلية الطب البيطري جامعة بنها، مقرر عام المؤتمر، د. حسين رفاعي.
مدير عام الادارة العامة للرعاية و العلاج، منظم عام المؤتمر، وعضو مجلس إدارة جمعية حماية البيئة والحيوان، د. محمد توفيق.
من خلال كلمات السادة السابقين وكلمات ا.د منى محرز نائب وزير الزراعة السابق وا.د محمد الجارحي نائب وزير الزراعة الاسبق وا.د حسن عيدراوس الخبير بمنظمة Oie ومحاضرات كلا من ا.د. عادل عبد العظيم استاذ الامراض المعدية بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة وا. د سمير ادريس استاذ البحوث بمعهد بحوث الامصال و اللقاحات.
لذا أوصى المشاركون بالمؤتمر بالتالي:
• يجب التنسيق والتعاون الكامل بين كافة الوزارات المعنية لرفع الوعي الجمعي للمجتمع بمدي خطورة مرض السعار القاتل. لذلك يجب وضع استراتيجية موسعة تشمل كافة اساليب وادوات الاعلام و السوشيال ميديا مع محاولة توفير الدعم المالي اللازم لهذه الخطة و التي تشمل:
وعمل ندوات إرشادية وتعليمية لكافة الزملاء الاطباء باتحاد المهن (البيطرين والبشريين والصيادلة واطباء الاسنان) بالنقابات العامة والفرعية والمراكز العلمية للتوعية باساليب امكانية التعرض للمرض وطرق الوقاية وتطيبق السلامة المهنية والامان الحيوي.
ايضا. عمل ندوات إرشادية لكافة العاملين والمتعاملين مع الحيوانات ومنتجاتها وخاصة الجزارين ومربي الكلاب والمتعاملين مع مخلفات المجازر والعيادات البيطرية.
3. عمل ندوات إرشادية بكافة المدارس خاصة الابتدائي والاعدادي مع التوعية بكيفية التعامل مع الكلاب الضالة لمحاولة تقليل اعداد الاصابات في السن الصغيرة.
كذلك عمل لقاءات تلفزيوينة واذاعية وبالنوادي للتوعية بكيفية التعامل مع الكلاب وايضاً كيفية التعامل في حالات التعرض للعقر.
كما يجب اصدار وتوزيع الملصقات المعتمدة الخاصة بالتوعية ونشرها في كافة المدارس والاسواق والمركز التجارية وخلافة.
واعداد بعض البرامج الاعلامية ذات الطبيعة الارشادية التي تساهم بشدة في زيادة الوعي مثل تلك الحملة التي ساهمت في القضاء علي البلهارسيا وخلافة.
• ضرورة العمل علي التنسيق بين الجهات المختصة داخل كافة الوزارات المعنية لمحاولة الوصول الي قاعدة سليمة من البيانات في كل ما يخص مرض السعار في الانسان والحيوان. علي سبيل المثال:
– تعداد الكلاب المملوكة المرخصة والغير مرخصة واماكن تواجدها.
– تعداد السكان والتوزيع الجغرافي لها مما يوضح الكثافات السكانية.
– قياس التوازن البيئي بين تعداد الكلاب والانسان.
– تعداد حالات الانسان التي تتعرض للعقر (خاصة من الكلاب) والتوزيع الجغرافي لها.
– تعداد حالات الانسان التي تظهر عليها اعراض المرض.
– عدد جرعات اللقاح والامصال عالية العيارية والجلوبيولونات النقية التي يتم استيرادها سنوياً للاستخدام البشري مع ذكر التكلفة المالية.
– عدد جرعات اللقاح والامصال عالية العيارية التي تستخدم في تحصين الكلاب وقياس نسبتها لعدد الكلاب عامة.
• تفعيل وإعادة تشكيل لجنة عليا لمكافحة مرض السعار (مستقلة عن لجنة مكافحة الامراض المشتركة) من الوزارات المعنية والمجتمع المدني والنقابات المهنية والجامعات والمعاهد البحثية. بالتالي يتم العمل علي تحويل مبادرة “معاً ضد السعار” الي مشروع قومي.
• التنسيق بين هذه اللجنة العليا والجهات العالمية ((WHO &OIE &FAO &GARC لوضع الخطط الاستراتيجية المناسبة لتنفيذ فكرة التخلص من حالات السعار في الانسان التي مصدرها الكلاب بحلول عام 2030م.
• توجية وزارة التنمية المحلية لتكليف المختصين بالعمل علي التخلص نهائياً من ظاهرة القمامة ومخلفات المجازر والاسواق التي تساهم بشكل كبير جداً في زيادة اعداد الحيوانات الضالة (كلاب و قطط و فئران….). مع العمل علي تحويل كافة صناديق القمامة الي النظام المغلق.
• توجية وزارة التنمية المحلية والداخلية للعمل علي توفير العمالة اللازمة لمكافحة الحيوانات الضالة وتدريبها علي الطرق الحديثة المقترحة. مع توفير عدد مناسب من السيارات الخاصة بهذا العمل.
• توجية وزارة التنمية المحلية لتشريع قرار بفرض غرامة مالية عالية علي من يخالف قانون رقم 3 لسنة 1966م ولائحته التنفيذية بالقرار الوزاري رقم 35 لسنة 1967م. مع وضع الية لأضافة رسوم رمزية علي مستلزمات الحيوانات المنزلية (خاصة المستوردة) لتجميع هذه الموارد والانفاق منها علي انشاء مراكز ايواء (شلاتر). حيث يتم تجميع الكلاب الضالة ويتم تطعيمها وتعقيمها جراحياً والتخلص الرحيم الآمن من الكلاب العقورة والمريضة وذات السلوك العدائي تحت اشراف الهيئة العامة للخدمات البيطرية.
• توجية الهيئة العامة للخدمات البيطرية لمنع استيراد أنواع الحيوانات الاليفة الشرسة الا للجهات السيادية.
• توجية الهيئة العامة للخدمات البيطرية لضرورة تشديد الرقابة علي محلات بيع حيوانات وطيور الزينة حيث انها تعرض حيوانات وطيور برية وحيوانات منزلية بأن تكون محصنة ومرخصة ومسموح بتداولها.
• العمل علي زيادة عدد الكلاب المحصنة والمرخصة والتي تصل حالياً لعدد قليل جداً بالنسبة للعدد الاجمالي (حوالي 50000 كلب محصن مرخص من حوالي 30 مليون اجمالي الكلاب المملوكة والضالة!!!!) وذلك بالتعاون والتنسيق مع السلطة البيطرية والعيادات الخاصة.
• توجية المحافظات ذات الظهير الصحراوي (ذات المعدلات العالية من الاصابة) والادارات البيطرية بها بالعمل علي تحصين حيوانات المزرعة والخيول خاصة عالية القيمة بالاضافة للكلاب والقطط.
والعمل علي توفير التمويل اللازم للعمل علي اقامة معسكرات التحصين الجماعي مع إجراء عمليات التعقيم الجراحي والترقيم بالطرق المناسبة والمتابعة الدورية. ودراسة أثر هذه الاجراءات علي اعداد حالات التعرض للعقر في المستشفيات وذلك بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني العاملة في ذلك المجال.
ايضا يجب توجية معهد بحوث الامصال واللقاحات البيطرية لأنتاج لقاح السعار الفموي الآمن والذي لا يحتوي علي فيروس السعار مع اعتماد المخصصات المالية لذلك. ثم يتم نشرة بالطرق المناسبة في الظهير الصحراوي للمحافظات والمدن والأحياء للسيطرة علي المرض في الحيوانات البرية والضالة التي تمثل مصدر خطير لنقل المرض والمحافظة علي الفيروس بداخلها.
ومناشدة مجلس النواب للأنتهاء من إصدار قانون الطب البيطري وقانون حماية حقوق الحيوان ليساعد في تنظيم قوانين العمل في هذا المجال.
كما أوصي المنظمون والقائمون والمشاركون بالمؤتمر علي ضرورة أقامة هذا المؤتمر سنوياً تماشياً مع الخطة العالمية للقضاء علي مرض السعار من الكلاب بحلول عام 2030م وأن يكون مدة أطول (2-3 يوم) مدعوما بالأبحاث العلمية وورش العمل ومناقشة ما تم عملة خلال العام.