كتبت-سامية الفقى
عقدت نقابة المحامين، اليوم الثلاثاء، جلسة حلف القانونية للمحامين الجدد، لمحامي نقابات؛ شمال وجنوب القاهرة، شرق وغرب الإسكندرية، مرسى مطروح، كفر الشيخ، طنطا، المحلة الكبرى، المنوفية، دمياط، بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، شمال وجنوب سيناء، شمال وجنوب الدقهلية، شمال وجنوب الشرقية، شمال وجنوب البحيرة، برئاسة نقيب المحامين الأستاذ رجائي عطية، وحضور أعضاء المجلس، حسين الجمال، يحيى التوني، أبو بكر ضوة، أسامة سالمان، محمد كركاب، ومحمد نجيب.
واستهل نقيب المحامين كلمته قائلا: «مجتمعين لحلف اليمين القانونية التي لا يصح القيد بالمحاماة إلا بعد القسم به، والقرآن الكريم أوصانا ألا نجعل الله عرضة لأيماننا، لذلك حينما يقرر حلف اليمين باسم الله العظيم، معنى ذلك أننا مقدمون على شيء جلل، ولا أحب أن نردد اليمين مجرد ترديد باللسان، ولكن يجب أن يكون هذا مستقرا وخالدا في العقول والألباب والقلوب؛ ونعي ونحن نقسم معنى كل كلمة في هذا القسم».
وأضاف «عطية»: «أول ما تسمعوه وترددوه هو ممارسة أعمال المحاماة بالشرف؛ الشرف في الخلق، والسلوك، ولا يمكن أن يستقيم الخلق إلا إذا عماده الشرف، ونستطيع أن نعرف الشرف باختصار فيما يتصل برسالة المحاماة، بأنه الفروسية، فالمحامي لا يرتكب الصغيرة، ويجب أن يحترم نفسه، واحترام النفس ليس كلمة تقال، بل ينبع عن قيم ومضمون حقيقي، ولن يكون لأحد منا كرامة إلا إذا اهتم بمضمونه، من خلال العلم بالقانون وشتى المعارف الإنسانية، لأن القانون لا يصل إلى أسماع المتلقين قضاة كانوا أو جهات تحقيق؛ إلا إذا كان مغموسا بالفكر والمعرفة والثقافة».
وذكر: «من التاريخ نستنبط دروسا عظيما عن الشرف، ففي موقعة صفين انقسم المسلمون بين الإمام علي المبايع بيعة صحيحة، ومعاوية ابن أبي سفيان الذي تطلع إلى الخلافة بغير وجه حق، وإذ بالفارس الشريف صاحب الحق يخرج من بين الصفوف وينادي على معاوية: حقنا لدماء المسلمين، الأمر بيني وبينك، فدع السجال بيننا، ومعاوية كان يعلم أن ما أحد صارع عليا إلا صرعه، فشاور عمرو بن العاص، فالداهية قال: لقد أنصفك الرجل، وأدرك أن عمرو يريد التخلص منه وهو من يتلوه في المعسكر، فقال: أخرج أنت فصارعه، وخرج ليبارز عليا ومن الجولة الأولى صرعه الإمام، ووقع من فرسه وانكشفت سوءته، ولم يكن أمام الإمام علي تحقيقا للنصر إلا أن يضرب الضربة الأخيرة وينتهي الأمر، ولكن الفارس الشريف الذي كرم الله وجهه، وقد انكشفت سوئه الرجل انصرف عنه».
وأشار نقيب المحامين: «سنتعرض في أداءنا للمحاماة لانتصارات وإخفاقات، لا يجوز أن نختال عند الانتصار، ولا يجوز أن نتضاعف عند الفشل، فالصبر خلق من أخلاق الإيمان، وأخلاق الإيمان شرف، فإذ أنت منتصرا عليك أن تسلك سلوك الشريف، وإذ أنت مخفقا يتعين عليك أيضا أن تسلك سلوك الشريف الصامد الصابر، ونتحدث كثيرا تقاليد المحاماة، وهذه التقاليد عهدة لدى كل واحد وواحدة منا، هو المسئول عنها بينه وبين نفسه أولاً، لأن كل واحد منا يستطيع أن يتخفى بعيوبه ونقائصه عن عيون الناس، لكن ليس بمستطاع أحد أن يتخفى عيوبه عن الله ونفسه لأنه أدرى بها».
وتابع: «يقول عباس محمود العقاد: أحرص على احترامي لنفسي قبل أن أحرص على احترام الناس لي؛ تأملوا فيها بمعناها بوضوح أن احترام النفس لا يمكن أن يكون كذوبا أو خداعا فصاحب النفس أدرى بها، كما يقول العقاد أيضا: إذا أحبك الناس فلا تفخر، وإذا كرهك الناس فلا تحزن، بعض الكراهات خير لك من بعض المحبات، من يكرهك لأنك على الحق هذه شهادة لك، من أجل هذا كان المتنبي يقول: إذا جئتك مذمتي من ناقص فهي شهادة لي بأني أعظم».
وأختتم كلمته قائلا: «أنت تقف في ساحة القضاء لتدافع عمن وضع مصيره بين يديك، تكرس كل ما للديك دفاعا عمن التجأ إليك، وألا يحجبك عن هذا ولا يردك عنه أي مصلحة ولو شخصية، فقد عرفت المحاماة على مدار 61 عاماً، وكم تلقيت من طعنات، ومن حروب سببها أنني قمت بأداء الأمانة بالشرف والذمة، ولم أحسبها أي حساب شخصي، وكما يقول المسيح عليه السلام: لم تربح شيء إذا كسبت كل الناس وخسرت نفسك».