كتبت-سامية الفقى
عقدت نقابة المحامين، جلسة حلف اليمين القانونية للمحامين الجدد، لنقابات القاهرة الكبرى، اليوم الأربعاء، بقاعة المؤتمرات باتحاد عمال مصر.
ترأس الجلسة نقيب المحامين الأستاذ رجائي عطية، بحضور أعضاء مجلس النقابة العامة، حسين الجمال، وأبو بكر ضوة، ومحمود الداخلي، ويحيى التوني، ومحمد كركاب، ومحمد الكسار، وفاطمة الزهراء غنيم، وعبد الحفيظ الروبي، ومحمد نجيب.
واستهل النقيب العام حديثه لشباب المحامين قائلا: «إذا كان هناك أمل في أن تعود المحاماة إلى عهدها، فهذا الأمل فيكم أنتم أصحاب القلوب الخضراء والصفحات النقية التي لم تتلوث بعد، وأنا في عمري الـ82 أقاتل لكي نعود إلى المحاماة، فأذهب إلى مكتبي في التاسعة صباحا، ولا أغادر إلا في الخامسة مساءً، وأفتح بابي للقاء المحامين والمحاميات أيام الأحد والثلاثاء والخميس، لأسمع منهم مطالبهم وأحاورهم”.
وأعلن نقيب المحامين، أنه سيعلن الأسبوع القادم أو الذي يليه أسبوعاً للشباب، يشترك فيه الجميع للتحاور معاً في ملفات غاية في الأهمية منها، ملف التمرين، الذي يبدو كأنه حقل ألغام، قائلاً: “لم نستطع حتى الآن أن نجد صيغة للتعامل بين المحامي والمتدربين لديه، لحفظ حقوق الطرفين، كما أن هناك مكاتب تضيق بقبول محامين للتدريب، ومكاتب لا تعطي المكافأة اللائقة للمحامي، وكذلك الخبرة والتدريب الصحيح، وللأسف البعض يستغل الشباب في المشاوير”، مضيفا: “يجب أن نصل لصيغة تضمن حسن إعطاء الفرصة للأجيال لتنمو نموا صحيحا”.
وعن الملف الثاني، أوضح: «دعم الكتاب للمحامي الشاب، فالكتب بلغ ثمن بعضها 1000 جنيه، ويعز على المحامي الكبير أن يشتريها، فما بالنا بالشباب وهم في بداية طريقهم، وأنا لا أتحدث عن الكتب التي تملأ الأرصفة فهي عالة على القانون وأصحابها عالة على الأستاذية، فجيلنا تعلم وقرأ على يد فطاحل القانون، والتي لا تزال مؤلفاتهم متداولة حتى الآن لما حملته من قيمة علمية كبيرة»، مؤكدا أن الكتاب يجب أن تسهم فيه النقابة وتوفره للمحامي والمحامية.
وعن الملف الثالث، قال نقيب المحامين، إن النقابة يجب أن تعيد إحياء المكتبات في المحاكم الابتدائية والجزئية، فعندما بدأت عملي بالمحاماة كنا نطلع على كتب فطاحل القانون في محكمة تلا الجزئية، ولكن البعض استغل الإعارة الخارجية في أخذ الكتاب وعدم رده مما أدى إلى تآكل المكتبات وتكاد تكون تنعدم الآن، متابعا: «ستكون من خلال المكاتب القانونية للمحامين الذين لقوا ربهم، إضافة إلى شراء الكتب بواسطة النقابة، لتغذي بها المحاكم الابتدائية والجزئية».
كما أعلن «عطية»، أنه يعكف مع زميله بالمجلس الأستاذ عبد الحفيظ الروبي، على دعم مكتبة النقابة، حتى تكون بغية للجميع، وتليق بالنقابة ولاسيما بعد الانتقال للمبنى الجديد، وليمكن المحامي من الاطلاع على ما بها من كتب وتصوير ما يريد.
وعن الملف الرابع الخاص بالرياضة، صرح: «العقل السليم في الجسم السليم، وممارسة الرياضة أسلوب حياة، محروم منه كثيرين لعدم تمكنهم من الاشتراك في الأندية وخاصة في ظل الأسعار الفلكية لها الآن، والنقابة أسست نادي كرة قدم يعمل لحسب شخص واحد لدعاية له، ونادي المحامين ليس لكرة القدم وفقط، فأنا مارست رياضات عدة»، مستطردا: «كل تلك الملفات وغيرها يجب أن نتناقش حولها».
وفي سياق متصل، ذكّر نقيب المحامين، أنه تحدث في الجلسات السابقة لحلف اليمين عن مدى أهمية الأمانة في العمل وحفظ سر وحقوق الموكل وغيرها، مردفا: “أبنائي طلاب التعليم المفتوح الذين يتقدمون بأوراق قيدهم، اكتشفنا تقدم عدد منهم بشهادات ثانوية عامة مزورة وهو ما يضر بمستقبلهم».
وأشار «عطية»، عندما يتم تقديم طلب الالتحاق بالنقابة العامة، والتأكد من أن شهادة الثانوية سابقة عن الالتحاق بالكلية، واستيفاء كافة الأوراق، أقوم بالتأشير عليها بالقبول والقيد بالجدول العام، ثم تذهب الطلبات لإدارة القيد بنادي المحامين النهري في المعادي، ونستوثق من شهادات الثانوية من إدارة الامتحانات للتأكد من صحتها، منبها أن مثل تلك الحالات تبلغ النقابة بها النيابة العامة للتزوير في محرر رسمي وهي جناية عقوبتها السجن لصاحبها بلا شك.
وشدد: «المحامي كالطائر، يحلق خارج السرب، وذلك بالعلم والمعرفة، فهو مطالب أن يخاطب محكمة ربما تكون أكبر منه وأوسع خبرة، ويريد إقناعها ولن يكون ذلك إلا بالعلم والمعرفة، والعلم في كلية يدلنا كيف نبحث في العلوم القانونية ولكن يجب التوسع في البحث كي يكون لدينا إلمام كامل، فأنا لدي مكتبة زادت عن السبعين ألف كتاب، وألجأ أحيانا للاطلاع على كتب من مكتبة النقابة، والمعرفة ليست قانونية فقط، بل في المنطق والفلسفة واللغات والدينيات والطب الشرعي، وغيرهم».
وأكمل النقيب العام، أن السبيل الوحيد لتقدم المحامي أن يكون مدفوعا بالشوق إلى المعرفة، واتساع معلوماته ومعارفه كي يكون قادرا على دعم دفاعه بالحجج، مضيفا: «يجب على النقابات الفرعية أن تشتري نسخ من الجرائد اليومية وتوفرها داخل مقرات النقابة لأعضائها لتمكنهم من الاطلاع عليها ومعرفة ما يجري في مصر والوطن العربي والعالم أجمع، ثم يتم أرشفتها بنهاية اليوم».
وقال “عطية” للشباب: “اليوم يوم سابق في حياتكم، تخرجون به من عالم التنقل والتمتع بالدعم والمساندة إلى عالم المسئولية، فتصيرون به مسئولون ليس فقط عن أنفسكم، أو أهلكم، بل عن أناس لجأوا إليكم من الأخطار، والمظالم، والحقوق الذين يسعون إليها، وهذه مسئولية شديدة الثقل، ذكرها القرآن الكريم عندما تحدث عن الأمانة.
وتابع:”ستبدأ في حياتكم مرحلة جديدة بالغة الأهمية إلى آخر العمر، كل محام ومحامية حمال لهموم الناس، ومطالب بأن يحفظ الحقوق لأصحابها، ويردها إليهم إذا سلبت منهم”.
وأعرب نقيب المحامين عن حرصه على وصف المحاماة بالرسالة في أثناء حديثه عنها، مشبها رسالتها برسالة الأنبياء، مشيرا إلى أن المحاماة علم ومعرفة وثقافة، تمد المحامي والمحامية