خلال مؤتمر الجمعية العالمية لطب أورام الأطفال بفرنسا: “محمد صدقي” يعرض دراسة عن سرطان “كثرة المنسجات” في 57357 على عينات خلال حقبة زمنية 10 سنوات

[mks_highlight color=”#f4f482″]كتبت-سامية الفقى[/mks_highlight]

وعرض أ.د. محمد صدقي، استشاري أورام الأطفال بمستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، ورقة بحثية عن “مرض خلايا كثرة المنسجات لانجرهانز الرئوي في الأطفال “نوع من أنواع كريات الدم البيضاء الأكولة” .. هل تؤثر شدة الأعراض علي النتائج؟”، وذلك خلال المؤتمر الدولي للجمعية العالمية لطب أورام الأطفال بفرنسا، وذلك بصفته الباحث الرئيسي لهذه الدراسة.

وقال: شارك معي في إعداد تلك الدراسة عدد من كبار الأساتذة الاستشاريين بمستشفى 57357، وهم د. علاء الحداد استشاري أورام الأطفال، ود. سهام جوهر، استشاري أورام الأطفال، ود. إيمان زكي استشاري أشعة تشخيصية، ود. هالة طه استشاري باثولوجي، ود. أميمة حسانين مشارك بحث علمي.

وهذه الدراسة تحليلية إستعادية أجريت على 42 مريضاً، لحالات مرض خلايا كثرة المنسجات “لانجرهانزالرئوي” في الأطفال، للمرضي الذين تم علاجهم في مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، في حقبة زمنية 10 سنوات ونصف، وتحديدا في الفترة بين يوليو 2007 و ديسمبر 2017.

وقال د. محمد صدقي، إن مرض خلايا كثرة المنسجات “لانجرهانز” الرئوي في الأطفال، يعتمد علي التشخيص الإكلينيكي والتصوير بأشعة X، والأشعة الدقيقة المقطعيه للصدر، ويتميز بدرجات متفاوتة من الأعراض الإكلينيكية والأشعة التشخيصية التي يعتمد عليها الطبيب في تقييمه وعلاجه.

وفي السابق كانت الإصابة الرئوية، تعد من الأعضاء الحرجة لكنه تبين اعتبارا من 2012، أن ذلك يرجع إلي إصابة أعضاء حرجة أخري مصاحبة، ولكن ليس للرئتين بشكل خاص، وحيث أن لأعراض إصابة الرئتين أشكال متنوعة بالأشعة المقطعية ذات القطع الدقيق، فإنه يفترض تأثير ذلك علي سير المرض ونتائجه.

وقال أن الهدف من هذه الدراسة، هو عرض الوصف الإكلينيكي والتشخيصي الإشعاعي، للوصول إلى ما إذا كانت الدرجات المتفاوتة للإصابة لها تأثير علي نسب الشفاء من عدمه، فتم جمع ومراجعة البيانات السريرية للمرضى محل الدراسة، وكذلك جميع نتائج التصوير بأشعة X والأشعة الدقيقة المقطعية للصدر، من قبل متخصصين في الأشعة التشخيصية بالمستشفي, وإجراء التشخيص النهائي بناءً على العرض السريري للمتلازمة ونتيجة التصويرالإشعاعي التشخيصي.

ومن الفحص تبين أن الذكور يمثلون 57٪, وتراوحت أعمارهم بين 1.5 سنة و 16 عاما، وفيما يتعلق بنتائج التصوير بالأشعة المقطعية كانت الإصابة منتشرة بالرئة في 70%، وكانت شرسة في 58%، وفي الرئتين في 62%، وكانت الأعراض الإكلينيكية في 23%.

واستطرد د. محمد صدقي، وأثرت تلك العوامل علي نسب الشفاء، حيث كانت أقل فيمن أظهروا أعراضا إكلينيكية، وأظهروا انتشارا أوسع وشراسة في الإصابة، وكانت النتائج ذات دلالة إحصائية.

كما أظهرت الدراسة، أن دخول الإصابة الرئوية كعامل، قد قلل نسبة الشفاء بقدر طفيف، وحيث أن وجود الإصابة الرئوية وشدتها وأن تلك النتائج كانت في العموم ذات دلالة إحصائية، فإنه يشار علي الأقل إلى وضع تلك المجموعة في الاعتبار لخط علاجي منقذ وسريع.

وقال أ.د. محمد صدقي، أن هذا البحث يشير إلى نقاط مبهمة في تاريخ الطب، ويلقي بالضوء عليها بالوصف والتفنيد والتحليل، ويقترح حلولا لعلاجها، مما سيكون له أثر فعال في شفاء تلك الحالات.

مؤكدا على أن مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، بما تقدمه من خدمة طبية متميزة بالمواصفات العالمية للطفل مريض السرطان، فهي قبلة للمرضي المصريين من مختلف ربوع القطر المصري، وكذلك من جميع أنحاء العالم، وذلك يوفر خبرات مختلفة ومتطورة لإجراء أبحاث إكلينيكية يعتد بها، وتوثق نتائجها لخدمة الإنسانية جمعاء.

وقال أن مشاركة 57 في مؤتمر الجمعية الدولية لأورام الأطفال بفعالية شديدة، من خلال الأبحاث المنشورة من حيث الكم والكيف، لهو خير دليل علي المستوي العالمي الذي وصلت إليه المستشفي، فهي تستطيع الأن أن تضيف إلى تاريخ الطب، بما يجعل المجتمع العلمي الدولي ينظر إليها بثقة واحترام.

يذكر أن مرض كثرة المنسجات لخلايا “لانجر هانز”، هو مرض نادر عبارة عن انتشار لخلايا لانغر هانز وتكاثرها بأعداد كبيرة وغير طبيعية، وتتكون في نخاع العظم، وتهاجر بعدها للجلد، وقادرة أيضا على الهجرة من الجلد إلى العقد الليمفاوية، وهي جزء من مجموعة من المتلازمات السريرية المسماة كثرة المنسجات، وهي “نوع من أنواع كريات الدم البيضاء الأكولة”، وهذه الأمراض لها صلة بالأشكال الأخرى للتكاثر غير الطبيعي لكريات الدم البيضاء مثل اللوكيميا والليمفوما.

وهذا المرض الرئوي لا يصيب تقريبا إلا مدخني السجائر، ومرتبط بأمراض الرئة الخلالية، وبعض المرضى يتعافون تماما بعد توقفهم عن التدخين، والبعض الآخر قد يتطور لديهم إلى مضاعفات مثل التليف الرئوي وارتفاع ضغط الدم الرئوي، ويؤثر عادة على الأطفال في السن الذي يتراوح بين 1 و 15 سنة، مع وجود نسبة الذروة ما بين 5 و 10 سنوات من العمر، وانتشار المرض في الذكور أعلى من الإناث، وعادة هو غير وراثي.

ومن أعراضه، حدوث استجابات مناعية غير متخصصة مثل الحمى والخمول ونقص الوزن، وورم في العظم، وغالبا على عظام الجمجمة، يليها العظام الطويلة في الأطراف العلوية، والعظام المسطحة، وعادة لا تتأثر العظام في الجزء السفلي من الجسم، والأضرار التي تصيب العظم قد تؤدي إلى الكسور المرضية، كما يؤثر سلبا على الجلد، من خلال الطفح الجلدي، وعلى نخاع العظم، والعقد اللمفاوية حيث تضخم الكبد في 20٪، الطحال في 30٪ والغدد الليمفاوية في 50٪ من حالات كثرة المنسجات، والغدد الصماء، والرئة، وأعراض قليلة الانتشار بين المرضى في الجهاز الهضمي، والجهاز العصبي المركزي، وفي تجويف الفم.