كتب – عاطف عبد الستار
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن “العمل قيمته عظيمة جدا جدا، وكل الدول الكبيرة التي نسمع عنها ونراها لم تقم بقيادة ونظام فقط وإنما بأيدي الشعب”، مضيفا أن احتفالية عيد العمال اليوم تشمل كل من يعمل أيًا كانت وظيفته.
وأضاف السيسي، خلال كلمته في احتفال عيد العمال أن “مصر قامت بشعبها، ولكن لكي يتم عمل حضارة حقيقية يجب العمل بجد وإتقان معا”، متابعا أن المثابرة على العمل هي التي ستحقق ما يتمناه الشعب المصري.
وأشار الرئيس إلى أن مصر عانت خلال السنوات الماضية من تحديات جثيمة ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية، مضيفا أن الجميع كان يدرك أنه لا سبيل للتغلب على التحديات سوى بالعمل الجاد والمستمر، مؤكدا أن الأمم لا تبنى إلا بمجهودات أبناءها المخلصين، وليس بالأماني والشعارات، موضحا أنه لولا برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل؛ لظلت مشاكل الاقتصاد المصري المزمنة والتي تراكمت عبر سنوات وعقود طويلة دون حلول حقيقية.
وتابع أن الدولة عملت على حل المشاكل الاقتصادية من خلال إجراءات علمية شاملة حتى ولو كانت قاسية، وبدأت بشائر الإصلاح الاقتصادي تنعكس بالأرقام على تحقيق معدلات إيجابية للنمو، كما تكلل التوجه الإصلاحي للدولة بتدشين عقد اجتماعي جديد.
ووجه الرئيس، الشكر والتقدير لعمال مصر على الجهد المبذول خلال الفترة الماضية من أجل التقدم بمصر، قائلا إنه لا يوجد أدق من العمل للتعرف على معدن الإنسان الذي تُقدر قيمته بما يؤديه من خدمة وعمل لأمته؛ كركيزة أساسية لبناء المجتمع، مبينا أن جميع الحضارات الإنسانية قامت بسواعد العمال.
ولفت إلى أن حرص الدولة على الاحتفال سنويا بعيد العمال يجسد في جوهره احترامها العميق لما يقدمه العمال من إسهام في شتى ميادين الإنتاج؛ ويؤكد دورهم الوطني المهم والرئيسي في دفع مسيرة البناء والتطوير، مؤكدا أن العامل المصري هو المحور الحقيقي للتنمية وتعزيز مسيرة الاقتصاد الوطني، لافتا إلى أن الوطن يتطلع دائما لثمرة جهد العامل المصري.
وواصل أن المصريين ضربوا المثل عبر العصور في إعلاء قيمة العمل في شتى المجالات من منطلق حرصهم على بناء وطنهم، وباتت الإنجازات المتلاحقة والمشروعات العملاقة التي تحققت في مصر على مدار السنوات الأخيرة، لاسيما في مجالات البنية الأساسية والتجمعات العمرانية الجديدة والطاقة والمجالات أكبر دليل على ذلك.
وأردف أنه يسعى دائما أن يكون صادقا مع الشعب في جميع الإجراءات الإصلاحية المتخذة، موضحا أن إصلاح قطاع الغزل والنسيج فقط يكلف الدولة أكثر من 20 مليار جنيه، مردفا أن مستلزمات الإنتاج المستوردة تكلف مليارات الدولارات، وهو أمر لا يصح نهائيا، ويجب تصنيعها داخل مصر.
واستكمل أن الإصلاحات تتم أيضا في كثير من القطاعات، مؤكدا أن كل فرد داخل أي قطاع هو مسؤول عن نجاح مصنعه، متابعا: “نجاح المصانع ينجح مصر ويغني مصر وتستغنى مصر بدراعها”، موجها كلمة لعمال مصر: “ساعدونا في المرحلة القادمة بتفهمكم للإجراءات التي سنقوم بها خلال الفترة الجاية، مفيش إنسان هيضيع، بس عاوزين نبذل أقصى طاقة”.
وأكد الرئيس السيسي أن ما جرى خلال السنوات الماضية كان بجهود المصريين ووعيهم، مؤكدًا أنه يجب أن يستمر الوعي، حتى يُنقل للأبناء والأحفاد أن السلام والأمن والاستقرار هي سبيل التقدم والتنمية لأي دولة في العالم، وذلك لأن التحدي ما زال قائما ومستمرا، مضيفا: “مصر مكملة بيكم كلكوا، احفظّوا الكلام ده لأبنائكم وأحفادكم، مفيش حد مُخلد في مكانه غير البلد وأهلها، فلازم نحافظ على سلامتها”.
وتابع السيسي: ” المصريين صنعوا منذ أيام ملحمة وطنية جديدة سيظل يتذكرها تاريخ مصر المعاصر بكل فخر واعتزاز، موضحا “لقد أبهرتم العالم كعادتكم بخروجكم بالملايين للمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، أنتم جبرتم خاطري، مهما قال الإعلام برا، اللي عملتوه ده كان الرد الباهر، انتم جبرتوا خاطري وخاطر مصر”.
وشدد الرئيس السيسي على أن نزول المواطنين ومشاركتهم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية؛ أسكت الكثير من الألسنة خارج مصر، وهو ما أسعده كثيرا، لأنه أثبت جدارة وإرادة الشعب المصري في تحديد مصيره، متابعا: “نزول المصريين في أي انتخابات كفيل بتحقيق ما يريده الشعب”، مشيرا إلى أن نزول المواطنين للاستفتاء يفرض إرادة الشعب المصري”.
واستطرد أن ما تحقق خلال الفترة الماضية هو خطوة من ألف؛ مشددا على أنه يجب الاستمرار في العمل وبذل الكثير من الجهد والتعمير للاستمرار في التقدم، متابعًا “بينا مصر هتبقى حاجة تانية في وقت مش كتير أوي”.
وشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي احتفالية مصر بعيد العمال التي نظمها الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، اليوم؛ بمحافظة الإسكندرية؛ كرم خلالها 10 من قدامى النقابيين ممن أثروا العمل النقابي بفكرهم وعملهم لخدمة العمال بمنحهم وسام العمل من الطبقة الأولى، فضلًا عن اثنين من العاملين المحالين على المعاش بوزارة القوى العاملة، نظرًا لإسهامهما في مسيرة العمل والعطاء والتلاحم مع العمال وأصحاب الأعمال في خلق بيئة لاستقرار علاقات العمل طوال شغلهما لوظيفتهما.
يُذكر أن آخر احتفال أقيم لعيد العمال في مدينة الإسكندرية كان منذ 42 عامًا، في الأول من مايو عام 1977 ميلاديًا، في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.