نكشف سر هجوم رئيس عمال تركيا على اتحاد وجريدة «العمال»
بالمستندات: حقيقة ادعاءات «يالتشين»
إجماع: الدعوة لاتحاد عمالى إسلامى ستارا لأهداف سياسية
المراغى: المركزي للعمال العرب يرفض الدعوة التركية
الجمل: إنشائه يحدث فرقة عالمية
لواء فؤاد: أهداف تركيا سياسية ولا تلقى قبولا
لواء خلف: مرفوض شكلا وموضوعاً
لواء الجابرى: فكرة الاتحاد تسويق لمشروع استعمارى كبير فى الشرق الأوسط
السفيرة منى عمر: دور تركيا في سوريا والعراق يدفعنا للتشكك فى نواياها
داليا زيادة: دعوة طائفية
تحقيق : أسامة عقبى – ياسر حماد – عفاف عطية
جاء سبق جريدة «العمال» وانفرادها بكشف المخطط التركى لاختراق التنظيمات العمالية الإسلامية والعربية تحديدا على مدار حلقتين صادماً ومثيراً لغضب الاتحاد العام لنقابات موظفي القطاع العام بتركيا مما دفع رئيسه «على يالتشين» للرد على ما فجرته جريدة «العمال» مدعياً أن ما نشرناه على غير الحقيقية نافياً أن يكون لدى النقابات التركية خاصة وتركيا بشكل عام أي توجه لاختراق العمل النقابي العربى أو خطة للهيمنة على المنطقة العربية تحت أي يافطة فى تصريح خاص لوكالة «قدس برس» الفلسطينية ومقرها لندن ..
[divider]
وبدورنا نكشف زيف ما جاء بتصريحات رئيس الاتحاد العام لموظفى القطاع العام بتركيا من خلال التوصيات الصادرة عن اعلان اسطنبول المعتمد من طرف الندوة الدولية حول العمل النقابى فى العالم الإسلامى والمقامة باسطنبول منتصف أكتوبر الماضى، والتى تؤكد ان غرض التنظيم النقابى الذى تمت الدعوة إليه التدخل بشكل أو بآخر فى اعداد القوانين الخاصة بالتنظيمات العمالية فى الدول الأعضاء وهو ما يظهر فى التوصية رقم «2» و التى توصى بالمضى فى تحسين حماية العمال بما فيه ذلك حمايتهم الاجتماعية من خلال القوانين والتنظيمات الدولية ذات الصلة إضافة للتوصية رقم «3» التى تنص بتقوية القدرات المؤسسية للنقابات العمالية وفى عدد من المجالات المتعلقة بالسياسات وهو ما يعنى بما لا يدع مجالا للشك التدخل الصريح فى السياسات العمالية الخاصة بالتنظيمات النقابية وهو ما يتعارض مع ادعاء يالتشين بعدم التدخل لاختراق المنظمات النقابية العمالية وعدم وجود أي بعد سياسى».
وتأتى التوصية رقم «4» الخاصة بتعزيز التعاون فى الحد من البطالة بين الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الاسلامى من خلال زيادة بناء القدرات والتعرف على المهارات والشفافية فى سوق العمل ومعلومات قدرة العمل مما يوضح سعى الجانب التركى للحصول على معلومات تتعلق بأسواق العمل وقدرة العمل وكافة البيانات والمعلومات المتعلقة بالتنظيمات النقابية بالدول الأعضاء.
ولو انتقلنا للتوصية «5» والتى تنص على تصميم وتنفيذ استراتيجات جيدة بما فى ذلك ربط شبكات على المستوى الاقليمى والعالمى والمشاورات وتبادل المعلومات والخبرات والممارسات الجيدة على جميع المستويات مما يؤكد ما سبق نشره بمحاولة التدخل الصريح من قبل تركيا فى كل ما يخص التنظيمات النقابية العربية والاسلامية على كافة المستويات ويدحض ادعاءات رئيس اتحاد عمال تركيا بعدم التدخل و الاستقلالية.
وبالنسبة لما جاء فى تصريح يالتشين ان الهدف من المؤتمر بشكل أساسى الدفاع عن قضيته المركزية الأولى «فلسطين» ومحاربة التطرف والارهاب نؤكد ان تصريحاته بخلاف الحقيقة حيث لم تنص التوصيات فى أى بند من بنودها على القضية الفلسطينية أو الدفاع عنها مما يشير لاستخدامه ورقة فلسطين لجذب التعاطف العربى والإسلامي مع دعوة أنشاء الاتحاد التركى.
وفيما يخص محاربة التطرف والإرهاب نعلم جميعا ان نظام اردوغان أكبر داعم للارهاب فى المنطقة العربية والاسلامية بأيوائه التنظيمات الارهابية والمتطرفة واحتلاله لشمال سوريا والعراق وشراء النفط من داعش خير دليل اضافة لبث قنوات داعمة للتطرف والارهاب من داخل الأراضى التركية.
وجاءت التوصية رقم «7» والتى تنص على تطوير برنامج مشترك يهدف إلى دعم المنظمات النقابية واستراتيجيات التفاوض وكذلك قدراتها المؤسسية على كافة المستويات وهو ما يعنى اختراق التنظيمات النقابية من القاعدة إلى رأس الهرم.
بينما جاءت التوصية رقم «10» والتى تنص على دعوة النقابات للعمل سويا وتكثيف جهودها وتعزيز قدرتها لتحفيز التعاون فى مجالات العمالة والحماية الاجتماعية وكذلك انشاء شبكة معرفية فيما بينها لتكشف مرة أخرى سعى تركيا لتكوين قاعدة بيانات لجميع التنظيمات النقابية الإسلامية وبخاصة العربية تمهيداً لاختراقها والتسلل من خلالها للمجتمعات العربية بهدف تحقيق أحلام «اردوغان» فى عودة مجد السلطنة العثمانية فى دولنا العربية.
وختاماً كشفت التوصية رقم «13» عن سعي تركيا لتحقيق تلك الاهداف الخبيثة من خلال الدعوة لإنشاء اتحاد عمال اسلامى مقره تركيا وهو ما يظهر جلياً من خلال توصيات الندوة السابق ذكرها وان ما سبق ونشرناه على مدار حلقتين لم يكن ادعاءات أو تجنى من قبل جريدة «العمال» على الجانب التركى إنما هى قراءة وتحليل لتلك التوصيات.
وانطلاقا مما سبق نستعرض آراء عدد من القيادات النقابية العمالية والخبراء العسكريين الاستراتيجيين والسياسيين والدبلوماسيين الذين أجمعوا على أن أنشاء هذا الكيان هو ستاراً لأهداف سياسية غير معلنة.
من جانبه أكد النائب البرلمانى جبالى المراغى رئيس لجنة القوى العاملة بالبرلمان رئيس المجلس المركزى للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رئيس اتحاد العمال رفض المجلس المركزى للاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب تلك الدعوة موضحاً ان العمل النقابى يجب ان يكون مجرداً من اية اهداف سياسية أو املاءات خارجية ولصالح خدمة العمال.
وفى سياق متصل أوضح عبد المنعم الجمل نائب رئيس منطقة افريقيا والشرق الأوسط للاتحاد الدولى للأخشاب والبناء ان فكرة تكوين أى اتحاد أو تنظيم ينشأ تحت أيدلوجية أو ديانة لا يعبر عن العمال.
اضاف ان ما تطرحه تركيا من احياء فكرة اتحاد عمال اسلامى يشير لاهداف غير معلنة يمكن ان ندركها من بين السطور وفكرة الاتحاد الاسلامى يعنى انه لن يضم مسيحيين وخاصة ان ما تدعو إليه تركيا يكون فى منطقة بها مذاهب اخرى مما يبرر ويؤدى لعمل اتحاد مسيحى وآخر يهودى وهذا ما يدخلنا فى الشكل الطائفى وهو ما يوضح ان الهدف فى النهاية سياسى واقصاء الآخر بأى شكل من الاشكال وتنتفى معه فكرة الدفاع عن العمال ولا يهتم بالاساس بالزراعة أو الصناعة أو الاقتصاد أو البشر.
تابع الجمل ان ما تفعله تركيا هو محاولة للدعوة للخلافة العثمانية والهدف غير برىء تحت مظلة اتحاد اسلامى ونحن لا نعارض هذا الطرح كونه معارضة لتركيا بدليل ان هذه الفكرة تم طرحها من قبل جمال البنا ومجموعته ولاقت معارضة شديدة حينها أما كيان يهتم بالأساس بالعامل أياً كان والاقتصاد والصناعة وبعيدا عن الاهداف السياسية غير المعلنة سيحظى بقبول ومساندة من جميع الدول وتركيا تستغل هذا الجزء بالاساس سياسيا فهى تلعب على مشاعر المسلمين فى المنطقة فالحديث عن مصالح العمال غير مرتبط بالديانة وموافقتنا عليه تعنى ضمنيا الموافقة على تكوين اتحاد عمال شيوعى وآخر اتحاد عمال سلفى واتحادات اخرى تحت مسميات مختلفة وهذا ما تسعى إليه تركيا والذى بدوره يؤدى إلى فرقة فى العالم وهذا ما يرفضه العالم والنظم السياسية.
اشار نائب رئيس منطقة افريقيا والشرق الأوسط للبناء والأخشاب لا يفوتنى ان اقول ان هذا الطرح تم رفضه فى وقت كان «الدين افيون الشعوب» أما الآن ومع اختلاف الثقافات وفى ظل عالم مفتوح بالمعلومات والآراء واختلاف للوعى أرى ان هذا الطرح سيكون منبوذا من الكل.
أما الاداء الجيد والممارسة الصحيحة ستفرز اشياء كثيرة وستتضح النوايا لدى كل طرف بالتالى ليس هناك ما يدعو للقلق من هذا الطرح والذى فشل سابقا.
ودعا الجمل إلى ضرورة وجود رؤية منهجية توضع من خلال المنظمات النقابية ومنظمة العمل العربية والاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب والاتحادات العمالية فى المنطقة العربية اضافة إلى العمال والمواطنين هذه الاطراف جميعا عليها تحديد الاهداف ووضع الآلية المناسبة لتحقيقها ولابد من مساعدة كل الاجهزة لهذه المنظمات.
من جانبه أكد اللواء الدكتور نبيل فؤاد الخبير الاستراتيجى والعسكرى مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة الاسبق: ان منظمة التعاون الاسلامى لها تاريخ طويل من العمل ولها نظام بعيد عن الهيمنة التركية وان كانت الدعوة من خلالها فالأمر مقبول وان كان بخلاف ذلك فهو مرفوض واننا نرى ان اهداف تركيا سياسية وقد لا تلقي قبولا وكلنا نعلم اننا يجب ان نتوخى الحذر فى التعامل مع أى دعوة تركية نظرا للنوايا غير المعلنة من ورائها.
أوصى فؤاد بمقاطعة الدعوة التركية حتى تسقط تلك الدعوة ولا تلقى صدا.
قالت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية الاسبق وأمين عام المجلس القومى للمرأة: انه من الطبيعى ان تسعى أى دولة نحو استضافة أو تكوين اتحاد وتكون هى دولة المقر لما يعنى ذلك من ثقل ونفوذ اضافة إلى التأثير الايجابى لها ومن حق أى مجموعة ترى مكون مشترك يجمع بينها ان تدعو لتنظيم يضم افراد هذه المجموعة مثال ذلك المجموعة الفرانكوفونية والتى تتمحور حول رابطة تجمع كل الناطقين بالفرنسية وتقوم على اساس تعزيز للثقافة الفرنسية ولكن علينا ان نفرق بين دولة تسعى لانشاء كيان معين وبين ان تكون هذه الدولة معروفة بتوجهاتها واجنداتها الخاصة.
تابعت ان دعوة تركيا لانشاء اتحاد عمالى اسلامى وان كانت دعوة مقبولة من الناحية الواقعية الا انها تصطدم بالسياسات والممارسات التى تنتهجها تركيا والتى تسعى للوقيعة والضرر للأنظمة العربية اضافة إلى مساندتها للتطرف والارهاب وايواء للجماعات الارهابية.
اضافت السفيرة أنه لا يغفل على احد الدور السلبى الذي تلعبه تركيا داخل سوريا والعراق وكرداستان ومع الأكراد مما يجعلنا نشكك فى نواياها وسعيها بتحقيق توجهاتها الخاصة.
واشارت السفيرة منى عمر إلى ان الطرح لإنشاء اتحاد عمالي اسلامى إذا صدر من دولة صديقة غير معادية ومعتدلة ربما لاقى ترحيباً من الجانب المصرى.
اكد اللواء محمود خلف مستشار اكاديمية ناصر العسكرية إلى ان هذا الأمر مرفوض شكلاً وموضوعاً ولا يجوز فتح هذا الموضوع أو طرحه للنقاش من الاساس.
أوضح اللواء سيد الجابرى الخبير الاستراتيجى والعسكرى انه لابد أولاً من وضع قواعد عامة للعمل العام فإن العمل الذى يأخذ الدين ستاراً فانه يعود لدوافع سياسية.. لفت الى ان تأسيس أى كيان نقابى لابد ان يهدف للحفاظ على العمال وليس للعمل السياسى.
اضاف ما تدعو إليه تركيا هو تسويق للمشروع الاستعماري الكبير فى الشرق الأوسط وان ما رأيناه فى الخلط بين الدعوة الدفينة والعمل المهنى هو فكرة خاطئة على البعد الاستراتيجى والغرض هو اعادة حلم الخلافة العثمانية وتمهيداً له من مستويات عدة في محاكاة للفاتيكان وسيطرته الروحية.
اشار الجابرى إلى ان دعوة أردوغان ان تكون تركيا هى محور تلك الخلافة وهذا الفكر ثبت فشله وأى دولة ستساهم فى تلك الفكرة تعد شريكا فى تلك المهزلة وفى ظل التطور التكنولوجى لن تنجح تلك الفكرة والخلافة لن تنجح فى الوصول اليه وما تدعوا اليه كما انها نشأت نتيجة الفتوحات الاسلامية و أدى الصراع على السلطة لوجود ثلاث دول خلافية فى وقت واحد.
أكد الجابرى مجددا اننا نرفض فكرة ربط النقابات العمالية بالسياسة تحت ستار الدعوة الاسلامية.
من جانبها أكدت داليا زيادة رئيس المركز المصرى للدراسات الديمقراطية ان الاساس المبنى عليه الدعوة تعبير طائفى ولا يصح ان تحمل جهة نقابية بهذه الصبغة ولا يصلح ان ينشأ أى كيان بهذه الصبغة الطائفية ويجب ان تهتم النقابات العمالية بتوفير رعاية لاعضائهم وبالتالى لن تكون هناك حاجة لتلك الكيانات.
اضافت اشجع التوسع فى انشاء اتحادات اقليمية فى مواجهة تلك الدعوة.