الحرارة شديدة .. فكيف يمكننا العمل؟!

ترجمة | محمد جادو – المصدر | منظمة العمل الدولية

دعت منظمة العمل الدولية البروفيسور تورد كييلستروم لتسليط الضوء على آثار ارتفاع الحرارة بسبب تغير المناخ على المخاطر الصحية المهنية وإنتاجية العمال.

ففى الاونة الاخيرة يعيش 4 مليار نسمة فى مناطق الحزام الاستوائى وشبه الاستوائى والذين سيعانون مستقبليا من الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، وعلى وجه الخصوص، العاملين فى قطاعات الزراعة والبناء والتعدين وتكرير البترول، وهم الاكثر تعرضا لمخاطر ارتفاع الحرارة. وفى الواقع، العمال الاكثر تضررا هم الباحثين عن عمل متواصل وباجور عالية، والذين يعملون فى مصانع للصناعات التحويلية والتى لا يتوفر لديها نظام جيد للتبريد، اضافة الى المهاجرين ممن يتعرضون لظروف وشروط عمل سيئة وغير رسمية، الى جانب ذلك فان اثار ارتفاع الحرارة يكون اكثر شدة فى المناطق الحضرية مقارنة بمثيلتها فى المناطق الريفية.

تلك الاثار السلبية لم تظهر فقط فى البلدان النامية، ففى عام 2003 شهدت فرنسا زيادة فى معدلات الوفيات نظرا لوفاة ما يقرب من 14000 عامل من فئات عمرية مختلفة نظرا لتعرض البلاد لموجة شديدة الحرارة.

الاجهاد الحرارى يزيد من خطر تعرض العمال للجفاف بشكل يومى، وتعرضهم للمواد الكيماوية السامة الناتجة عن التبخير نظرا لزيادة درجات الحرارة، علاوة على الامراض التى يمكن أن تنتقل لهم عن طريق الحشرات، واصابات العمل مثل ضربات الشمس.

لذا فإن الحرارة الشديد ينتج عنها فقدان قدرة العمال على العمل مما ينعكس سلبا على انتاجيتهم، ويترتب على ذلك عواقب اقتصادية كبيرة، فعلى سبيل المثال، شدة الحرارة من العوامل المؤثرة على العمال فى أوقات العمل، ومن المحتمل، اذا امتدت ساعات عمهلم سيؤدى ذلك الى تدنى مستوى مهاراتهم الانتاجية.. 

على اية حال، وعلى المدى الطويل، فان فقدان ساعات العمل فى وقت الصيف فى مناطق الحزام الاسئوائية وشبه الاستوائية سيؤثر على معدل الدخل فى تلك البلدان الى جانب تحديات النمو السكانى المرتفع، ولناخذ من الصين مثالا ففى عام 2025 من المتوقع ان تفقد هذه الدولة ما يقرب من 401 مليار دولار!!

اذا فعلى صانعى السياسات ومتخذى القرار أن يضعوا فى عين الاعتبار الاثار المترتبة على الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، والنتائج التى يمكن ان تحدث نظرا للتغيير المناخى فى اماكن العمل وتاثير ذلك على انتاجية العمال وصحتهم والانكعاسات السلبية التى من الممكن ان تعرقل تحقيق اهداف التنمية المستدامة.

البروفيسور كييلستروم الرائدة في مشروع الدرع الواقي من الحرارة الذي يموله الاتحاد الأوروبي، والتي تكرس نفسها لتوعية العمال الاوروبيين فى تحسين مرونة الحرارة وتوفير الدراية لتنفيذ الأساليب والإجراءات التي من شأنها ضمان الصحة والإنتاجية خلال السيناريوهات المناخية الحالية والمستقبلية.