وداعا.. الفارس النبيل عبد الرحمن خير

أفنى حياته فى خدمة العمال والمهمشين ودافع عن قضايا الوطن بشراسة

بقلم | أميرة عبد اللـه

بعد رحلة عطاء متواصل تعدت النصف قرن ودع الفارس النبيل والنقابى والسياسى والإنسان عبدالرحمن خير الحياة لتفقد الحركة النقابية والسياسية رمزا قلما ان يتكرر فى اخلاصه ودأبه واجتهاده وثقافته الموسوعية.

العجيب فى سيرة هذا الرجل ان كل من تعامل معه اثنى عليه وعلى خلقه وعلى قدرته على التعبير عن الفقراء والمهمشين ولم يكن طامعا فى منصب أو سلطة أو مال ليلقى ربه هو مستور الحال محبوب من الجميع.

قال جبالى المراغى رئيس مجلس ادارة الاتحاد العام ان عبدالرحمن خير كان رجلا من أفضل الرجال وخيرة العظماء فى الوسط العمالى والنقابى حيث كان يعتبر شيخ النقابيين والذى ترك الحياة فجأة وبدون مقدمات وهو على قدميه يعمل ويجتهد لصالح العمال والتنظيم النقابى ولصالح الوطن لآخر ثانية فى حياته.

اضاف ولمن لا يعرف عبدالرحمن خير رغم اننى اعتقد ان ليس هناك من لا يعرفه سواء فى الداخل أو فى الخارج نظرا لما قدمه على مدار حياته فهو ليس عاملا ونقابيا فقط بل مؤرخ وسياسى لم أرى فى حياتى أفضل منه.

رحم الله عبد الرحمن خير الأب والأخ والصديق الذى لم ولن يعوض أبدا.

قال عبدالمنعم الجمل رئيس نقابة البناء والاخشاب ان عبدالرحمن خير كان بمثابة الوالد والأخ والصديق والمعلم وكان من الناس القريبة جدا من العمال وصاحب تاريخ حافل من الانجازات على مدار حياته في جميع المجالات سواء العمالى أو السياسى أو التاريخى وظل لآخر لحظة وكان الهم الأساسى له هم العمال كان يهتم بكل فئات المجتمع ورغم انه كان يعانى من العديد من الأمراض الا انه لم يقصر يوما مع أى مخلوق ولم يتوانى عن تقديم خدمات.

وعلى مستوى الحزب كنا نتعلم منه الكثير وكنا أمامه نختار مع الكوكبة الكبيرة الموجودة بالداخل خاصة وان جميع آراءهم كانت مبهرة بالنسبة لنا فى البداية وتعلمنا على يديهم الكثير.

عبدالرحمن كان مناضل إلى أبعد الحدود عانى كثيرا ايام السادات وخرج من البلاد وعاش سنوات غريبا إلى أن عاد لمصر مرة أخرى واكتسب حب الجميع حتى رجال الأعمال كان لديه ملكه فى التعامل معهم واقتناص حق العمال بود ومحبة.

كان لديه مساحة كبيرة من الاختلاف ويتقبل كل الآراء بصدر رحب ولم يهاجم معارضيه فى يوم من الأيام ويكفى ان سرادق العزاء ضم جميع الاطياف والالوان من الفئات والأحزاب المختلفة وخاصة حزب التجمع بالأكمل رغم انه كان هناك عدة خلافات بينه وبينهم فى الفترة الأخيرة.

كان يجمع بين التاريخ القديم والحديث ويسرده بسلاسة غير أى مؤرخ فقد كان يؤرخ الاحداث بطريقة مختلفة وبسيطة.

كان نوبى أصيل يعشق جميع الناس ولم يفرض بين شخص وآخر ابدا.

[highlight]رحم الله عبد الرحمن خير الإنسان.[/highlight]

قال فتحى عبداللطيف رئيس الاتحاد المحلى بالاسكندرية وعضو مجلس الشعب السابق ان عبدالرحمن خير العامل الحقيقى والفلاح والقائد والسياسى والنقابى والإنسان وهذا هو الأهم والمتعايش وسط كل عمال مصر من وجه قبلى إلى وجه بحرى الكامل وكان لديه قدرة غير عادية على التعبير عن كل قضايا العمل والعمال بموضوعية وحيادية.

أكد مجدى مرسى النقابى الكبير ان عبدالرحمن خير لم يكن مجرد نقابى عادى فقد كان يحمل هموم وطن بأكمله وكان دائم التفكير فى مصير النقابات والاتحاد والعمال ومصر بأكملها مضيفا ان الراحل كان كتلة من المشاعر والأحاسيس لم يبخل يوما على أحد بالمشورة أو بالمساعدة وكان دائم البحث والتنقيب فى المجال العمالى وله العديد من الكتب والمقالات فى هذا المجال وكان مدافعا شرسا عن التنظيم النقابى أمام أى إنسان تسول له نفسه الخوض فى الحديث عنه.

قال محمد رزق النقابى المخضرم عبدالرحمن خير عبارة عن مجموعة القيم فهو الصعيدى الفلاح الأصيل المرتبط بمسقط رأسه والذى تعلم من هذه القيم مشاركة الناس أحزانها وافراحها ويحمل ايضا قيمة نقابية كبيرة فهو يعرف تماما ما هى القواعد اللازمة للعمل النقابى السليم ويدرك مدى ارتباط الحركة النقابية المصرية بالقضايا الوطنية لمصر والمحيط العربى وعلى الجانب السياسى آمن بفكرة انه لا يجب الابتعاد عن المجال السياسى والمشاركة فى اصدار القرارات السياسية التى تفيد المجتمع.

أما بالنسبة للقيم الاجتماعية التى كان يؤمن بها فهى خدمة الفقراء حتى السياسة كان يرى انها لابد وان توجه لخدمتهم وكان عبدالرحمن رحمه الله صاحب شبكة علاقات عربية ودولية على مستوى راقى سواء بزملاءه النقابيين ومن خرج منهم أو على المستوى العربى والدولى.

اضاف: أرى انه لم يلقى التقدير اللازم اثناء حياته ومن العجيب اننا نشعر الآن برحيله فقدنا الكثير من الدعم على المستوى الفكرى والنضالى.

قال المستشار شبل همام عضو مجلس الشورى السابق عبدالرحمن خير أخ وصديق ورجل عصامى بدأ من الصفر وكان عاشقا للعمل الخيرى وليس النقابى فقط كان يعيش مصاحبة الفقراء ومعالجتهم وتقديم الخدمات التى يبحثون عنها ولا يجدونها الا لديه وكان لا يعشق سلطة أو جاه أو أموال ولم يبحث عنهم ابدا رغم انه كان يستطيع.

اضاف همام اذكر فى 2004 عندما طلبت من الصديق مصطفى منجى ان يرشح لى اسم يخوض معى انتخابات الشورى عن العمال ورشح لى عبدالرحمن خير والتقيته لأول مرة فوجدت أمامى انسان نقى جدع خدوم محبا لكل من حوله وتم الاتفاق بيننا نجححنا فى الانتخابات وظللنا لمدة 6 سنوات نباشر العمل السياسى سويا وكان لا يكل ولا يمل من تقديم الخدمات للفقراء وللعمال.

أوضح انه قبل رحيله بثلاثة ايام كان مصاحبا له فى مقابلة مع بعض المواطنين الذين كانوا لديهم مشكلة فى التأمين الصحى لحلها.