صدق أو لا تصدق!! مدارس قرى أسيوط بالطوب والخشب والطلاب يفترشون الطرقات

اسيوط | احمد الانصارى

تلاميذ وطلاب قرى مركز القوصية باسيوط يخرجون من منازلهم الى المدرسة وهم فى قمة الحزن لما يلاقونه من معاناة تنتظر كل صباح وكانه عاد به الزمن الى القرن الماضى ليتعلم فى فصل سقفه من حطب وخشب تتساقط عليه الامكار فى برد الشتاء القارس، وتنهك قواه الشمس فى حر الصيف الشديد.

على بعد 40 كيلو متر من مدينة اسيوط تقع مدرسة “بوق الاعدادية المشتركة” الكائنة بمركز القوصية باسيوط وتضم ما يقرب من 3000 طالب مقسمين بين مدرسة بوق الابتدائية المشتركة بالفترة الصباحية، ومدرسة بوق الاعدادية المشتركة بالفترة المسائية، مساحة الفصل لا تتعدى 15 مترا ويضم اكثر من 65 طالبا، تحتوى على 6 فصول السقف من جريد النخيل يسقط التراب على التلاميذ من كل ناحيه وغرفة للادارة، فى حين ان الحمامات غير صالحة للاستخدام الادمى بالمرة، العشرات من الطلاب فى كل فصل يفترشون امام السابورة لقلة الكراسى ولضيق اتساع الفصل، فيما يقوم الطلاب بقضاء حاجتهم فى الخلاء.

تقول “نادية محمد عبد الودود” مديرة المدرسة ان المدرسة أيلة للسقوط والطلاب يتعلمون فى اماكن لا يستطيع الانسان العيش بداخلها والفصول مكتظة بالطلاب فى حين انه لا توجد حجرة للمدرسين ويقوم المدرسين بفرش الطرقات اثناء وقت فراغهم، ونتيجة ازدياد التلاميذ بالمدرسة قام الاهالى بجمع تبرعات وبناء سبع فصول بالمدرسة بالجهود الذاتية علاوة على ان المدرس لا يستطيعالشرح نظرا لضيق حيز الفصول ومكوث عشرات الطلاب على الارض نظرا لعدم تواجد كراسى للجلوس عليها.

“نحلم بفصول نظيفة مثل ابناء الوزراء”.. بدأت الطالبة “الفت خيرى حامد” حديثها بتلك الجملة “نحلم باستخدام الحاسب الالى”. نحن لنا الحق فى تعليم متميز مثل جميع الطلاب فى مصر، ولا نستطيع الجلوس فى الفصول، والفصول دون اضاءه وتهوية غير ان السقف ايل للسقوط فى اى وقت، كما اننا لا نستطيع الخروج فى حصة الالعاب لعدم وجود فناء.

مدربسة “بوق الاعدادية” مكونة من 3 طوابق كل طابق يحمل مأساة وكارثة انسانية بسبب الشروخ التى كادت ان تعصف بحياة الاف الطلاب مع دورات مياه لا تصلح للاستخدام الادمى مع ملعب غير متواجد، ولتوسعة المدرسة قام الاهالى ببناء 4 فصول بالجهود الذاتية مبنية بالطوب الابيض مع سقف من الخشب.

وتساءلت “جنة خفاجى” طالبة بالمدرسة.. وزير التربية والتعليم ورئيس الجمهورية هل تسمحوا لابنائكم التعلم فى مثل هذه المدرسة المبنية من الطوب والاسمنت وسقفها من حطب وخشب. أم لكم المدارس الاجنبية واللغات ونحن نحلم ان نكون مثل ابنائكم!! فساعدونا على تحقيق جزء بسيط من احلامنا وتدفنون احلامنا.. لان الله سيحاسبكم عنا.

اضاف “ريان جابر” مسئول الازمات والطوارئ بادارة القوصية التعليمية، بأنه تم صرف 12 الف جنيه للمدرسة للقيام بجزء من اعمال الترميم، غير ان هناك العديد من اللجان من هيئة الابنية التعليمية قدمت الى المدرسة دون جدوى.

وعلى الجانب الاخر وعلى بعد 30 كيلو متر تقع من مدينة اسيوط تقع مدرسة “عرب الشيخ عون الله” الابتدائية بقرية الشيخ عون الله باسيوط والتى جلبت اكبر ماساة فى القرن الحادى والعشرين بعد استماع الطلاب لصوت الحيوانات من داخل الفصول بدل من صوت المعلم.

وشكى الاهالى من عدم ادمية مدرسة “عرب الشيخ عون الله” الابتدائية والتى هى اشبه بالحظيرة بحيث يطل الطلاب من نوافذ الفصول على الحظائر والاستماع الى صوت الحيوانات بدل من صوت المدرسين.

وقال مدرسى القرية بان المدرسة غير صالحة للاستخدام الادمى حيث ان منافذ المدرسة تطل على الحيوانات والطيور التى يقوم الاهالى بتربيتها وبدل من ان يستمع الطالب الى شرح المدرس يقوم بسماع اصوات الحمير والعصافير، وفيما يبلغ تعداد الطلاب داخل الفصول 50 طالب ومع فصول مسقوفة بالواح من الخشب.

وأكد المدرسين على ان الطلاب فى خطر كبير نتيجة قدوم البعض من الجهة القبيل والعبوار على قطع الخشب الموصل بطول الترعة امام المدرسة ترعة الموت بطول القرية والتى تحمل كبارى من الخشب بطول 2 متر وعرض 50 سم والتى شهدت 3 حالات وفاة من قبل بسبب الاهمال من المسئولين والتى تحمل 300 طالب يوميا وتسببت فى غرق “جنى” و”خلود” اثناء ذهابهما الى المدرسة.