بقلم النقابي محمد العرقاوي – فلسطين
ابدأ بالقول الجليل “من علمني حرفاً كنت له عبداً” هذا اذا كان معلما فما بالكم الجامعة العمالية الصرح العلمي النقابي العربي المصري الاصيل .. التي علمتنا العمل النقابي على اصوله من بائه الى تائه …
فما بالكم بالجامعة العمالية التي تهافتنا ولا زلنا نتهافت ونتمنى ان نصل الى هذا الصرح الكبير الذي حضنا كقوى ونقابات وكادر نقابي فلسطيني .. وانا اذا جاز لي التعبير فانني اجزم بان هذا الصرح العلمي هو من اقوى الجامعات العمالية على مستوى الشرق الاوسط اذا لم يكن على المستوى العالمي ..
لانها ليست بحجمها قوية بل بنوعيتها وبجوهرها وبمحاضريها امثال الدكتور محمد مصطفى سابقا والاخ النقابي محمد راشد ووهب الله وغيرهم من الاخوة المحاضرين الذين اعجز عن شكرهم لكل المعلومات التي اكتسبناها من قبلهم بل وبنينا عليها مستقبلنا النقابي فلماذا لا نعشق هذا الجسد النقابي المصري القومي الاصيل ؟؟
فلماذا لا ننحني اجلالا واكبارا امام ساحات وغرف وصالات هذه الجامعة .. لماذا لا نجل كل التقدير لمعلميها النوعيين الذين كان لهم الباع الطويل في بناء الحركة النقابية الاصيلة والقومية الناجحة .. واكبر دليل.. ها هي حركتنا النقابية العربية تتهلهل وتهتريء يوما بعد يوم من بعدها عن هذا الصرح وعن مفاهيمه وعن نهج هذه الجامعة من الزاوية النقابية الديموقراطية … اريد ان اقول شعرا فيها .. ولا اريد ان انثر قصائدا لاجلها بل اقول حقيقة علينا جميعا ان نؤمن بها وان نجسدها لانها الحقيقة ولا شيء يعلوا فوق هذه الحقيقة.
فلماذا الجامعة هي الان مستهدفة؟؟؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات؟؟ هل لأنها تقف في وجه كل التيارات الامبريالية المتعفنة؟؟؟ ام لانها تقف في وجه اعداء العمال العرب في ثقافتها ونهجها واساليب تدريسها؟؟؟ ام لان التفكك النقابي العربي اصبح غير قادر على حمايتها …
اننا مطالبون جميعا بان نكون جنودا للدفاع عن هذا الصرح النقابي المصري الاصيل واننا في الوقت الذي بات الكثير يستهتر بالثقافة العمالية ويسخر من كل من يفكر باقامة اي منشاة ثقافية عمالية وطنية بل ويتهمونه بالانحياز والتفرد والتخلف احيانا؟؟؟ اصبح واجب علينا وعلى راسنا الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بالتحري والتقصي عن الاسباب والدوافع الحقيقية وراء هذا القرار (بوقف قبول طلاب الثانوية العامة فى الجامعة العمالية بدون مبرر منطقى) فهو غير مدروس من اي جهة كانت ..
وان هذا القرار متهور الى حد ما في طياته الكثير من وضع الحواجز والصعاب امام الحركة العمالية المصرية بشكل خاص والعربية بشكل عام. فمزيدا من الثبات امام هذه الهجمة على الجامعة العمالية.. مزيدا من الوقوف الى جانب الاتحاد العام لنقابات عمال مصر فى هذا الجانب النقابي ..
مزيدا من التكاتف والوحدة لحركتنا النقابية العربية وان نعمل جميعا على وحدتها وعدم السماح للطحالب والمتسولين بالوصول اليها والنيل من هيبتها هذه الحركة العمالية التي اصلا هي السيف القاطع لكل اشكال المؤامرات ضد قضايانا العربية والقومية وضد قضيتنا الفلسطينية بشكل خاص.