إن تخضير القطاعات الاقتصادية له عوائد اقتصادية، واجتماعية، وبيئية إذا تم التعامل معه بالطريقة الصحيحة. ومن بين الظواهر المعروفة فى مصر نقص الموارد الطبيعية، والتلوث البيئي، والتصحر. وعلى عكس المعتقد الشائع، فإن خفض أو تقليل التلوث، واستعادة النوعية البيئية، وتعزيز الكفاءة، وأستبدال موارد الطاقة غير المتجددة بموارد طاقة متجددة يمكن أن يكون من شأنها تحفيز خلق الوظائف وحث التنمية الاقتصادية.
إن احتمالية خلق فرص العمل تعد أمراً قوياً فى حد ذاته عند التعامل مع الموارد غير المستغلة بعد مثل النفايات العضوية، والطاقة الشمسية، والرياح. يمكن تحويل النفايات العضوية إلى أسمدة طبيعية وإنتاج الغاز الحيوي للاحتراق وتوليد الطاقة. تعاني مصر حالياً من نقص فى القدرة الإنتاجية للسماد العضوي مما يؤكد توفر الفرص الاقتصادية فى هذا المجال. يمكن أن تحل مصادر الطاقة المتجددة محل نظيرتها من الطاقة التقليدية والتى يتم دعمها بشكل كبير، بالإضافة إلى ذلك فإن الطاقة المتجددة تقدم حلولاً مجدية على المستوى اللامركزي، مثلاً من خلال سخانات المياه المنزلية التي تعمل بالطاقة الشمسية. يُعَد الهدف الذي تسعى إليه الدولة وهو تلبية الطلب المحلي من الطاقة بنسبة 20% من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام ٢٠٢٠ إشارة سياسية قوية.
إن التحول إلى اقتصاد أخضر لا يحدث تلقائياً. يحتاج الأمر إلى أطر عمل سياسية وهياكل مؤسساتية صحيحة لضمان تنمية الأسواق ووجود الابتكار وتهيئة التقنيات الحديثة وتبنيها وتطبيقها لصالح أسواق العمل المحلية.
لقد أظهرت الخبرة فى عدة دول أن الاختناقات المهاراتية يمكن أن تكون عائقاً فى طريق التحول إلى الاقتصاد الأخضر وفى طريق أسواق العمل المحلية المستفيدة منه. فقد ظل النقص فى المهارات حاداً بصورة خاصة فى القطاعات سريعة النمو مثل الطاقات المتجددة، وأصبح الاستيراد الدولي للعمالة الماهرة ممارسة شائعة فى ضوء الفجوات الحادة فى المهارات للأفراد الذين يتم تعيينهم محلياً. غير أن تنمية المهارات أثبتت أيضاً أنها، في حد ذاتها، دافعاً بالغ الأهمية للتغيير وذلك من خلال تشجيع الاستثمارات الخضراء وتمكين الحلول المستدامة من الدخول إلى الأسواق المختلفة بأسعار تنافسية. إن الوعى البيئى من جانب المستهلك يُعد على نفس القدر من الأهمية في دعم عملية التحول إلى الاقتصاد الأخضر ودعم الأسواق وهو ما يخلق فى النهاية فرص عمل جديدة. يلعب التعليم والتدريب دوراً أساسياً لنجاح عمليات التحول إلى الاقتصاد الأخضر ونموه.
منقول..