يحمل الأنبوبة على كتفه، يمسك بيده اليمنى مفتاحه ويضرب به على أسطوانته، لعل يسمعه أحد السكان بالشارع فينادى عليه ويشترى منه، ومنهم من يعتمد على عربته «الكارو» المحملة بعشرات الأسطوانات.. هذا هو حال المئات ممن يعملون بمستودعات البوتاجاز، الذين باتوا مهددين بالتشرد بعد قرار محافظة الجيزة بنقل المستودعات خارج المناطق السكنية.
منحت المحافظة المستودعات الموجودة بالمناطق السكنية مهلة ٦ أشهر لنقلها إلى أماكن غير مأهولة بالسكان، ما علق عليه مصطفى محمد، صاحب أحد المستودعات فى فيصل قائلاً إن مهمة توفير مستودعات بديلة للمستودعات القديمة هى مسئولية الحكومة وليست مسئولية أصحاب المستودعات، وأضاف: «إحنا هنا بقى لنا 30 سنة فى المنطقة، هما اللى عاوزين يخرجونا، يبقى هما اللى يوفروا لنا أماكن، الحكومة ما تجيبش لنا أماكن فى الصحراء، وتقولنا اتنقلوا هنا».
«مصطفى» يرى صعوبة فى تطبيق قرار الحكومة، ويقول: «هناك حل يتمثل فى أن يكون تخزين الأسطوانات بمخازن خارج المناطق السكنية، مع الاحتفاظ بالأماكن الخاصة بهم الآن، ممكن نخزن بره، بس نفضل هنا نبيع طول النهار، ونبيت الأنابيب فى مخازن بره المنطقة».
يقاطعه أحد عمال المستودع قائلاً مينفعش، الحكومة لو خرجتنا مستحيل تسيبنا هنا تانى، مش هترتاح إلا لما تخرب بيوتنا ولا إيه، إحنا راضيين بلقمة عيشنا، لو اتشردنا هنشتغل كلنا حرامية.
ما يقرب من 50 عاملاً بالمستودع، اعتمادهم الأساسى فى توفير قوت يومهم على بيع الأنابيب لأهالى المنطقة، يقول عامل المستودع: «إحنا هنا 50 عامل، اللى بيبيع على عربية كارو، واللى بيبيع على عجلة، واللى بيشيل على كتفه، هنقدر إزاى نجيب الأنابيب دى لو نقلونا إلى مخازن بعيدة فى الصحرا»، يتوقف عن الحديث ويشير لأحد العمال الذى يحمل أنبوبة على كتفه، يظهر الإرهاق والتعب على وجهه، ويقول: «الراجل الغلبان ده هيوصل الأنبوية دى لشقة فى الدور الثامن مثلاً، وعدد كبير من الأطفال لا يتجاوز عمرهم الـ12 عاماً بيشتغلوا معانا وبيساعدوا أهاليهم وبيعتمدوا على لقمة عيشهم من هنا، يطلعوا معانا على العربيات الكارو، يقفوا جنب الأنابيب لغاية ما نطلعها للشقق».
ويصف عمال المستودع قرار الحكومة برفع الدعم عن أنبوبة البوتاجاز بحيث يصل ثمنها إلى 52 جنيهاً على مدار 5 سنوات مقبلة، بالكارثى وينذر بثورة ضد الحكومة.