تعرضت مصر فى الفترة الأخيرة لمؤامرات خارجية وخيانة وطنية ينظرها قضاء مصر العادل وبنوع من البشر لا ضمير لهم منتشرين كالسوس فى مفاصل المجتمع يرهبون ضمير الأمة ويغلقون على قلوبهم وعقولهم أقفاص من حديد ويعتقدون أنهم خلفاء اللـه فى الأرض يسعون إلى تعطيل أهم ملكه وهبها اللـه للإنسان وهى نعمة العقل.. يرفضون الآخر ولا يعترفون به.
فى كتابه محمد والمسيح يقول المفكر الإسلامى خالد محمد خالد (قد تكون إنسانا متدينا وتعتقد خطأ أن تعليم البنت حرام.. عندئذ ستكون مستعدا إلى ارتكاب أى جريمة تمنع هذا الذى تظنه منكرا وهو تعليم الفتاة وعندئذ لن تسمى جريمتك هذه جريمة ولكن ستدعوها جهادا وبطولة وإذا انتهت بموتك فسترى فى الموت تضحية واستشهاد وسيكون السبب الكامل وراء هذا كله هو انحراف الضمير وتضليله وحبس المعرفة عنه بالسمع والطاعة.
إن هؤلاء الإرهابيين يمثلون أكبر خطر على مستقبل الوطن ويهددون بدولة لا تعترف باختلاف الرأى وتعتبر الاختلاف معهم خروجا عن الدين يتعرض صاحبه للقتل.. يتجاهلون أن الدعوة للحق الإسلامى ترفض الكهنوت والمرتزقة بالدين الذين دأبوا على إعطاء الدين وجها متشددا دمويا يرفض الحوار وإطلاق شعارات التعصب والتطرف والتكفير واستحلال الدم وهذا الوجه لا علاقة له أبدا بدين اللـه ولكنه وجههم هم، ودينهم هم، الذى يناقض دين اللـه.
إن مشروع دولتهم الذى عايشناه يفرق بين المواطنين على أساس من الدين والمتحدثين باسمه أفتوا من على منصاتهم بأن قتل المصريين حلال وليست المتفجرات التى تغتال المواطنين إلا ثمرة لهذا الفكر التكفيرى الإرهابى.
إن العدو الأول للدولة المدنية التى يريدها المصريين هى الدولة التسلطية الداعية إلى الحق المقدس فى الحكم الرافضة للطابع الديمقراطى للمجتمع المدنى الذى يبنى على مبدأ التسامح وأن المواطنين أدرى بشئون دنياهم وأن العقد الاجتماعى (الدستور) هو خير ضمان لتآلفهم وتقدمهم إلى المستقبل وبناء دولة .. تعتمد العقل بديلا للنقل .. والتسامح بديلا للتعصب وأن الأمة مصدرا للسلطات.. لا تمييز بين المواطنين على أساس الدين أو العرق أو الاعتقاد السياسى .. تنظم أحوالها بالعلم .. تؤسس مستقبلها بالحوار.. تستمد قيمتها من حق المشاركة المكفولة للجميع.. تؤمن بمبدأ تداول السلطة.. تحترم حق الاختلاف.. تواجه مشاكلها بمنطق العصر.. دولة لا تسمع فيها كلمة (طظ فى مصر)، ولا خريطة بدون حلايب وشلاتين، ولا سيناء بدون تعمير.. ولا تقسيم المجتمع إلى فريقين، فريق الناجون من النار ينالون الرضا والبركة والغفران، وفريق آخر هالك وهو ما يمثل المجتمع كله الموعود من جانبهم بعذاب الدارين، وأن الفرقة الناجية تظل فى دائرة الضوء ولا سبيل لوجود من يختلف معها فى دائرة المواطنة.
ومصر فى عهد الإخوان خطط لها أن تسير فى هذا الطريق المظلم لخمسمائة سنة قادمة طبقا للتصريح الشهير الذى جاء على لسان الفريق السيسى بطل مصر القوى.
لقد أضافت ثورة 30 يونيو المعبرة عن إرادة الشعب وساندها الجيش هدفا خامسا إلى الأهداف الأربعة لثورة 25 يناير (عيش – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة إنسانية) تجسد هذا الهدف الخامس فى هتاف عشرات الملايين (يسقط حكم المرشد) ويقضى بذلك على تطلعات هذه الفئة فى حكم مصر إلى الأبد.
ورؤساء الاتحادات النقابية المحلية بمحافظات مصر وهم يعلمون حجم المؤامرات الخارجية والخيانات الداخلية الذى تواجه شعب مصر وتسعى إلى تفكيك الجيش المصرى وأن تقسم مصر وتلحق بسابقيها (العراق وليبيا وسوريا) يتمسك المجتمعون بـ«السيسى» رئيسا لمصر، وأن تبدأ مصر فى عهده عملية تنمية اقتصادية تحقق الرفاء لمصر وتنمية اجتماعية تحقق مبدأ العدالة الاجتماعية.