كلمة الاتحاد العام خلال مؤتمر (حقش) بالعاصمة التركية

السيد الرئيس . .

السيدات والسادة أعضاء المؤتمر . .

الساده الحضور

يسعدنى أن أنقل إلى حضراتكم تحيات الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ومنظماته الأعضاء فيه، متمنين أن يحقق هذا المؤتمر لعمال العالم ما يتطلعون إليه فى ظل ظروف صعبة يمرون بها نتجت عن أزمات منطقة اليورو والارتفاع المستمر فى أسعار المواد الغذائية واحتياجات السكن والعلاج، والمجاعات التى تشمل بلدان عديدة من حول العالم، كل هذا يحتاج إلى جهد مسئول لمساعدة هذه البلدان والتى صارت تستنزف قواها البشرية التى يذهب جزءا منها غرقا فى البحار والمحيطات بحثا عن حلم هجرة قد يضيع فى أعماقها، أو يذهب صاحبه ضحية لتجار الأعضاء البشرية، أو يعملون فى ظروف العمل الأسود. وها نحن وقد بدأنا عصر جديد بفكر جديد عقب اندلاع الثورة المصرية، نسعى فيه إلى التطوير، ونحن كاتحاد عمال مصر نحرص على مصالح العمال اللذين طالما عانوا من مشكلات متعددة، وعن الدفاع عن حقوق العامل المهنية والاقتصادية، وتحسين الحالة الاجتماعية، وكذا العمل على تدريب وإعادة تأهيل العامل والنقابى ليستطيع أن يتواءم مع ركب التحديث الفنى والتكنولوجى. وذلك فضلا عن ما مر به الاتحاد العام لنقابات عمال مصر من محاولات مستمرة من أعداءه لتشويه صورته أمام العالم أجمع ذلك الاتحاد صاحب التاريخ النضالى العمالى الطويل، ودور الاتحاد فى الحفاظ على الحقوق المكتسبة للعمال من خلال المشاركة والحوار والقدرة المؤثرة على المفاوضة الجماعية مع أصحاب الأعمال والحكومة، وهو يمثل تتويج لتاريخ نقابى بلغ عمره قرنين، فضلا عن دور الاتحاد على المستوى الوطن العربى وفى أفريقيا أيضا وعلى مستوى حوض النيل.

السيد الرئيس . . .

السادة الحضور . . .

قد يكون مهما أن نؤكد أن مصر ليست بعيدة عما يحدث فى العالم من متغيرات بالإضافة إلى ظروف جديدة تتعلق بمرحلة تاريخية هامة يمر بها الوطن منذ ثورة 25 يناير 2011، شأنه شأن الأوطان التى تتعرض لمراحل تاريخية هامة تؤثر إلى مدى كبير فى حياتها، إن رياح التغيير العاصفة التى أتت بها الثورة كانت غير مسبوقة فى الحالة المصرية الشعبية التى رفعت شعارات «عيش – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة إنسانية» قد فتحت أمام البسطاء والفقراء الأمل فى أن تتحول الموازين لصالحهم، وهم يصارعون من أجل تأكيد وجودهم بسيل لا ينقطع من الاعتصامات والإضرابات تعبر عن حالة من القلق الاجتماعى الذى جسدته شعارات الثورة والتى تتسق مع ما جاء فى دستور منظمة العمل الدولية خاصة: الحريات النقابية وحق المفاوضة الجماعية.

وإن نحن على مشارف إجراء انتخابات عمالية نزيهة تتميز بالديمقراطية والحرية التامة للعمال فى اختيار ممثليهم ونعبر بصدق وأمانة عن رغبة العاملين الحقيقية فى الاختيار. ويشرفنا فى هذا المجال أن ندعوا إلى تشكيل لجنة من منظمة الوحدة النقابية الأفريقية والاتحاد العالمى للنقابات ومنظمة العمل الدولية لمتابعة الانتخابات النقابية المصرية وترتيبات الإعداد لها للوقوف على سلامتها.

* كما أن هناك تحقيقات تجرى فى مصر الآن أمام القضاء، بشأن ما نسب لبعض الأطراف من فرض العمل الجبرى.

ومن خلال متابعة واسعة لحماية الأطفال من أخطار العمل بعد الثورة نشطت منظمات المجتمع المدنى والمؤسسات الرسمية جنبا إلى جنب مع المنظمات النقابية للقضاء على هذه الظاهرة المنتشرة فى العشوائيات لتيسير فرص التعليم لأبناء الفقراء وتوفير الحماية القانونية لأطفال الشوارع.

* كما أن القضاء على التمييز والاستخدام أصبح هدفا أساسيا يسعى إليه المصريين إثر ثورتهم المجيدة.

إن هذا كله يأتى فى إطار السعى للعمل اللائق والعدل الاجتماعى وهى أهداف أقرتها منظمة العمل الدولية وتلقى بأعباء ثقيلة على الحركة النقابية المصرية ضمن ما يتحمله المجتمع من مسئوليات بعد اكتمال المؤسسات الدستورية التى يجب أن تلبى مجتمعة ارتفاع سقف مطالب العدالة والمساواة..

* حيث يتوقع المصريين من حكومتهم تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة وزيادة الاستثمارات وخلق فرص عمل حقيقية واستقرار علاقات العمل ورعاية الفئات المهمشة، مثل عاملات المنازل والزراعة وعمال صيد البحر والنهر وغيرهم من المهن والأعمال التى تحتاج لإعادة النظر لحفظ السلام الاجتماعى، وأن يعمل رجال الأعمال متعاونين مع منظمات العمال على زيادة الإنتاج وجودته وتقليل التكلفة والمنافسة فى السوق المحلى والعالمى.

* كما يسعى العمال إلى تحسين شروط وظروف عملهم والتمتع بالعمل اللائق والراتب التقاعدى العادل الذى يضمن حياة كريمة.

إن هذا كله لا يمكن أن يتحقق إلا بحسن النوايا عبر الحوار الثلاثى الذى هو الركيزة الأساسية للمشاركة وأن تصاغ هذه التوقعات فى عقد اجتماعى جديد تلتزم كل الأطراف بما جاء فيه.

ولا شك أن منظمة العمل الدولية تنحاز إلى هذه الخيارات التى نظمتها اتفاقيات وعهود دولية متتالية.. ولكن للأسف ما زالت بعض الأطراف ترفض هذه الخيارات التى كانت أفضل ما أتى به الضمير البشرى وتصر على استمرار التنافر والتشاحن، وقد أدى هذا لارتفاع وتيرة الصدام والتوقف عن العمل على نحو غير مسبوق.

السيد الرئيس…

السيدات والسادة أعضاء المؤتمر . . .

لعلكم تتفقون معى بأن نجاح الحوار والمفاوضة الجماعية مرهون بوجود منظمات عمالية قوية، وشريكين اجتماعيين يؤمنون بالحوار كبديل حضارى للصراع، ومن هذا فإننا نرحب بكل عون فنى يمكن أن تقدمه الاسره الدوليه لإعلاء قيمة الحوار الثلاثى الذى تحتاجه مصر الآن لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية متوازنة تصب فى خانة العدالة الاجتماعية ويرعى الملايين الذين يعملون فى القطاع غير الرسمى، فى ظروف عمل بائسة تحتاج إلى مزيد من الدعم لتوفير الحماية القانونية والغطاء التأمينى والرعاية الصحية وتعليم أبناءهم وابتكار هياكل نقابية جديدة لتنظيمهم وتقديم الرعاية الاجتماعية لهم.

السيد الرئيس . . .

السادة الأعضاء . ..

* فى ظل هذه التحديات المريرة

وانني لأنتهز هذه الفرصه لأوجه باسم الاتحاد العام لنقابات عمال مصر الدعوة لكم إلى لقاء حوارى لتوضيح الرؤى ويهمنى أن أشير بكل التقدير إلى ما أعلنه السيد جورج ماركوس الأمين العام للاتحاد العالمى للنقابات عند زيارته للقاهرة ، عن دعمه ومساندته للاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وموافقته إنشاء مكتب إعلامى بالقاهرة كنواة لمكتب إقليمى لخدمة عمال دول شمال إفريقيا.

وتضامنه مع الاتحاد على ضرورة السعى المشترك لحماية حقوق العمال وتوفير ضمانات السلام العادل للمضطهدين والمحبطين خصوصا فى فلسطين الشقيقة، ووقف مسلسل الدماء والحروب الأهلية التى يدفع العمال الثمن الأغلى لها.. شكرا على حسن الاستماع …

مع تمنياتنا للجميع بعود حميد . . . وفقنا اللـه وإياكم . .

والسلام عليكم ورحمة اللـه وبركاته