الدوحة – عمال يشتكون حال الصناعية ويطالبون بتطويرها أو نقل سكنهم

 

اختناقات مرورية، سواء في الطرقات الرئيسة أو الشوارع الفرعية، مطبات وحفر، يزيد من سوء الطرقات عدم توفر الإنارة ليلا. وكثرة الشاحنات الكبيرة والصغيرة.

شوارع ضيقة ومحفرة وغياب للوحات الإرشادية
في منطقة الصناعية حفريات في كل مكان ودورات صغيرة بالكاد يميزها المرء لصغرها وعدم وجود لوحات إرشادية في محيطها. الأمر الذي يتسبب في بعض الحوادث، كما يقول نداء أحد العمال القاطنين في سكن للعزاب في الصناعية.
في كل يوم يذهب نداء إلى عمله في الدوحة ويعود إلى الصناعية مرة في حافلة الشركة ومرة مع أحد الأصدقاء وفي الذهاب والإياب معاناة مع الازدحام وكثرة الشاحنات ووعورة الطرقات.
محمد عامل الكهرباء في أحد كراجات الصناعية، يرى أن الصناعية باتت مشكلة لمن يعمل فيها ولمن لديه عمل هناك خاصة أصحاب السيارات الذي يقصدونها لتصليح سياراتهم، فهم يقضون وقتا طويلا للوصول إليها، فضلا عن تضرر السيارات بسبب الطرقات، فكثير من الشوارع لا تتوفر فيها إشارات مرورية، وبعضها ضيّق ومخصص باتجاهين دون منصف
في الوسط.
ويشير محمد إلى طرقات كثيرة بحاجة إلى تعبيد وصيانة، فالحفر كبيرة، والعديد من السيارات تضررت بسببها لأن السائق قد لا ينتبه لها خاصة في الليل، كذلك الدخول في الطرقات الرئيسة عبر الشوارع الفرعية خطر على السائقين لعدم توفر اللوحات الإرشادية.

دوارات غير واضحة المعالم
أما بالنسبة للدوارات فهي صغيرة ورصيفها محطم بسبب الشاحنات الكبيرة، ما يتطلب استبدال الدوارات بإشارات مرورية، ما يحقق انسيابية في الحركة والتخفيف من الازدحام، خاصة أن الصناعية منطقة حيوية يقصدها الآلاف يوميا لقضاء مصالحهم. بحسب نداء.
ويرى نداء أن صيانة بعض الطرقات بطيء، إذ لا بد من صيانة شاملة للصناعية وتوسيع الطرقات ووضع المزيد من اللافتات التي ترشد السائقين، كما يجب البحث عن تحويلات مروية جديدة ومريحة لا تعيق حركة المرور.

سيارات مهملة وقمامة على جوانب الطرقات
في الطرقات الرئيسة وتلك الفرعية تنتشر عشرات السيارات القديمة -على جوانبها. سيارات أصبحت في عداد «السكراب» وتركها أصحابها هنا أو وضعها أصحاب الكراجات بانتظار أن يحين دورها للاستفادة من بعض قطع غيارها لسيارة أخرى. بحسب ما يقول حسين الذي كان يصلح سيارته في أحد الكراجات.
هذا فضلا عن أن أرصفة الطرقات الترابية أصلا تحولت إلى مواقف للسيارات المهملة، حيث يتركها البعض ويمشي أو يضعها بانتظار التصليح في أحد الكراجات، كما يقول حسين، الذي يطالب بتخصيص مواقف نظامية للسيارات، وإزاحة تلك المهملة ووضعها في أماكن مخصصة لها، حيث يوجد الكثير منها قرب أو في مداخل المجمعات السكنية الخاصة بالعمال، ثم إنه «منظر غير حضاري».
أكوام القمامة يراها كل من يمر في شوارع الصناعية، ورغم وجود حاويات كبيرة إلا أن البعض يرمي الأوساخ وبقايا التصليح على جوانب الشوارع وهذا يحتاج إلى تشديد الرقابة ومعاقبة المخالفين، فضلا عن زيادة عدد الحاويات فهناك مخلفات كثيرة لا تتسع لها الحاويات الموجودة.

عمال يشتكون تطوير سكنهم
في أحد المجمعات السكنية بالصناعية مئات من العمال يعيش كل اثنين أو ثلاثة في غرفة مشتركة، أما الحمامات فهي تقع في زاوية البناء وهي مشتركة أيضا، وهذا ما جعلها في حالة مزرية، إذ إن الكثير من «صنابير المياه لا تعمل، وكذلك الغسالات»، كما يقول رضوان، الذي تحفظ على ذكر اسمه أيضا، مشيراً إلى أن التلوث كبير في أماكن سكن العمال، بسبب الغبار والأتربة، والروائح الكريهة المنبعثة من المصانع والورش المحيطة بالسكن. هذا إلى جانب توافر مطابخ لا يستطيع العمال تحضير طعامهم فيها فهي «متسخة دائما، قد يكون ذلك لأنها مشتركة، لكن على الشركات أن تقوم بصيانتها وتنظيفها بشكل دوري»، مشيراً إلى أن الصناعية غير مؤهلة أصلا من حيث البنية التحتية.
ويطالب العديد من العمال بتطوير سكنهم وصيانته أو نقلهم إلى أماكن بعيدة عن المصانع والمعامل، والأصوات المزعجة والتلوث، خاصة بعد أن طبق قرار وزارة البلدية والتخطيط العمراني الذي يقضي بحظر سكن العمال وسط العائلات، الأمر الذي دفع الشركات إلى نقل سكن عمالها إلى الصناعية، ما أدى إلى اكتظاظها بآلاف العمال؟

عضو المجلس البلدي: هذه ضريبة التطوير
صالح بن جابر النابت عضو المجلس البلدي عن دائرة أبوهامور، يشير في حديثه لـ «العرب» إلى أن الاختناقات المرورية والازدحام في الدوحة ناجم عن تطوير الشارع الرئيسي المتجه صوب محلات بروة الجديدة، قائلا إن هذا الشيء «طبيعي، وهذه ضريبة التطور».
أما بالنسبة للسيارات المهملة والمركونة على جوانب الطرق، فيرى عضو المجلس البلدي أن هذا شيء طبيعي وبديهي وموجود في كل دول العالم، فهذه صناعية وليس من الغريب أن ترى فيها سيارات على جوانب الطرق، «البعض ترك سيارته، من أجل التصليح، والبعض ركنها هنا، لكن معظم السيارات لا يمر عليها سوى عشرة أيام فإما أن تذهب للتصليح في الكراجات أو تأتي البلدية لحجزها»، قائلا إن البلدية تعمل على هذا الموضوع بشكل دائم.
وينوه النابت بأن تطوير الشوارع والإنارة سيتم على مراحل، حيث إن هيئة أشغال تعمل على هذه المواضيع، مؤكداً أن الطرق كافية في الصناعية لكن الازدحام سببه التطوير في الشارع الرئيسي، «كما أنه لا يوجد حفر في الطرقات، الصيانة شغالة بشكل دائم، والحفر سببها الشاحنات الثقيلة، لكنها تصلح باستمرار، لو حصل أي عطل يتم إصلاحه بعد أسبوع».

المصدر | العرب