-
الحديثى: كورونا تستوجب بناء مدن آمنة لمواجهة الأوبئة المستجدة
كتبت-سامية الفقى
أشاد الدكتور عادل الحديثي الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب، بتطوير الدولة المصرية للأحياء العشوائية والخطرة والاهتمام بإعادة تطوير وتجديد البنية التحتية للمدن والقرى والتوسع فى إنشاء الطرق والكبارى وبناء المدن الجديدة والذكية التي تعتمد على المعايير البيئية الآمنة والصحية للسكان والتوسع في المساحات الخضراء وزراعة الأشجار المثمرة لمواجهة أخطار الجوائح والمخاطر الصحية العالمية.
وقال الدكتور عادل الحديثى، إن جائحة كورونا التي انتشرت في الكرة الأرضية فرضت على العالم تصميم مدن آمنة وقابلة للعيش ولا تخلو شوارعها من السكان بمجرد تفشي وباء جديد، مشيراً إلى أن مدننا الحديثة لم تكن مصممة للتكيف مع الجوائح. إذ وضعت هذه التصاميم في وقت كانت فيه المدن مراكز عالمية مترابطة تكتظ بالسكان دون أن يخشى أحد من انتقال العدوى .فقد شهد القرن الحادي والعشرين حتى الآن ستة أوبئة، كان أولها متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد والوخيم، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وإيبولا، وإنفلونزا الطيور، وإنفلونزا الخنازير، وأخيرا وباء كورونا المستجد. لافتاً أننا قد دخلنا فعلا في عصر الأوبئة حيث أصبحت هذه المدن لا تلبي متطلبات العيش الآمن وهذا يحتم تصميم مدن تظل آمنة وقابلة للعيش ولا تخلو شوارعها من السكان بمجرد تفشي وباء جديد.
وشدد الدكتور عادل الحديثي، على ضرورة تطبيق معايير جديدة للبناء، منها مراعاة الإضاءة والتهوية ووجود مساحات خضراء ومراعاة القواعد الصحية عند تخطيط المدن، لكى تصبح مستدامة وقادرة على الصمود في وجه الجوائح والحفاظ على صحة سكانها، مشيراً إلى أن المدن المزدحمة تلعب دورا كبيرا في انتشار الأمراض المعدية، ما لم تتخذ الدولة تدابير صحية عامة عاجلة، مطالباً تخصيص مساحات أكبر لممارسة التمارين الرياضية والتنقل سيرا أو بالدراجات، للحد من مخاطر انتقال العدوى في المدن، مشدداً على أن الاهتمام بإقامة شبكات صرف صحي ومرافق مياه ومنازل لائقة هو الخطوة الأولى لبناء مدينة قادرة على الصمود في مواجهة الأوبئة.
وأشار الدكتور عادل الحديثي إلى أن جائحة كورونا زادت من الطلب على المياه بالمنطقة العربية التي تعاني اصلاً من شح وندرة المياه وتداعيات الجائحة متعددة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية وتهديداتها غير مسبوقة خصوصاً على قطاعي المياه والزراعة على المستوى الوطني والإقليمي مما يلزم اتخاذ التدابير الإستباقية لمواجهتها وضرورة تنفيذ الاستراتيجيات والسياسات المستقبلية والقدرة على التعافي منها وأهمية توفير المياه بصورة دائمة ومستدامة لكافة السكان، مشيراً إلى أن مواجهة جائحة كورونا يحتاج إلى توفير موارد مالية كافية ويجب البحث عن آليات التمويل ووجود شراكات جادة بين القطاع العام والقطاع الخاص وتشجيع الصناديق والمؤسسات العربية أو إنشاء صناديق عربية للمساهمة في توفير الدعم المالي والفني لمواجهة المشكلة.
وأوصى الحديثي برفع كفاءة استخدام الموارد المائية المتاحة وترشيد الاستخدامات والعمل على خفض التكلفة الاقتصادية مع ضرورة تنمية مصادر جديدة منها تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي وحصاد الأمطار والسيول وإعادة النظر في السياسة الزراعية والاستيرادية والتصديرية وتعزيز المخزون الاستراتيجي وكذلك العمل على تعميق الوعى وبناء القدرات وتبادل الممارسات والخبرات بالدول العربية.