قرآن وعسلية .. في قطار العمال

يفض حالة الهدوء والصمت في القطار مرور احد الباعة الجائلين مثل بائع العسلية الذي يعرض بضاعته في تشويق بالغ يدفع احد العمال الي شراء كيس او اثنين من العسلية يوزعها علي المحيطين به من الزملاء ويحتفي معه بالطعم اللذيذ
تحدثنا الي بعض العمال وأخبرنا عم أحمد جابر الدسوقي انه يعمل بمصنع الغزل منذ عشرين عاما ويركب نفس هذا القطار منذ اليوم الاول للعمل وحتي الان وقال ان حالة القطار السيئة لا تضايقه كثيرا فالرحلة لا تستغرق اكثر من نصف ساعة حتي يصل بهم الي المصنع لكن ما يخشاه هي المرات الكثيرة التي يتعطل فيها القطار بسبب حالته الصعبة وتؤدي الي تعطل العمال عن اللحاق بموعد العمل أضاف الدسوقي ان مصلحة السكة الحديد تربح الكثير من خدمتها ولابد ان تقوم بتطوير قطاراتها حرصا علي امن وسلامة الناس وهو يتمني ان تنصلح الاحوال في القريب العاجل. الدسوقي قال ان عمال المحلة هم اكثر عمال مصر تفانيا في العمل وهم يحبون عملهم مثل حبهم لاولادهم او أكثر قليلا وقل ما تجد بينهم متكاسل او بتاع مشاكل وهم يعملون لثماني ساعات بشكل متصل بحيث لا توجد اي فرصة للراحة او التقاط الانفاس سوي في وقت الوجبة او تناول الغذاء اضاف ان مدة العمل في الوردية سبع ساعات تضاف اليها ساعة اضافية تعينهم علي رفع المرتب كي يناسب ظروفهم المعيشية التي وصفها بانها صعبة لكنهم يحمدون الله علي العمل ويدعونه ان تتعدل الامور للافضل.
حين يصل القطار الي محطة المحلة بعد ان يقوم بجمع العمال المنتظرين علي عشر محطات صغيرة يلقي بحمولته علي رصيف المدينة الصاخبة بالحركة ويصطف العمال في طوابير مزدحمة باتجاه مخرج المحطة نحو الكوبري الشهير بالكوبري السفلي الذي يفضي الي المدخل الرئيسي لشركة مصر للغزل والنسيج العريقة تمتلئ ساحات الدخول الي المصنع الكبير بالقادمين الي العمل في همة ونشاط وفي الاتجاه المعاكس يخرج عمال الوردية السابقة ويعزف الجميع سيمفونية عمل تحوطها الملائكة ويرضي عنها الله في الملكوت.

المصدر | جريدة المساء