بملتقى الفكر الإسلامي بساحة الإمام الحسين (رضي الله عنه) في الليلة الخامسة عشرة على التوالي:
- دكتور صابر عبد الدايم: من أسباب التكفير الذي انتشر بين شباب الأمة في العصر الحديث هو الجهل باللغة العربية ومعانيها
- دكتور جمال فاروق: عظمة اللغة العربية وخلودها ومكانتها ترجع إلى ارتباطها بالقرآن الكريم
في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير، والتوعية بقضايا الدين والمجتمع، وغرس القيم النبيلة والأخلاق الطيبة، وتوعية الشباب بالقضايا الدينية والوطنية، نظمت وزارة الأوقاف يوم الأربعاء 17 رمضان 1440هــ الموافق 22 / 5 / 2019م لقاءً علميًا بعنوان : “لغة القرآن وأثرها في فهم الشريعة” وذلك في إطار استمرار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة، حاضر فيه كل من: دكتور صابر عبد الدايم الأستاذ بجامعة الأزهر، و دكتور جمال فاروق عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، بحضور عدد من قيادات الوزارة، وبعض من السادة الأئمة، وجمع غفير من الجمهور، وعدد من طلبة العلم الموفدين من دول أفريقية وأسيوية، وأدار اللقاء الإعلامي طارق عبد الفتاح كبير المذيعين بالتليفزيون المصري.
وفي كلمته أكد دكتور صابر عبد الدايم الأستاذ بجامعة الأزهر أن القرآن الكريم هو الذي حفظ الله به اللغة العربية، قال تعالى: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”، مشيرًا إلى أهمية تعلم اللغة العربية، موضحًا فضيلته أن من جهل اللغة العربية لم يعرف اللسان الذى خاطبنا به الله (عز وجل) ولا نبيه (صلى الله عليه وسلم) ولا يحل له الفتيا.
وفي ذات السياق أكد فضيلته أن من أسباب التكفير الذي انتشر بين شباب الأمة في العصر الحديث هو الجهل باللغة العربية ومعانيها، مشيرًا إلى أن اللغة العربية لغة ثرية، فهناك كلمة واحدة في القرآن لها سبعة عشر وجهًا.
وفي ختام كلمته أشار فضيلته إلى أن الذين يروجون إلى أن سوق العمل لا يحتاج اللغة العربية هم واهمون، فاللغة العربية يحتاج اليها العلماء لفهم واستنباط أحكام الدين، والقضاة والإعلاميين، وكل فئات المجتمع بحاجة ماسة إلى تعلم اللغة العربية.
وفي ذات السياق أكد دكتور جمال فاروق عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة أن عظمة اللغة العربية وخلودها ومكانتها ترجع إلى ارتباطها بالقرآن العظيم، قال تعالى: “قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ”، مشيرًا إلى أن القرآن العظيم ليس فيه اختلاف أو تناقض.
كما أكد فضيلته أن الله تبارك وتعالى قد اختار اللغة العربية لغةً للقرآن لأن الرسالة الإسلامية رسالة خالدة ليست منسوخة بل ناسخة لجميع الشرائع السابقة، فلا يحدها زمان ولا مكان، موضحًا أن الطاقة البشرية لا يمكن أن تقف عند حدود لغة القرآن ومعانيها، مشيرًا إلى أنها لغة فيها المجاز، والكناية، والاستعارة، والتشبيه، مضيفًا أنه لا يوجد كلمة تدل على عمق النفي مثل التعبير بكلمة التوحيد “لا إله إلا الله”.
كما أوضح فضيلته أن من عجائب اللغة العربية أن فيها الأشياء الكثيرة للشيء الواحد، مثل كلمة “العسل” فقد ذكر مجد الدين الفيروز آبادي أن لها (80) اسمًا في اللغة العربية، مؤكدا فضيلته أن الله (عز وجل) حفظ هذه اللغة بحفظ القرآن الكريم لها، وأن شرفها قطعي، فهي أشرف اللغات.
وفي ختام كلمته أوضح فضيلته أن اللغة العربية قد ارتبطت بالشريعة الإسلامية ارتباطا وثيقا، مشيرًا إلى أن تعلمها واجب بالقدر الذي تتم به العبادة.