جبالى المراغى فى عيد العمال: أطالب بنص قانونى يضمن صرف العلاوات الاجتماعية للعاملين بالقطاع الخاص

كلمة النائب جبالى المراغى رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، ورئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، خلال الاحتفال السنوى بعيد العمال تحت رعاية وبتشريف فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى ..

[divide icon=”circle”]

سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى

رئيس الجمهورية

دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى

السيد الأستاذ محمد سعفان

وزير القوى العاملة

معالى السادة الوزراء ..

قيادات العمل النقابى ..

الحضور الكريم ..

السلام عليكم ورحمة اللـه وبركاته،،

بالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن عمال مصر في مختلف مواقع الإنتاج والخدمات أتشــــرف بأن أتقدم لكم يا سيادة الرئيس بوافر الاعتزاز والتقدير وبالغ الشكر والامتنان لتفضلكم برعاية احتفالنا بعيد العمال.. وهي مناسبة يسعد عمال مصر أن يبادلوكم فيها كل الحب والوفاء والتقدير.

يأتى احتفالنا بعيد العمال هذا العام ونحن نعيش أياما ذات صبغة روحانية كريمة ونستعد لحلول شهر رمضان المبارك واحتفالنا مع الأخوة الأقباط بعيد القيامة المجيد.

ويتزامن احتفالنا هذا فى غمرة احتفالات شعب مصر العظيم بالذكرى السابعة والثلاثين لتحرير أرض سيناء الغالية.. واستمرار عملية المجابهة الشاملة (سيناء 2018) وبهذه المناسبة فإننى أتشرف بأن أتقدم لسيادتكم ولرجال القوات المسلحة بأصدق التهانى بهذه الذكرى القومية العزيزة.

سيادة الرئيس ..

لقد حسم الشعب المصرى قراره وقال نعم للتعديلات الدستورية التى استهدفت إصلاحا سياسيا شاملا ونقطة انطلاق لا تتوقف نحو مستقبل أفضل.

وهنا أتوجه بعظيم الشكر إلى جموع الشعب المصرى على المشاركة الإيجابية فى الاستفتاء على تعديلات بعض مواد الدستور الأمر الذى يمهد لاستمرار عملية التنمية والبناء.

كما أخص بالشكر الهيئة الوطنية للانتخابات والقوات المسلحة والشرطة المصرية الذين تحملوا مسئولياتهم بمنتهى الوعى والإدراك الأمر الذى يؤكد على مساندة الشعب للدولة المصرية فى مواجهة تحدياتها نحو التنمية.

كما يطيب لى أن أتوجه بالشكر إلى السادة رئيس وأعضاء مجلس النواب والقيادات التنفيذية التى تشاركنا اليوم الاحتفال بعيد العمال.. كما أحيي دور الأزهر الشريف والكنيسة على ترابطهما وتلاحمهما ولم شمل جناحى الأمة والتصدى لقوى الشر والأفكار المغلوطة.. كما أتوجه بالتحية للقوات المسلحة والشرطة لما بذلوه من عطاء وطنى فى القضاء على منابع الشر والإرهاب وذلك بالتعاون مع القوى الوطنية الشريفة.

فخامة الرئيس ..

تمر الأمم بفترات تحتاج فيها إلى تنفيذ خطوات جادة على طريق الاستقرار والعمل وقد عبرت مصر مرحلة الخطر، واستقرت دعائم الدولة المصرية الحديثة التى خططت ونفذت العديد من المشروعات التنموية العملاقة فى مختلف المجالات.

ولم تكن مهمتكم يا سيادة الرئيس بالسهلة أو البسيطة لحكم دولة كبيرة ومهمة مثل مصر وقيادة شعب تخطى المئة مليون نسمة فى ظل ظروف صعبة ومعقدة داخليا وإقليميا ودوليا، وتحديات غير مسبوقة فى ظل الثورات الأخيرة التى نتج عنها آثارا سلبية، وفى ظل حروب إعلامية والكترونية من جانب الجماعات الإرهابية ومن يقف خلفهم.

ولا أحد ينكر أو يزايد على كل ما تم إنجازه فى فترة رئاستكم لمصر، إن الشعب المصرى يعلم قدر وطنيتكم وحبكم لبلدك وشعبك، ويعلم جيدا حجم ما تم إنجازه فى الظروف الصعبة التى مرت على مصر. وعلينا جميعا أن نستثمر حالة الأمل والتفاؤل، ونعمل على توسيع رقعتها بشكل كبير وبقرارات لن يتخذها سوى سيادتكم لأنها نابعة من إدراك كامل بكل الملفات والقضايا ومن أجل هذا قال الشعب نعم للتعديلات الدستورية.

لقد كان لتوجيهاتكم فى الاحتفال بعيد العمال الماضى عندما وجهتم عمال مصر بأن يختاروا الأفضل فى انتخاباتهم .. فقد أسفر هذا التوجيه بنتائج إيجابية حيث أفرزت الانتخابات قيادات نقابية متميزة من الشباب والمرأة العاملة.

إن عمال مصر على ثقة يا فخامة الرئيس بأن إيمانك بقدرات المصريين خاصة من المرأة والشباب والعمال الذين سيكون لهم النصيب الأوفر والمناسب فى عضوية البرلمان ومجلس الشيوخ والمجالس المحلية تأكيدا لدورهم الوطنى المنشود فى كل أوجه الحياة وليكن شعار المرحلة القادمة العمل ثم العمل ثم العمل.

فخامة الرئيس ..

إن عمال مصر فى مواقع العمل والإنتاج يدركون جيدا ما تقومون به من جهد لبناء دولة اقتصادية قوية ويدركون بحسهم الوطنى مدى اهتمامكم بتوفير كافة وسائل الرعاية الاجتماعية والصحية والأمان الوظيفى فى العمل.. وسعيكم الدؤوب لتعظيم موارد الدخل للوطن وخلق فرص عمل للجميع بالمشروعات القومية المختلفة.

ومن هنا يسعدنى باسم عمال وشعب مصر أن أشكركم على قراراتكم التاريخية التى أثلجت صدور العمال وأصحاب المعاشات والمتمثلة فى تحسين أحوالهم المعيشية من خلال زيادة الحد الأدنى للأجور والمعاشات مع صرف علاوة اجتماعية لهم مع أول يوليو المقبل وإننى على ثقة بأن الحكومة سوف تضع القواعد المناسبة لصرف هذه الزيادات التى تتناسب مع الزيادة فى الأسعار.. وإننى أتطلع بأن يقوم أصحاب الأعمال بالمسئولية الاجتماعية والوطنية تجاه العاملين بالقطاع الخاص ومنحهم العلاوات والحد الأدنى للأجور التى وجهتم سيادتكم بها بأن تضع الحكومة نصا يتيح صرف العلاوة الاجتماعية لعمال القطاع الخاص الذين هم الغالبية العظمى فى الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية التى هى تمثل أحد أعمدة الاقتصاد القومى محليا وخارجيا وكذا قطاع الأعمال العام والشركات المساهمة والمؤسسات الصحفية.

ويسعدنى يا فخامة الرئيس أن أشير لسيادتكم إلى دعوة ورعاية دولة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء للاجتماع بأعضاء مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ورؤساء النقابات العامة لبحث بعض القضايا والمشكلات التى تواجه العمال والعملية الإنتاجية وتم التشاور من أجل إيجاد السبل الكفيلة لحلها حتى تسود قطاعات العمل أجواء الاستقرار والأمان الوظيفى لزيادة الإنتاج وتحسينه ونأمل أن تتخذ الحكومة الخطوات اللازمة لحلها.

فخامة الرئيس ..

لقد ناقشنا مع دولة رئيس مجلس الوزراء مدى اهتمامكم بتطوير شركات قطاع الأعمال العام لتتمكن من توفير احتياجات الدولة حيث بدأت الشركات وخاصة الصناعات الاستراتيجية فى التطوير الشامل مثل صناعة الغزل والنسيج والحديد والصلب والألومنيوم والنصر للسيارات والسبائك الحديدية.

ومن الصناعات الاستراتيجية التى توليها سيادتكم اهتماما شديدا صناعة الدواء وخاصة الشركات المملوكة للدولة التى تقوم بدورا اجتماعيا لتوفير احتياجات المواطنين.. فهى تواجه منافسة غير متكافئة فى السوق المحلى بسبب تهالك الآلات وقلة المواد الخام.. فالأمر يتطلب إنشاء هيئة متخصصة للإنتاج والرقابة والتسويق لمنع الاحتكار ومافيا الدواء.

لقد كان لجهودكم المخلصة والبناءة نتائج إيجابية أدت إلى وضع مصر فى  مكانها الطليعى بين دول العالم وحصلت على مقاعد متميزة فى عضوية المنظمات الإقليمية والدولية وتوجت هذه الجهود بعودة مصر إلى الشأن العربى والإفريقى وتجسد ذلك بانتخابكم رئيسا للاتحاد الأفريقى حيث بدأت مصر انطلاقة تنموية شاملة بالدول الأفريقية تقوم على أسس الشراكة عن طريق الاستثمار الأمثل للموارد البشرية والطبيعية بدول القارة.

ويسعدنى يا فخامة الرئيس أن أعلن بأن الحركة النقابية المصرية التى تمتد جذورها لأكثر من مائة عام والتى ساهمت فى إنشاء منظمة الوحدة النقابية الإفريقية فى ستينات القرن السابق.. أسست بداية القرن الحالى المنتدى النقابى لدول حوض النيل وفور تولى سيادتكم رئاسة الاتحاد الأفريقى وجه الاتحاد العام لنقابات عمال مصر الدعوة لجميع الاتحادات العمالية بدول القارة حيث تم فى القاهرة وضع خطة للعمل النقابى المشترك هدفها التأكيد على دور العمال وتنمية مهاراتهم لخدمة المشروعات الأفريقية التى بدأت مصر مع الدول العربية والأفريقية إقامتها.

ويسعدنى يا سيادة الرئيس فى هذه المناسبة القومية والعالمية أن أشير إلى زياراتكم الناجحة للدول العربية والأفريقية والعالمية التى كانت دافعا قويا فى تعميق التعاون والعلاقات العمالية مع العديد من هذه الدول وكان من نتائجها تفعيل العلاقات العمالية مع عدد من هذه الدول وأخص بالذكر زيارتنا إلى أثيوبيا بدعوة من اتحاد نقابات العمال والتى كانت محورا للنقاش حول القضايا المشتركة، وكذلك دعوة من الاتحاد الحر لعمال البحرين والتى استقبلنا خلالها جلالة ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، وسمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء واللذان أكدا للوفد النقابى المصرى عمق العلاقات الأخوية بين مصر والمملكة.

وفى إطار التعاون العربى الأفريقى المشترك يسعدنى أن أعلن أمام سيادتكم بأن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر قرر تخصيص فرع الجامعة العمالية بأسوان ليكون مركزا لتدريب وتأهيل العمالة الأفريقية الموفدة من قبل الاتحادات العمالية بدول القارة إضافة لتخصيص منح دراسية لهم فى الأكاديمية الفنية العمالية المزمع الانتهاء من إقامتها نهاية العام الحالى.

كما يسعدنى أن أشير إلى التنسيق الذى يتم مع المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم العالى من أجل تطوير المعامل والورش واستغلال أصول الجامعة فى تحديث فروعها لإعادتها للمكانة التى تستحقها ولتخريج عمالة فنية ماهرة يحتاجها سوق العمل.

السيد الرئيس ..

إن عمال مصر يتطلعون إلى سرعة الانتهاء من إصدار باقى التشريعات التى تهم قضايا العمل والعمال وفى مقدمتها:

  • قانون العمل.
  • قانون التأمينات والمعاشات.
  • الانتهاء من التأمين على العمالة الغير منتظمة.
  • العمل على إصدار قانون يساهم فى تنمية موارد المنظمات النقابية أسوة بما هو متبع مع النقابات المهنية.

وفى النهاية أتوجه بالتحية لشهداء أبرار من قواتنا المسلحة الذين قدموا حياتهم فداء للوطن وبذلوا أرواحهم من أجل استعادة الأرض واسترداد الكرامة، ولرجال الشرطة الأبطال بوافر الاعتزاز والتقدير لدورهم البطولى فى الحفاظ على أمن واستقرار البلاد.

وتحية للمرأة المصرية صوت ضمير الأمة النابض بعشق الوطن التى يحرص الاتحاد العام لنقابات عمال مصر على تدعيم دورها فى كافة مجالات العمل.

وختـاما فإن عمال مصر يشرفهم بأن يتقدموا لكم يا سيادة الرئيس بكل التقدير والاعتزاز لرؤيتكم السديدة المطابقة لرؤية شعب أبي كريم يطمح لأن يمضى لمستقبل أفضل بعزم وثقة، ويتمنى أن يحيا حياة كريمة في ظل قيادة حكيمة وسياسة رشيدة.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار …

وحفظ اللـه مصر وطنا عزيزا آمنا وشعبا أبيا كريما يمضي لمستقبل أفضل بعزم وثقة.

والسلام عليكم ورحمة اللـه وبركاته،،