الرئيس عبد الفتاح السيسي في الإحتفالية.. 100 مليون جنيه لصندوق الطوارئ والعامل المصري ثروة الوطن الحقيقية ومحور التنمية

الإرهاب على رأس ما نواجهه من تحديات ومصر من أولَى الدول في العالم التي حذرت منه

أدعو للاهتمامَ بالعمالة الموسمية وغير المنتظمة وتوفير التغطية التشريعية والصحية والاجتماعية

أتطلع إلى انتهاء البرلمان لإصدار التشريعات العمالية

متابعة: أميرة عبداللـه

أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن دعم صندوق الطوارئ بوزارة القوى العاملة بمبلغ 100 مليون جنيه تخصص من صندوق تحيا مصر لدعم العمال بالشركات المتوقفة والمتعثرة مالياً.

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها بمناسبة الاحتفال بعيد العمال والتي استهلها بدعوة الحضور للوقوف دقيقة حداداً على أرواح شهداء مصر.

قال السيسي: «أتحدثُ إليكم في عيدِ العمال عيد كُل مصري شريف يكِّد ويعرق ويبذل غايةَ جهده لتعمير الوطن ونفع الناس أقف بينكم بقلبِ مواطنٍ مصريٍ يقدِّر جهد العاملِ في مصنعِه وفي موقع عملِه أياً كان أَشد على أيديكم وأُذكركم بأنَّ مِصرنا العزيزة تنتظر منكم الكثير لنُشَيد معاً أركان المستقبل لنا ولأجيال قادمة خلفنا فكل عامٍ ومِصر ناهضةً بسواعدكم متقدمةً بإخلاصكم».

أضاف إن حرصَ الدولة على الاحتفال سنوياً بعيد العمال يجسد في جوهره احترامَها وتقديرَها العميق لما يقدمه العمال من عطاءٍ في شتى ميادين الإنتاج ويؤكد دورَهَم الكبير في دفع مسيرة البناء والتطوير للمساهمة في رفعةِ هذا الوطن العظيم.

أكد الرئيس أن العامل المصري هو ثروة الوطن الحقيقية ومحور التنمية وقاعدة الانطلاق نحو مستقبل أفضل من خلال تعزيز مسيرة اقتصادنا الوطني وكما أوصت تعاليم الأديان السماوية بأن العمل عبادة فأوصيكم ونفسي بإخلاص وإتقان العمل واعلموا أن وطنَكَم الذي ينتظر ثـمرةَ جهودكم عملاً دؤوباً وإنتاجاً وفيراً يحرص على أن تكون حقوقكم دوماً مُصانة.

قال: «لقد عانت مصر خلال السنوات الماضية شأنها في ذلك شأن غالبية دول المنطقة من تحدياتٍ خطيرة ذات أبعادٍ اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ وسياسيةٍ ولعلكم تعلمون جسامة تلك التحديات وتعلمون أنه لا سبيل للخروج منها إلى بر الأمان سوى بالعمل الجاد والمستمر واثقين من أن النجاحَ حليفُ المجتهدين وأن الأممَ لا تُبنَى إلا بمجهودات أُولِي العزمِ من أبنائها ويأتي خطر الإرهاب على رأس ما نواجهه من تحديات وكانت مصر من أولَى الدول في العالم التي حذرت منه وطلبنا من الجميع التكاتفَ لحماية الإنسانيةِ من شرورِه والقضاء على مسبباته سواء المباشر منها أو الكامن وخاض ويخوض الجيش المصري العظيم ورجال الشرطة البواسل حرباً ضروساً ضد بؤر التطرف المختلفة خاصة في أرض سيناء الغالية وعانينا معاً من ويلاتِ الغدرِ وآلام فَقدِ الأحباء وتحمل المصريون في تلاحمٍ تعجب منه العدو قبل الصديق تَبعاتِ تمسكهم بوطنهم والتضحية من أجله فتحية منّا لأرواحِ شهداءِ الوطن الذين نتذكرهم بكل فخر وعزّة ونؤكد دوماً أنهم في قلوبنا أحياء وأننا قادرون بإذن الله على القصاص لحقهم وسنحيا معاً حياةَ كريمةَ آمنةَ في وطننا مهما كلفنا ذلك من تضحيات معتمدين على سواعدنا ومدافعين عن قضيتنا العادلة لا نخشى في الحق لومة لائم.

أضاف: بينما نواجه تحدي الإرهاب نستمر في العمل على إصلاح بيتنا من الداخل إدراكاً لضرورة مواجهة الأزمات التي طال أمدها في الاقتصاد ولذلك اعتمدنا خطةً طموحة للإصلاح الاقتصادي الشامل ترتكز بالأساس على دعم المنتج الوطني وزيادة الصادرات وجذب مزيد من الاستثمارات بهدف زيادة فرص العمل للشباب وتعظيم الاستفادة من طاقاتهم في خدمة الوطن ووصولاً إلى توفير المستوى المعيشي اللائق الذي يستحقه كل المصريين والعمالِ في القلبِ منهم كما وجهنا بسرعة الانتهاء من حزمة التشريعات العمالية المنظمة لقضايا العمل والعمال والاستثمار لتوفير مناخٍ من الاستقرار والطمأنينة في العلاقة بين طرفي العملية الإنتاجية وأتطلع إلى انتهاء البرلمان في أقرب وقت ممكن من إصدار هذه التشريعات لنبدأ خطوات التطوير ونجتاز معاً تلك المرحلة بنجاح ونُرسي دعائمَ النمو والتقدم والتنمية الشاملة.

أوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه يتطلع خلال الفترة المقبلة لأن نُزيدَ الاهتمامَات بالفئات العمالية التي تعمل في بيئة وظروف عمل قاسية وعلى رأسهم العمالة الموسمية والعمالة غير المنتظمة وأن يتم توفير التغطية التشريعية والصحية والاجتماعية لهم والتي يستحقونها مضيفاً كما أتطلع إلى بذلِ مزيدٍ من الجهد لدمج القطاع غير المنظم في الاقتصاد الرسمي للاستفادة من إمكانياته في دعم الاقتصاد الوطني فضلاً عن توفير الحماية اللازمة للعاملين فيه وتحسين مهاراتهم ورفع إنتاجيتهم أشار إلي أن الدولةَ تولى اهتماماً كبيراً بالصناعات كثيفةِ العمالة خاصةً صناعة الغزل والنسيج والتي يعمل بها أكثر من مليون عامل ويمكن أن تسهم بدرجةٍ كبيرة في حل مشكلة البطالة قائلاً لذلك فإننا نعمل على تطوير الشركات ذات الإنتاجية العالية في هذا القطاع الاستراتيجي والتحول إلى الأساليب التكنولوجية ذات التقنية العالية وتدريب العمالة عليها بما يضمن خفض تكلفة الإنتاج ورفع القدرة التنافسية للمصانع المحلية للغزل والنسيج في مواجهة المنتجات الواردة من الخارج والعمل كذلك على توفير التمويل اللازم للمصانع المتوقفة عن العمل في هذا المجال أو التي تعانى من عدم تحديث الآلات والمعدات بها.

قال: أناشد أصحابَ الأعمال الشرفاء الاستمرار في حل المشكلات التي تواجه عمالهم وصونَ حقوقهم والاضطلاع بمسؤولياتهم الاجتماعية تجاه الوطن وليتذكر كل منا أننا شركاء في هذا الوطن وأن مصيره في يدنا نكتبه جميعًا باجتهادنا وعملنا وتكاتفنا.