السادة الحضور..
يطيب لي ان اتقدم بخالص الشكر والتقدير لمنظمي هذا المؤتمر الحافل الذي يعقد بالتعاون بين منظمة الوحدة النقابية الإفريقية التي تأسست بعد سلسله من المحاولات المستميتة وانتهت مع أقدم المحاولات الرسمية لعقد مؤتمر إفريقي مؤتمر أكرا (عاصمة غانا) في الفترة بين (15- 24 نيسان عام 1958م)، وحضرته الدول المستقلة حينئذ وقد ضم هذا المؤتمر ما يزيد على (200) عضو يمثلون مختلف الأحزاب والاتحادات الطلابية والنقابات العمالية في مختلف أنحاء القارة الإفريقية. وبالتعاون مع اتحاد عمال اليابان “الرنجو” من اقوي الاتحادات العمالية اليابانية وتبلغ عدد العضوية 6820000. منذ إنشائه في عام 1989، رينغو يسعى جاهدا لحماية الوظائف وتحقيق حياة أفضل لجميع العمال.
و ليس غريبا ان نلتقي اليوم بكم هنا كممثلين لاكبر منظمة غير حكوميه مصريه تنظم أكثر من ستة ملايين من العمال بعد ان حظي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهوريه مصر العربية بلقب اول زعيم عربي وافريقي يلقي خطاب أمام البرلمان الياباني في لفتة تعكس مكانة مصر المتنامية لدى اليابان، ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي،كلمة أمام البرلمان الياباني، أكد فيها أن شعب مصر فى سبيل تحقيق أحلامه وبناء مستقبله يمد يده بالتعاون والمحبة للشعوب الصديقة الجادة التى تدرك حقا معنى وقيمة الأوطان لتسهم معه فى مواصلة مسيرته التنموية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
هذا ويتزامن هذا المحفل الذي تحضره كوكبه من النقابيين والممثلين للعمال الأفارقة بعد الصحوة الأفريقية التي قادتها منظمة الوحدة النقابية الأفريقية بقيادة الزميل ارزقي مزهود أمين عام منظمة الوحدة النقابية الأفريقية ومجلس إدارة المنظمة الذي افخر أن أكون احد أعضائه.
الزملاء الأعزاء ..
لقد كان هدف الاتحاد الأفريقي هو الوصول الي رؤية مشتركة لبناء أفريقيا بعد الاستقلال وجعلها موحدة وقوية لتستطيع القيام علي قدميها امام التحديات، ودعم السلام والأمن والاستقرار فى ربوع القارة الأفريقية كشرط لازم لتطبيق أجندة التنمية والتكامل الخاصة بالاتحاد والتي يؤمن بها أعضاء منظمة الوحدة النقابية الأفريقية. .
ويُعَد الاتحاد الأفريقي المؤسسة الرئيسية فى القارة التى تلعب الدور الأساسي فى تعزيز التكامل الاقتصادي والاجتماعى والحقوقي بين دول القارة وهو ما يؤدى بدوره إلى مزيد من الوحدة والتضامن بين الشعوب والدول الأفريقية والعالم.
ان حل المشكلة الأفريقية لن يكون إلا بالأيدي الأفريقية. علينا أن نتذكر تعهدات اليابان للزعماء الأفارقة بدعم كل من القطاعين العام والخاص قدره قيمته 32 مليار دولار، وذلك لتعزيز النمو في القارة وتشجيع الشركات اليابانية على الاستثمار خلال السنوات الخمس القادمة, وتتضمن الحزمة التي كشف عنها رئيس الوزراء شينزو آبي خلال افتتاح مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية مساعدات رسمية بقيمة 14 مليار دولار و6.5 مليار دولار دعما في مجال البنية التحتية.
وتحرص اليابان الفقيرة في الموارد على الاستفادة من الموارد الطبيعية الضخمة في إفريقيا، ولاسيما مع تنامي الاعتماد على استيراد النفط والغاز بعد كارثة فوكوشيما النووية عام 2011، التي تسببت في إغلاق معظم المفاعلات النووية في اليابان.
وبلغت الاستثمارات اليابانية المباشرة في إفريقيا 460 مليون دولار في 2011 مقارنة مع 3.17 مليار دولار للصين بحسب بيانات من هيئة التجارة الخارجية اليابانية والحكومة الصينية.
لقد كان هذا السرد التاريخي لازما لكي نتذكر جميعا ما يدور في فلك هذا الاجتماع.
أتيت إليكم أيضا بصفتي أمين عام اتحاد نقابات عمال مصر ووكيل لجنة القوي العاملة بالبرلمان المصري وليد ثورة 30 يونيو حيث خرج ملايين المصريين لحماية بلادهم. وقد أصبح لمصر بعد ثورة 30 يونيو برلمان واقر لأول مرة في تاريخه وثيقة التنمية الخضراء أو ما يسمي بالوظائف الخضراء إيذانا بدفع عجلة التنمية المستدامة التي كانت بمبادرة مشتركه للقاء مكوكي بين الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ومكتب العمل الدولي بالقاهرة واعترافا بأهمية احترام البيئة وتوفير فرص عمل لائقة وفقا لأدبيات منظمة العمل الدولية.
نجتمع اليوم ونعلن باسم عمال مصر الشريك الأساسي في قطار التنمية في مصر. وان نعلن أمام حضراتكم أن مصر تطلب منكم مد يدي التعاون الأمن لتنفيذ خارطة الطريق المصرية في ميدان العمل والعمال عملا بالمثل الصيني علمني الصيد ولا تعطيني سمكا.
فبعد انعقاد ونجاح مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي وبعد افتتاح قناة السويس الجديدة لخدمة الاقتصاد العالمي ندرك جميعا أن مصر تفتح اذرعها للاستثمار الجاد ونحن كممثلين للعمال في هذا المجال, ندرك تماما ان الاستثمار هو السبيل الوحيد لإيجاد فرص عمل جديدة حقيقية ونأمل الاستثمار في الصناعات الحديثة التي تدر عائد وتوظف ألاف الشباب. ولن يكون هناك سبيل أمام العالم للقضاء علي الهجرة غير الشرعية وفتح أسواق عمل بمفهوم جديد وتشجيع استثمار القطاع الخاص في المنطقة ليشمل إفريقيا وإنني أمد يد عون مصر الي القارة الأفريقية من خلال هذا المؤتمر. مقترحا عقد اللقاء القادم بمصر وبحث أوجه التعاون المشترك باقتحام مشاكل العمل في مصر وإفريقيا تعظيما للتعاون الثنائي الذي نسعي به وصولا إلي السوق الأفريقية المشتركة.
أيها الزملاء أؤكد علي أهميه إدراج منظمة الوحدة النقابية الأفريقية كشريك فاعل للرنجو فهي المفتاح للقارة ويحرص قادتها علي الوقوف صفا واحدا من اجل الوصول للرخاء داخل القارة متخطين الحواجز الامبريالية التي لا تستهدف الا مصلحتها الخاصة.
لقد كان حرص مصر بقيادتها الجديدة متمثلة بالرئيس عبد الفتاح السياسي إلي الوصول إلي كلمة إفريقيه موحدة ونحن كعمال حرصنا علي ذلك وأنشأنا اتحادات دول حوض النيل لتحمي المصالح المشتركة لتلك الدول ونأمل دعوتها وألوح هنا بأنني أؤكد علي إن أمناء عموم دول حوض النيل الأربع يتطلعون للتعاون معكم.
هذا وارفع لمقامكم الرفيع طلب الاتحاد العام لنقابات عمال مصر إلي اتحاد عمال اليابان بتطوير منظومة الثقافة العمالية في مصر حيث يمتلك الاتحاد العام اول مؤسسه ثقافيه عمالية أنشئت في الشرق الأوسط ونحن حريصين علي ايجاد التطوير من خلال التعاون مع المنظمات الصديقة. وكذا نتطلع للشراكة مع احد الجامعات اليابانية والأكاديمية التابعة لاتحاد العام كي تقدم دراسات أكاديمية حديثه ليس للمصريين من أبناء العمال فحسب بل لأبناء القارة الأفريقية عامه حيث قارب الاتحاد علي الانتهاء من بناء الأكاديمية الحديثة لنكون منارة العلم في القارة الأفريقية يهتدي إليها طلاب العلم من كافه إنحاء المعمورة.
وأوجه نداء إلي مكتب إفريقيا التابع لمنظمة العمل الدولية لعقد مؤتمر لبحث سبل التعاون الإفريقي الأفريقي لإيجاد فرص عمل بالقارة الواحدة ويسعدنا التنسيق معكم لتحقيق هذا الهدف الكبير.
و يسعدني في النهاية أن أزف عليكم ترشيح السفيرة مشيرة خطاب لليونسكو طالبا دعمكم لمرشحه مصر لما لها من خبرة كبيرة لكي ترعي قارتنا الغراء بعد إن حازت علي ثقة الساسة الأفارقة.
كما يشرفني إن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للسيد فرانسيس أتولي أمين عام اتحاد عمال كينيا علي كرم الاستقبال كما اشكر الحكومة الكينية علي تذليلها كافه الإجراءات والتي ساعدت علي إثراء هذا العمل.
خالص تحياتي وتمنياتي لكم بالتوفيق والسداد.