الجمل: في مؤتمر “العمال المهاجرين .. الواقع والتحديات” يؤكد تعثر برامج التنمية في دول العالم الثالث وتزايد الفقر والهجرة الشرعية وغير الشرعية

الجمل .. ضرورة بناء وحده نقابية على المستوى العربى والافريقى والدولى لحفظ التوازن

سرور .. الحكومة تعمل للحد من الهجرة غير الشرعية

كتبت : أميرة عبداللـه

عقدت النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب برئاسة عبد المنعم الجمل الاجتماع التشاوري الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحت عنوان “العمال المهاجرين .. الواقع والتحديات” الذي تستضيفه مصر علي مدار يومين برعاية الاتحاد الدولي للبناء والأخشاب.. قال جمال سرور وزير القوي العاملة أن الحكومة تعمل من أجل الحد من مشكلة الهجرة غير الشرعية لما لها من خطورة علي المهاجرين مشددا علي ضرورة أن يكون العامل الراغب في السفر للعمل في الخارج حاصلا علي عقد عمل موثق ومعتمد من القوي العاملة منوها إلي أن مصر من الدول المصدرة للعمالة نظرا للظروف التي تمر بها وفي المقابل لدينا عمالة أجنبية تعمل بطريقة شرعية وتلقي كل احترام وتقدير ورعاية.

أضاف : بلادي تحترم الاتفاقيات الدولية التي صدقت عليها والتي تصل إلي 64 اتفاقية عمل تحترم حقوق العمال مشيرا إلي أن العمالة المصرية في الداحل والخارح لها تقدير كبير لدي الحكومة وتعمل علي الحفاظ علي حقوقهم وتقدم لها كل الرعاية مشيرا إلي أن الوزارة لديها مكاتب للتمثيل العمالي في قنصليات وسفارات مصر بالدولة العربية والأجنبية لرعاية المصريين بالخارج ودورها كبير في تسويق فرص العمل أمامها لامتصاص الفائض في قوة العمل من خلال الاتصال بأصحاب الأعمال والمؤسسات المختلفة وترغيبها في الإستعانة بالأيدي العاملة المصرية وتعمل علي حل المنازعات العمالية بين العمال وأصحاب الأعمال ومساعدة العمال في الحصول علي مستحقاتهم سواء في أثناء تواجدهم بالخارج أو بعد عودتهم إلي أرض الوطن وتزويد العمال بالمذكرات القانونية التي تدعم موقفهم وإرشادتهم إلي الإجراءات النظامية الكفيلة بالحفاظ علي حقوقهم.

قال عبد المنعم الجمل رئيس النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب “تعثر برامج التنمية في دول العالم الثالث وتزايد الفقر والهجرة الشرعية وغير الشرعية تفرض علينا التمسك بحقوق الإنسان المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والحلق في السلام والحق في العيش داخل بيئة نظيفة”.

أضاف : الأزمات السياسية التي تفاقمت بفعل “الربيع العربي” أدت لزيادة كبيرة في الهجرة داخل المنطقة وخلف وراءه الملايين من العمالة المهاجرة التي تسعي إلي وضعية اللجوء في الأردن ما يقرب من 1،4 مليون وفي لبنان 1،5 مليون وفي تركيا ما يقرب من 2،7 مليون الأمر الذي خلق ضغوطا اقتصادية هائلة في هذه البلدان وتابع “الجمل” الحقوق التي ننادي بها سبق وطالب بها وأكدها الإعلان العالمى “للحق فى التنمية” الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 4 ديسمبر 1986 ووقعت عليه الدول بإجماع كامل مشيرا إلي أن هذا الإعلان يضع التزام أدبى وأخلاقي على الدول المتقدمة المشاركة بشكل جدى فى عمليات التنمية بإقامة المشروعات فى الدول الفقيرة وليس لتخويف الدول وإرهابها تحت دعاوى كاذبة عن إنتهاك هذه الحقوق.

أكد أن أهم ما يعوق عمليه التنمية والاستقرار ويؤدى إلى تفاقم الفقر والبطالة ومظاهر العمل غير اللائق والهجرة ظهور الأزمات السياسية والتوترات الاجتماعية والحروب الأهلية أوضح الجمل أن انتهاك الديمقراطية وحقوق الإنسان تعد سببا رئيسياً من أسباب التفكك الاقتصادى والتدهور الاجتماعى ويقلل من فرص توليد العمالة وتزيد من حلم الهجرة عند الفقراء من مناطق الصراع والنزاعات التى تعد مسرحا للمجاعة وتفاقم عمل الأطفال وانتشار الأوبئة والأمراض.

قال.. ليس غريبا على الأحفاد حاملى جينات الأجداد الانطلاق من الميادين والقيام بثورتين أسقطوا فيهما نظامين مستبدين فى ثلاث سنوات فقط وأن الأهداف الأربعة “عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامه إنسانية” قيم إنسانية خالصة وليس عصياً على شعب بهذه الحضارة والنبل أن يقيم دولة ناهضه تسعى إلى التطور والحداثة.

شدد “الجمل” علي ضرورة بناء وحده نقابية على المستوى العربى والافريقى والدولى تحفظ التوازن بين كفتى ميزان القوة في ظل ما يعانيه العالم العربي من آثار الحروب، والهجرة غير الشرعية خاصة في ظل ما تعانيه المنطقة من إرهاب غاشم أدي لتزايد معدلات الإتجار في البشر فيما قال رود بارس رئيس اللجنة المخصصة للهجرة بالاتحاد الدولي إننا نشهد تغيرات سياسية واجتماعية وصراعات مختلفة كلها أثرت على حياة الملايين من الناس وعلى ظروف الحياة السليمة، ففي 2005 كان هناك 700 ألف تقريبا من الناجين المهاجرين إلى أوروبا من دول سوريا وكوسوفا ونيجريا وإرتريا.

وأضاف خلال كلمته في الاجتماع التشاوري الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحت عنوان “العمال المهاجرين .. الواقع والتحديات” الذي تنظمه نقابة البناء والخشاب أن هناك ما يقرب من 3 آلاف رجل وسيدة فقدوا حياتهم بسبب الهجرة موضحا أننا لابد أن نركز على رفع الوعي بقضايا الهجرة للحفاظ على حقوق المهاجرين مشيرا إلى أن هناك فريق عمل تم إنشاءه في 2004 وتم تنظيم 4 مؤتمرات لمناقشة قضية الهجرة وكانت تمثل كلها جهود الاتحاد الدولي في قضية الهجرة وأشار إلى أن هناك مهاجرون كثر من سوريا وغيرها بسبب الحروب فضلاً عن من يدفع أموالا ليهاجر بحثا عن حياة كريمة، وهناك آلاف من العمال المهاجرين بسبب أزمات سياسية وأوضاع اقتصادية واجتماعية انتقلوا إلى لبنان ومصر وتركيا مما أثر على اقتصاد الدول المهاجرين إليها، موضحا أن هناك موجه كبيرة من المهاجرين ستصل إلى حدود أوروبا التي أصبحت تغلق حدودها أمامهم ومن ثم لابد أن نعمل على استخدام جهود النقابات لوقف الحروب وتعزيز حقوق الإنسان.

قال بيتر فان غوى مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة أن الهجرة موجودة في مصر والعالم منذ آلاف السنين ولكنها الأن أصبحت جزء هام فى منظمة العمل الدولية للوصول إلى العمل اللائق بالطريقة الصحيحة وعلاقة المنظمة بالهجرة تأتي ضمن المجالات التى نعمل عليها مضيفاً أن هناك نظم وممارسات جيدة معمول بها فى العالم لحماية العمال المهاجرين ولدينا برنامج يغطى المغرب وتونس ومصر ومدعوم من جانب الحكومات ويساعد هذه البلدان في تعزيز القدرات المؤسسية لحماية المهاجرين.

شدد بيتر على دور النقابات العمالية فى حفظ وحماية حقوق العمال المهاجرين وقال عليكم تحديد دوركم فى تعزيز حقوق العمال وأنه إذا كان هناك دور تستطيع المنظمة تقديمه للمساعدة فهى على إستعداد تام لذلك.

أوضح السفير محمد غنيم مستشار وزير الخارجية للهجرة أن المشكلة ليست فى ظاهرة الهجرة ولكن السؤال هنا كيف تتم والسفر عن طريق الهجرة غير الشرعية تعرض صاحبها للخطر لذا نحاول أن نعمل للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية.

كشف غنيم أن هناك قانون جاهز للعرض على البرلمان خاص بالهجرة غير الشرعية وهو لايعاقب ولا يجرم المهاجر ولكن يعاقب من يتاجر من خلال الهجرة غيرالشرعية وهناك إتفاقيات وجهود دولية فى هذا الشأن منها ما يسمى بعملية الخرطوم نظرا” ﻷن أول اجتماع لها كان فى الخرطوم ولها العديد من التحركات فى هذا الموضوع.

وقال يوسف جمور ممثل منظمة فريدرش إيبرت إن منظمته تعمل على دعم الديمقراطية والحرية بمفهومها الشامل والدعوة لحقوق الإنسان والمساهمة في الأمن والسلام في العالم كما أننا نساند النقابات العمالية في تطوير نفسها لكي تصبح قادرة على تحمل الظروف والعيش في نظام ديمقراطي صحي.

أضاف خلال كلمته في الاجتماع التشاوري الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحت عنوان “العمال المهاجرين .. الواقع والتحديات” الذي تنظمه نقابة البناء والأخشاب أن المنطقة تمر بظروف عصيبة وحروب تركت أثارًا عظيمة وتسببت في هجرة السكان فضلاً عن الأزمات الاقتصادية التي تؤدي للهجرة لتحسين الأوضاع مما يجعل العمال يضطرون لشغل أي وظيفة تعرض عليهم من أجل العيش لذا تعتبر قضية الهجرة من أهم القضايا المؤثرة التي تجعلنا نركز علي حلها.

تابع… نشارك في هذا المؤتمر لنقدم كل خبراتنا في قضايا الهجرة ودراسة الحلول المقترحة من قبل المشاركين لنشكل رؤية تساعد العمال على العيش في حياة كريمة.

قال محمود الحيارى رئيس النقابة العامة لعمال البناء باﻷردن لقد أبدينا إستعدادنا التام لتقديم التدريب اللازم للاجئين السوريين لمساعدتهم فى أن يكون لديهم مهنة أو حرفة تساعدهم على إكتساب قوتهم فى ظل الظروف التى يعانوا منها حاليا”، وهذا ماهو مسموح لنا عمله أوضح الحيارى أن العمال السوريين أصبحوا ينافسون العمال اﻷردنين والمصرين فى اﻷردن، فنعلم أن العمالة المصرية تشكل عدد كبير من العمالة الموجودة فى اﻷردن ويبلغ عددها 700 ألف مصرى يعمل باﻷردن أوضح الدكتور إبراهيم عوض أستاذ إدارة الأزمات بالجامعة الأمريكية أنه علي النقابات العمالية أن تقوم بإدماج اللاجئون للعمل في سوق العمل وأن مساعدة اللاجئين تعد مساعدة للدولة المضيفة التي قد تتحمل أعباءهم طالما بدون عمل وأن توفيرها فرص عمل لهم تقلل من هذه الأعباء.

أكد أن التمييز ليس في البلدان الأوروبية فقط بل في البلاد العربية أيضاً وهذا يعد أكبر ضررفي حق اللاجئ أو المهاجرمطالباً برفض التمييز في كل بلدان العالم.

طالب د.عوض النقابات العمالية بأن يكون لها دور في وجود ” تنظيم دولي ” للاجئين والمهاجرين وأنه لابد من أن تتماشي السياسات الإنسانية مع سياسة مرقبة الحدود مشيراً إلي أن الإتحاد الأوروبي يطبق قانونين “قانون دامبل” الذي يفرض عقوبات وجزاءات علي شركات الطيران الذي تسمح بسفر البعض بدون تأشيرات دخول للبلدان الأخري وأنه لابد أن توفر الحماية المعترف بها في القانون الدولي وتوفير سبل الحياة السليمة العادلة للاجئين.

حضر المؤتمر قيادات نقابة من هولندا وأسبانيا وإيطاليا وجنوب إفريقيا وقيادات الاتحاد الدولي للبناء والأخشاب فضلا عن قيادات نقابية من لبنان وتونس والعراق والأردن والمغرب وفلسطين.

شارك في المؤتمر بيت ماتوسا نائب رئيس الاتحاد الدولى للبناء والأخشاب ورود بارس رئيس اللجنة المخصصة ويوسف جمور ممثل فريدرش ايبرت وأمبت يوسن الأمين العام للاتحاد الدولى للبناء والأخشاب.