المنظمات النسائية: ترفض فتوى مفتى السعودية بإباحة زواج القاصرات

كتبت | ميادة فايق

ندد المنظمات النسائية والمهتمين بالمرأة بفتوى الشيخ عبد العزيز ال الشيخ مفتى عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء والذيى يبيح من خلاله زواج القاصرات دون سن الـ15 عاما وشبيهاتها، التى تطيح بأحلام وطفولة وبراءة فتياتنا بعرض الحائط، فالفتيات فى هذه السن يكن غير ناضجات فكريا ولا نفسيا ولا مجتمعيا بالشكل الكافى، ولا تستطيع أن تبدى برأيها فى حياتها الخاصة وفى امور كثيرة من حياتها الزوجية مما يتسبب فى زيادة الأعباء الملقاه على عاتق هذه الطفلة الصغيرة وبالتأكيد تكون غير قادرة على تربية الأطفال لأنها هى أيضا لا تتجاوز عمر الطفولة.

فهاجمت إيمان بيبرس رئيسة جمعية نهوض وتنمية المرأة مثل هذه الفتوى، مشيرة الى أن هناك العديد من الدراسات المحلية والعالمية اثبتت ان زواج الفتاة فى سن مبكرة جدا يسبب لها الكثير من المشاكل الصحية والنفسية، كما أن زواج البنات قبل الثامنة عشرة يجعلهم عرضة للاصابة بعدد من الامراض حيث قد يعرضها الحمل المبكر الى الإجهاض المتكرر أو الحمل خارج الرحم أو حتى للعقم، كما أنه يؤثر سلبا على صحة الأبناء حيث يكون الجهاز التناسلى للنساء غير مكتمل والرحم فى بداية نموه، مما يؤثر سلبا على صحة المواليد ويصيبهم بالتخلف العقلى أو موتهم أو عدم اكتمال نموه.

وفى سياق متصل قالت سالى الجباس رئيسة مركز سيزانبراوى انه لا يجوز الاستناد الى ما ورد فى بعض الروايات المختلف فيها، أن الرسول صلى الله عليه وسلم، تزوج السيدة عائشة وعمرها تسع سنوات، لأن هناك روايات أخرى تؤكد أن سنها لم تكن اقل من 17 عاما، بالاضافة إلى اختلاف ظروف البيئة والظروف المناخية التى كانت تجعل الفتاة اكثر صحة واسرع بلوغا واكثر خبرة بشؤون الحياة، لهذا فإن الحل هو اللجوء الى الأطباء لتحديد مدى قدرة المرأة على تحمل متطلبات الزواج من الناحية الجسدية ونضج أعضائها التناسلية واستعدادها النفسى، من خلال أسئلة يستشف منها ذلك، وهذا الحل نوع من الاستعانة بأهل الاختصاص، وقد أمرنا الشرع بذلك فى قوله تعالى: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون».

ومن جانبها وصفت مزن حسن، مديرة مؤسسة نظرة للدراسات النسوية، مثل هذه الفتاوى وزواج القاصرات بأنه اغتصاب يحاول البعض تقنينه دينيا تحت اسم الزواج لبنات ما زالت قريناتهن فى مرحلة التعليم الأساسى أو يلعبن فى الشوارع، لهذا فهو يعد صدمة نفسية كبيرة جدا قد تدفع البنت الى الانتحار، خاصة انه ليس لديها اى دراية بأمور الزواج مما يجعل زوجها يقوم بمعاشرتها بالإجبار، وهى لا تعرف أى استمتاع لأنها لم تنضج نفسيا أو جسديا، فإذا بهن يصبحن أمهات أطفال يحملن ويلدن، مما يزيد عدد الضحيا من ثمرة هذه الجريمة.

وأضافت “حسن” يخطئ من يعتقد أن ظاهرة الرق اختفت فى العصر الحديث، فإذا كانت العبودية فى الماضى تتم بشكل صريح عن طريق البيع والشراء، فإنها الآن تتخذ أشكالا أخرى، منها ما يطلق عليه زواج القاصرات، الذى يتم من خلاله انتهاك حقوق المرأة.

المصدر | جريدة العمال الورقية

القسم  | النصف الآخر

العدد    | 2410