غاي رايدر يصرح بأن منظمة العمل الدولية ستجدد جهودها لضمان الالتزام بمعايير الصحة والسلامة في العمل في جميع أنحاء العالم.
فرانكفورت (أخبار م.ع.د) – دعا غاي رايدر المدير العام لمنظمة العمل الدولية في المؤتمر العالمي العشرين للسلامة والصحة في العمل إلى “خلق ثقافة عدم تسامح مع المخاطر في العمل”. وقال للمشاركين الذين يبلغ عددهم نحو أربعة آلاف أن السلامة والصحة ستصبحان جزءاً لا يتجزأ من مجمل أعمال منظمة العمل الدولية.
وقال رايدر مخاطباً خبراء في السلامة المهنية وسياسيين وعلماء من 141 دولة اجتمعوا في فرانكفورت بألمانيا في أكبر حدث للسلامة المهنية في العالم إن منظمة العمل الدولية ستركز على إحداث أثر أكبر في الثقافة العالمية المرتبطة بالسلامة والصحة في العمل وعلى أرض الواقع في مكان العمل.
وصرح رايدر قائلاً: “يحتل فيروس الإيبولا والمآسي التي يحدثها عناوين الصحف اليومية، وهو أمر صائب. ولكن هذا لا ينطبق على وفيات العمل. ولذلك، يتعين علينا خلق ثقافة وعي دائمة”.
وأوضح رايدر بأن عدم ضمان بيئة عمل آمنة وصحية يُعتبر أحد أشكال العمل غير المقبول به. وقال: “هذا يضع السلامة والصحة في خانة واحدة مع العمل الجبري، وعمل الأطفال، والحرية النقابية، والتمييز. وهي أمور يعترف بها إعلان منظمة العمل الدولية بشأن المبادئ والحقوق الأساسية في العمل”.
وأردف بأن السلامة والصحة ستصبحان جزءاً لا يتجزأ من مجمل أعمال منظمة العمل الدولية، بما في ذلك تسليط الضوء على الفئات غير المرئية والضعيفة من العاملين في الاقتصاد غير المنظم والاقتصاد الريفي فضلاً عن العمال المهاجرين.
إنقاذ الأرواح البشرية يعني توفير المال
[divider]
قال رايدر: “إن التحدي الذي نواجهه شاق وصعب، إذ يحصد العمل عدداً من الضحايا أكثر مما تحصده الحروب في جميع أنحاء العالم. وتشير التقديرات إلى موت 2.3 مليون عامل سنوياً جراء حوادث وأمراض مهنية”.
كما ذكر رايدر بأن تقديرات منظمة العمل الدولية تشير إلى أن التكلفة المباشرة وغير المباشرة للأمراض والحوادث المهنية في العمل تبلغ 2.8 تريليون دولار في العالم. ونوه إلى أن الاستثمار في الصحة والسلامة المهنية تجارة مربحة أيضاً. “فكل دولار نستثمره يأتي بعوائد جيدة”.
وشدد رايدر على الحاجة الماسة إلى بيانات جيدة قائلاً: “نحن نعيش في عصر المعلومات حيث يستطيع واضعو السياسات الحصول على بيانات عن معظم القضايا، بيد أننا نفتقر إلى بيانات عن الصحة والسلامة المهنية تساعدنا في تصميم وتنفيذ سياسات وبرامج قائمة على الأدلة. وهو فشل نابع من الإرادة السياسية أيضاً”.
ومع ذلك يرى رايدر أن ثمة علامات مشجعة. “إن أهمية حماية العمل بكفاءة ترتقي على سلم الأجندات السياسية العالمية. فقد وجه القادة المشاركون في قمة قادة مجموعة العشرين التي عُقدت في سان بطرسبرغ عام 2013 فريق الاستخدام التابع للمجموعة إلى عقد شراكة مع منظمة العمل الدولية للنظر في كيفية إسهام المجموعة في خلق أماكن عمل أكثر أمناً”.
لقد كانت منظمة العمل الدولية ومنذ عقود حاملة اللواء في مجال وضع المعايير الدولية للصحة والسلامة المهنية وتعزيزها من خلال الاتفاقيات الأربعين التي وضعتها بشأنهما، وأحد رواد خلق المعرفة ونشرها في مجال سلامة وصحة العمال وأماكن العمل.
ويشارك في تنظيم المؤتمر العالمي للسلامة والصحة في العمل الذي يُعقد كل ثلاث سنوات منظّمة العمل الدوليّة والجمعية الدولية للضمان الاجتماعي، وتستضيفه هذا العام المنظمة الألمانية للتأمين ضد الحوادث الاجتماعية.