بيان الاتحاد العالمى للنقابات على خلفية ثورة الشعب المصرى


إن الاتحاد العالمى للنقابات ليتابع بعناية شديدة ما يجرى فى مصر ويرى إن المواقف والمبادئ التى انتهجتها الحركة النقابية على مر العصور لتدرك تماما بأن العمال وصغار الفلاحين لا يمكن أن تترك فى أوهام إصلاحية تحت شعار الإرادة الجديدة الامبريالية إن القوى التى خرجت فيما سمى الربيع العربى اعتمدت على مهاجمة سياسة نظام مبارك العدائية ضد الشعب وقد كانت النتائج الفقر والبطالة وأجر أثنين دولار فى اليوم وملايين الفقراء من أبناء الشعب يعيشون على هبات وأجور هزيلة لقد كان السبب الرئيسى والذى دفع الطبقة العاملة المصرية والشعب المصرى عامة إلى الخروج إلى الشارع هو عدم حل المشاكل الاجتماعية وبرزت وزارات بالرأسمالية المصرية كل مرة ملوحة بأنها المنقذة وأثبتت التجربة بأنهم على خطأ مع تزايد سوء الأوضاع.
وتعقدت الأمور فى مصر وشمال إفريقيا والشرق الأوسط بعد تزايد طمع المراكز الامبريالية اللذين يحاولون نهش الثروات الطبيعية ومحاولين التحكم فى مسار الطاقة ونقلها ونذكر هنا بأن احد أهم الأهداف الدائمة لرأس المال هو نهب ثروات البلاد وتجدر الإشارة بأن إضعاف دول الشرق الأوسط ونهب الثروات الطبيعية وتزايد موجات العمالة المهاجرة وكذا تزايد عدد السكان وتدمير البنية التحتية لا يخدم إلا إسرائيل وحلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية فيما يسمى الشرق الأوسط الجديد.
واليوم تزايدت الفجوة والتناقضات بين البرجوازية فى مصر بشكل حاد وهذه التناقضات التى فى داخلها تخدم النظام الرأسمالى وقد اتخذت القوات المسلحة المصرية فى هذه اللحظة التاريخية جانبا هاما لدعم الشعب ، وأيضا وإذا كانت الطبقة العاملة الدولية تهاجم هذا التدخل ونتج عن ذلك الاعتداء على العمال فى الشوارع فى القاهرة والإسكندرية وعدد من المحافظات بسبب الخلاف على معتقدات دينية أو أحزاب دينية سياسية فإن اتحاد النقابات العالمى ليوجه نداء مفتوح إلى عمال مصر ومناشدتهم الاتى:
«أيها الرفاق نحن جميعا إخوة وأخوات نحن أبناء الطبقة العاملة بغض النظر عن الدين والعرق ولنترك اى تناحر ولنتكاتف جميعا شباب ونساء وشعبا واحدا.
إن دولتكم دولة غنية وتضمن لكم حاضر طيب ومستقبل أفضل. لا تثقوا فى المنقذين الذين يلوحون لكم من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوربى فالحل الوحيد يعتمد عليكم انتم، فالقوة التى تطلبون بها مطالبكم هى الضامنة أن تكونوا أسيادا فى كل مكان وتضعوا حل للاستغلال وهكذا سيكون الربيع الجديد والصورة الحق».
الاتحاد العالمى للنقابات